اعلن الاتحاد الاوربي اطلاق عملية أسبيدس ضد الحوثيين في البحر الأحمر. واصفا ايها بانها مهمة دفاعيه ولبيست هجوميه
على المستوى التنظيمي، تستند العملية إلى تفويض حديث من الأمم المتحدة وعلى المواد 42 و43 و44 من معاهدة الاتحاد الأوروبي.
وتنص المادة 42 على استخدام “الوسائل المدنية والعسكرية في مهام خارج الاتحاد الأوروبي لضمان الحفاظ على السلام ومنع النزاعات وتعزيز الأمن الدولي، وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
وتتيح المادة 44 إمكانية إسناد هذه التدخلات إلى مجموعة من الدول الأعضاء والمتطوعين وذوي القدرات الكافية.
في ظل تصاعد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، أعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الإثنين، الموافقة على نشر المهمة البحرية أسبيدس لحماية حركة الملاحة، لكن من يقود هذه العملية وما أهدافها؟
التوترات في البحر الأحمر دخلت مرحلة تصعيد منذ استهداف الحوثيين في 9 يناير، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون “في إطار التضامن مع قطاع غزة” سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
استعادة الأمن البحري
وقال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، إن انطلاق العملية يأتي ضمن استجابة الاتحاد الأوروبي “السريعة” لضرورة استعادة الأمن البحري وحرية الملاحة في البحر الأحمر الذي قال إنه “ممر بحري استراتيجي للغاية”.
وأضاف بوريل: “ستلعب العملية دورا رئيسيا في حماية المصالح التجارية والأمنية للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي”.
وأوضح أن المهمة الدفاعية للعملية تشمل “مرافقة السفن وحمايتها من الهجمات المحتملة متعددة المجالات في البحر”، مشيراً إلى أن مقر العملية سيكون في مدينة لاريسا شمال وسط اليونان.
مهام العملية
المهمة البحرية، التي يطلق عليها اسم “أسبيدس” نسبة إلى الكلمة اليونانية القديمة التي تعني “درع”، تتضمن إرسال سفن حربية أوروبية وأنظمة إنذار مبكر محمولة جوا إلى البحر الأحمر وخليج عدن والمياه المحيطة.
وسيكون لدى سفن مهمة أسبيدس أوامر بإطلاق النار على المسلحين فى حالة تعرضها للهجوم أولا، ولن يُسمح لها بإطلاق النار بشكل استباقي.
وبحسب وسائل إعلام إيطالية منها صحيفة “الشمس 24″، تشمل منطقة العمليات التي أنشأها الاتحاد الأوروبي المجال البحري بين باب المندب ومضيق هرمز، بما في ذلك البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي.
وتنضم أسبيدس إلى عملية أوروبية أخرى هي “أتالانتا” التي انطلقت عام 2008 لمكافحة القرصنة في منطقة القرن الإفريقي (خليج عدن وحوض الصومال). وستدمج أسبيدس في عملية أوروبية أخرى هي “إيماسوه”، وذلك أيضًا بسبب إمكانية الاستفادة من الهياكل والقدرات والمهارات الموجودة بالفعل، وبالتالي بسرعة أكبر.
وستستمر المهمة لمدة عام على الأقل، مع إمكانية تجديدها بعد قرار من مجلس الاتحاد الأوروبي. وإدراكًا للحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة، تستعد إيطاليا، كإجراء أول وفوري، لإرسال الفرقاطة “فيرجينيو فاسان”، التي تم استبدالها لاحقًا بنفس الفئة “فيديريكو مارتينينجو”.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إن إيطاليا ستشارك في أسبيدس مع المدمرة كايو دويليو التي تنضم إلى الفرقاطات الأخرى المشاركة بالفعل في مهمة أتالانتا لمكافحة القرصنة، والموجودة حاليًا في البحر الأحمر.
وأكد تاياني، اليوم، أن مهمة أسبيدس في البحر الأحمر والتي وافق عليها مجلس الاتحاد الأوروبي تعد “نجاح إيطالي”.
