عبر رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، عن الاعتزاز بما تمثله حضرموت بوزنها وثقلها ومكانتها التاريخية، من صوت وازن في المشروع الوطني، والدور المعول عليها ان تكون حاضرة ومؤثرة في صياغة الواقع السياسي والخيارات الوطنية على مستوى اليمن.
جاء ذلك خلال لقاء دولة رئيس الوزراء، نخبة من الشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية، في اطار زيارته الحالية لحضرموت، حيث نقل اليهم تحيات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي وأعضاء المجلس بمناسبة عيد الفطر المبارك.
ووضع الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الحاضرون في صورة كاملة حول الوضع السياسي العام، والواقع الاقتصادي، والتحديات والفرص القائمة امام الحكومة، بما في ذلك العمل المشترك والتكامل والتنسيق مع السلطة المحلية في حضرموت.. مجدداً الالتزام بما أعلنه منذ توليه قيادة الحكومة بانتهاج الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد كعنوان للمرحلة، والمضي في الإصلاحات المالية والإدارية، والاقتراب من هموم المواطنين وتلمس معاناتهم، واهمية انعكاس ذلك في أداء وعمل السلطات المحلية.
وتحدث عن الفرص المتاحة لتجاوز التحديات، وضرورة توحيد المواقف والتماسك خلف مجلس القيادة الرئاسي، باعتباره الخيار الوحيد المتاح للنجاح، والاستمرار في العمل والصمود والتماسك من اجل التخفيف من معاناة المواطنين.. مشدداً على ضرورة ان يكون جميع المسؤولين على المستوى المركزي والمحلي قريبين من المواطنين وهمومهم، والنزول الميداني باستمرار للاستماع اليهم، وإعادة ترتيب الأولويات بما يتوافق مع الاحتياجات الملحة التي تمس حياتهم ومعيشتهم اليومية.
وأكد رئيس الوزراء، ان زيارته الى حضرموت تأتي للاطلاع على الواقع واستيعاب التحديات والفرص والأفكار لدى مختلف الأطراف في أولويات عمل الحكومة، ورسالة للسلطة المحلية بأنه رغم الوضع الصعب الا اننا ملتزمين بمسؤوليتنا لإسناد جهودها ودعمها بكل الإمكانيات المتاحة.. مستعرضاً النقاشات التي دارت في اللقاءات مع السلطتين المحلية والتنفيذية بحضرموت والقطاع الخاص، والاتفاق على وضع مصفوفة عمل مشتركة، تتضمن الملفات التي تهم أبناء حضرموت وخاصة الكهرباء والمياه والصرف الصحي والصحة والتعليم وغيرها.
واستمع رئيس الوزراء، بحضور محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، الى عدد من المداخلات المقدمة من النخب المشاركة في اللقاء، والتي ركزت على الرؤى المقترحة للاستفادة من المقومات الاقتصادية التي تمتلكها حضرموت، وتعاون الحكومة والسلطة المحلية لتنشيط القطاعات الواعدة وخاصة الزراعة والثروة السمكية والموانئ، واهمية إيلاء حضرموت الاهتمام اللازم لجذب المزيد من الاستثمارات، إضافة الى الجوانب المتعلقة بالأوضاع المعيشية والخدمية..معربين عن تفاؤلهم بما يبديه دولة رئيس الوزراء من عزم وتصميم على مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة، وإرادته الواضحة في إحداث تغيير حقيقي واهمية الالتفاف لدعم هذا النهج وتجاوز التحديات والصعوبات القائمة.
كما التقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عوض بن مبارك، في مدينة المكلا، نخبة من الشباب والنساء وقيادات منظمات المجتمع المدني، لتداول الأفكار والمقترحات، للنهوض بواقع الشباب واستثمار طاقاته الخلاقة لخدمة الوطن والمجتمع.
وأوضح رئيس الوزراء، ان الشباب هم القوة الحقيقية للتغيير، وتعول عليهم الحكومة والمجتمع في ابتكار أفكار إبداعية، تساعد على التعاطي مع التحديات والصعوبات من منظور مختلف لتجاوزها.. لافتاً الى ان المبادرات الشبابية في حضرموت يجب ان تكون نموذجاً انطلاقاً من الإرث التاريخي والخصوصية التي تتميز بها.
