بحث وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، اليوم، مع فريق من وزارة الخارجية والتنمية البريطانية برئاسة كبير مستشاري الأمن ماكس قاندل، الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية في المحافظة، والدور المحوري للمحافظة في صناعة السلام ورؤيتها للمستقبل والذي يمثل منطلقاً للجهود البريطانية والدولية لإحلال السلام الشامل في اليمن.
وفي بداية اللقاء، رحب الوكيل مفتاح بزيارة فريق الخارجية البريطانية الذي يضم الملحق العسكري بالسفارة بيتر ليجاسيك، والمستشار الإنساني سامانثا كرايجو، وسكرتير اول السفارة بيتر دالبي، في أول زيارة لفريق بريطاني رفيع إلى المحافظة منذ إغلاق السفارة بصنعاء عقب انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية على الشرعية بدعم إيراني..مشيداً بالدور البريطاني الإنساني والسياسي الداعم والمساند للحكومة الشرعية ومؤسساتها.
وقال الوكيل مفتاح “أن محافظة مأرب مثل كافة الشعب اليمني تنشد السلام، ودعت إليه منذ أول يوم من الانقلاب، ولكن الحرب فرضت عليها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية كما فرضتها على الشعب اليمني وبدعم إيراني”.. مؤكداً ان السلام العادل الذي ينشده أبناء المحافظة والمهجرين قسراً فيها وكافة أبناء الشعب اليمني، يجب أن يقوم على المرجعيات الثلاث المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودوليا..مطالباً بدور بريطاني ودولي قوي وحازم تجاه جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية، واجبارها على الانصياع لمتطلبات السلام، وإيقاف جرائمها واعمالها العسكرية المستمرة رغم إعلان الهدنة لوقف الحرب،وممارسة المجتمع الدولي الضغوط الحقيقية عليها وفي مقدمتها إعادة تصنيفها ضمن قائمة الجماعات الإرهابية .
كما قدم الوكيل مفتاح، عرضاً تفصيلياً عن مجمل الأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءا.. محذراً من انزلاقها نحو كارثة إنسانية وحدوث مجاعة في المحافظة التي تستوعب اكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، جراء التراجع الكبير للتدخلات الإنسانية من قبل المنظمات الأممية والدولية، والحرب الاقتصادية التي تشنها مليشيا الحوثي على الشعب اليمني.
من جانبه أوضح رئيس فريق الخارجية البريطانية، ان الزيارة تهدف الى الاطلاع على مجمل الأوضاع بالمحافظة عن كثب وتعزيز العلاقات مع السلطة المحلية والتي بدأها السفير البريطاني مع عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة..مؤكداً ان الزيارة تهدف أيضا الى فهم رؤية مأرب في صناعة السلام والمستقبل للانطلاق منها والتفهم لأهمية مأرب في توفير بعض الخدمات لكافة اليمنيين واستيعابها لاكبر عدد من النازحين في اليمن.
ولفت فاندل الى جهود حكومته للحد من عمليات تهريب الأسلحة من ايران لمليشيا الحوثي الإرهابية في البحر، واعدادها تقريراً بالتدخلات الإيرانية وانتهاكات مليشيا الحوثي وتقديمه إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي قريبا..معرباً عن دهشته لما شاهده من نهضة عمرانية وتطور في الخدمات بالمحافظة وفي مقدمتها الكهرباء والأنشطة التجارية والثقافية والسياسية ومناخات الامن و الحرية وحضور مؤسسات الدولة.
وجدد فاندل تأكيد دعم بلاده للحكومة الشرعية واحلال السلام في اليمن العادل والشامل واشراك كافة قوى الشعب اليمني بما فيها السلطات المحلية في صناعته، وايلاء حكومة بلاده أهمية قصوى للأوضاع الإنسانية في محافظة مأرب والعمل مع برامج الأمم المتحدة للإسهام في سد فجوات الغذاء والمياه والصحة والاحتياجات الأساسية.
هذا وكان فريق الخارجية البريطانية قد قام بزيارة ميدانية الى مخيم الجفينة للنازحين والذي يعد اكبر مخيم على مستوى اليمن، واطلع على الأوضاع الإنسانية والاحتياجات وجهود السلطة المحلية في تقديم الخدمات لهم من كهرباء وحماية وصحة وغيرها، وتدخلات شركاء العمل الانساني.