وقال تاياني، على هامش أعمال المجلس الأوروبي في بروكسل: كنا البلد الذي أصر أكثر من أي بلد آخر على وجود مهمة عسكرية أوروبية لحماية حركة التجارة في السويس والبحر الأحمر، وفقاً لوكالة إيطاليا برس للأنباء.
*إيطاليا و فرنسا و ألمانيا تشارك.. واستعداد روماني ألباني
وأوضح تاياني أن إيطاليا وفرنسا وألمانيا ستشارك في المهمة، لكن دولا أخرى مستعدة للمشاركة مثل رومانيا وألبانيا.
وتابع أن المهمة أسبيدس تضاف إلى مهمة أتالانتا التي تعمل على مكافحة القراصنة، مؤكداً أنها رسالة قوية موجهة أيضا لحماية نظام يلحق الضرر بالموانئ الإيطالية.
دور البرلمان الإيطالي
وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، أوضح، بدوره، أنه لا يمكن عرض العملية الجديدة على البرلمان إلا بعد موافقة مجلس الاتحاد الأوروبي عليها.
وقال كروسيتو إن البرلمان سيكون له الحق في التصديق عليها أم لا، فهذا من صلاحياته. وتأمل روما أن تشارك الدول العربية المعتدلة أيضًا في العملية، بحسب كروسيتو.
إيطاليا تتولى القيادة التشغيلية للعملية
ستتولى إيطاليا، التي كانت من بين الداعمين الرئيسيين للعملية، إلى جانب فرنسا وألمانيا، القيادة العملياتية للعملية أسبيدس.
والعملية تشكل بالنسبة للبعض خطوة جديدة نحو دفاع أوروبي حقيقي، فيما تعمل وزارة الدفاع الإيطالية أيضًا على تقييم إمكانية تزويد الأصول الجوية بقدرات المراقبة وجمع البيانات. ومن بين الفرضيات المطروحة على الطاولة إرسال طائرات G550 Caew التابعة للجناح الرابع عشر للقوات الجوية الإيطالية، والتي تم استخدامها بالفعل في مهام على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، و هي رادارات طيران حقيقية، مجهزة بنظام استشعار متعدد مع وظائف المراقبة الجوية والقيادة والسيطرة والاتصالات.
كما من المرجح نشر طائرات بدون طيار، مع مهام استطلاع ومراقبة الأراضي.
الأدميرال كوستانتينو يقود قوات أسبيدس
بمجرد الحصول على الضوء الأخضر من البرلمان الإيطالي للمهمة الأوروبية الجديدة، ستتولى وزارة الدفاع الإيطالية قيادة العملية. فيما كشفت مصادر دبلوماسية أن إيطاليا ستعرض على قائد القوة الأدميرال كوستانتينو قيادة قوات العملية.
وسيتم فصل قيادة عمليات أسبيدس عن المقر الأوروبي في لاريسا، بينما ستبقى القيادة الإستراتيجية كما هو الحال بالنسبة لجميع المهام والعمليات العسكرية للاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وستقوم السفن العسكرية الأوروبية بمهام الحماية والمرافقة للشحن والدعم للتوعية بالأوضاع البحرية، مع الحفاظ على التنسيق الوثيق مع أتالانتا، والتي ستتقاسم معها العملية أسبيدس جزءًا من منطقة العمليات، وإن كان ذلك مع التمييز في المهام.
وتشمل مهام أسبيدس إسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ وأي سلاح آخر يستهدف السفن التجارية. ومع ذلك، فهي لا تتوقع هجمات على الأراضي اليمنية.
المعايير المرجعية
على المستوى التنظيمي، تستند العملية إلى تفويض حديث من الأمم المتحدة وعلى المواد 42 و43 و44 من معاهدة الاتحاد الأوروبي.
وتنص المادة 42 على استخدام “الوسائل المدنية والعسكرية في مهام خارج الاتحاد الأوروبي لضمان الحفاظ على السلام ومنع النزاعات وتعزيز الأمن الدولي، وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
وتتيح المادة 44 إمكانية إسناد هذه التدخلات إلى مجموعة من الدول الأعضاء والمتطوعين وذوي القدرات الكافية.