وأشار، الى ان المجتمع اليمني من المجتمعات الشابة، حيث تصل نسبة الشباب فيه إلى 70 بالمائة ما يتطلب التزامات لاستيعاب هذه الطاقات الشبابية، التي ظلت والوطن يواجه حرب مليشيا الحوثي الإرهابية في قلب الاحداث سواء سلباً او ايجاباً.. مشددًا على أهمية العلاقة بين الأجيال ونقل المعرفة وتمكين الشباب في مواقع يكونوا قادرين فيها على استلهام الخبرة من الذين سبقوهم لضمان تناقل المعرفة والخبرة بين الأجيال.
وأكد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ان تمكين الشباب او المرأة لا ينبغي ان يكون مشاركة شكلية، وانما اجندات وفكر وتوجه .. مبدياً التزامه الحقيقي تجاه المجتمع المدني والشباب والمرأة، وضرورة تحويل أفكارهم الى مشاريع قادرة على إيجاد تغيير ملموس في مختلف الجوانب.
وقال ” نحن حريصون على ان تكونوا شريك أساسي في كل خطوات الحكومة وفي كل المجالات، وتهيئة السبل ليسهم الشابات والشباب بدورهم الرائد والقائد في رحلة التنمية والبناء، وأيضاً دوركم جوهري في دعم معركتنا ضد الفساد وتنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية، وتعزيز الشفافية والمساءلة كعنوان رئيسي في عمل الحكومة”.
وشجع رئيس الوزراء، الشباب على التمسك بالأمل وعدم الاستسلام للاحباط، كونهم ركن رئيسي في عملية التغيير والسير بموجب أولويات واضحة لتقوية قدراتهم، وان يكونوا قوة إيجابية وليس قوة معطلة.. وحث على إقامة مؤتمرات شبابية على مستوى المحافظات ينتج عنها أفكار إبداعية لتعزيز حضورهم والتنسيق مع الحكومة و السلطات المحلية ودعمها بهذه الأفكار.
وطرح المشاركون، عدد من المقترحات المتصلة بتعزيز دور الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني، والدور الذي يمكن ان يلعبوه لدعم توجهات الحكومة لإحداث التغيير المنشود بمكافحة الفساد وتنفيذ الإصلاحات.. مقدمين مجموعة من الأفكار التي يمكن البناء عليها لتعزيز دور الشباب، بما في ذلك التركيز على الاقتصاد الإبداعي.
كما أدى رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، صلاة الجمعة، مع جموع المصلين في جامع ذهبان بمديرية غيل باوزير محافظة حضرموت.
وحضر الصلاة مع رئيس الوزراء وزيري المالية سالم صالح بن بريك، والاوقاف والإرشاد محمد شبيبة، ومحافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، وعدد من المسؤولين.
وتطرق خطيب الجمعة، الى فضائل أيام الطاعة في هذا الشهر المبارك والواجبات على المسلمين في التكافل وتزكية النفس وصلة الارحام والصدقة.. منبهاً من انتشار عادات التفاخر اثناء الاعراس والحرص على النظر الفقراء والامتثال لتعاليم المولى عز وجل في عدم التبذير.
كما تطرق خطيب الجمعة، الى زيارة دولة رئيس الوزراء الى غيل باوزير خاصة وحضرموت عامة، وتطلعات المواطنين الى معالجة القضايا العامة التي تمسهم.. داعياً له بالتوفيق والنجاح في عمله ما دام قريباً الى الناس وفي خدمتهم.
وعقب صلاة الجمعة، تبادل رئيس الوزراء التهاني مع جموع المصلين بمناسبة عيد الفطر المبارك..مستمعاً الى احاديثهم وقضاياهم العامة والخاصة..مؤكداً انه سيبذل كل الجهود وبالتعاون مع السلطة المحلية على إيجاد حلول عاجلة لها.