دعا الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليوم الاثنين، المجتمع الدولي الى تبني آلية سريعة لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وبناء مدنه المدمرة، وحماية تنوعه الحيوي وموارده البيئية، واستعادة وهج ثقافته المفعمة بالحياة.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في كلمة امام قمة المناخ التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، “ان الحضارة الانسانية مدينة لليمن بأشياء كثيرة باعتباره حلقة هامة من حلقات التراث البيئي العالمي، لذلك فقد آن الآوان للاستجابة الى نداءات الامهات والاباء اليمنيين الذين يتوقون رؤية ابنائهم يمضون دون خوف نحو مستقبل حافل بالأمل، والحيلولة دون تدمير ارثهم الحضاري والبيئي العريق”.
واشار الرئيس الى التداعيات العميقة للتغيرات المناخية على الامن البيئي اليمني، بما في ذلك الغذاء والماء، والموارد الاقتصادية وسبل العيش، رغم ان اليمن هو الاقل مساهمة في الانبعاثات المتسببة بظاهرة التغير المناخي.
وقال ان اليمن كان على الدوام أحد أكثر بلدان المنطقة المهددة بالجفاف، ما قد يمثل مصدرا للاقتتال الاهلي على الماء، والارض، فضلا عن توقعات بنضوب المياه الجوفية في الأودية الرئيسية من البلاد، اضافة الى مخاطر ارتفاع منسوب مياه البحر في الاحواض القريبة من المناطق الساحلية، ما يشكل تهديدا خطيرا لحياة ومعيشة السكان والاقتصاد الوطني.
وتابع: اضافة الى ذلك فإن مقوماتنا البيئية والسياحية، تتعرض لآثار مدمرة في ظل انهيار شبكة الحماية الحكومية تحت وطأة الحرب التي اشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الايراني، وهو ما يتطلب التسريع بتعهدات خفض الانبعاثات وبناء قدرات المؤسسات الوطنية على التكيف مع هذه التداعيات ومضاعفة التمويلات الموجهة لهذا الغرض ضمن المبادرات الدولية للدول النامية المقدرة بنحو 100 مليار دولار سنويا.
ودعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي قادة العالم الى دعم الجهود الرامية الى استعادة مؤسسات الدولة الوطنية العضو في الامم المتحدة، والحد من نتائج الممارسات التدميرية التي تنتهجها المليشيات الإرهابية، بما في ذلك تحويل البلاد الى أكبر حقل للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، والمماطلة في انهاء خطر الانسكاب النفطي المحتمل من الخزان العائم صافر الذي يهدد بأعظم كارثة بيئية في العالم.
اضاف: بالنسبة لليمنيين، فإن هذا الجمع الموقر، يتحمل مسؤوليات متداخلة تتلخص بمساعدة الحكومة اليمنية على بناء قدراتها، واعادة اعمار مؤسساتها، وردع تهديدات المليشيات الارهابية المدعومة من النظام الايراني لأمن واستقرار البلاد، وخطوط الملاحة الدولية وامدادات الطاقة العالمية.
وعلى هامش القمة التقى فخامة الرئيس عددا من قادة العالم وتبادل معهم الاحاديث الودية بشان المستجدات المحلية والاقليمية والدولية.
فيما يلي نص الكلمة:
اخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي،،
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
معالي الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،، اصحاب المعالي والسعادة،،
الحضور جميعا،،
اود في البداية ان أعرب عن خالص التقدير واصدق التهاني لجمهورية مصر العربية على حسن التنظيم والاستضافة لهذه القمة الرفيعة، والشكر موصول للأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش على جهوده المنسقة مع الاطراف المعنية من اجل حماية كوكبنا.
الاخوة والاخوات الحضور جميعا..
تجتمع دولنا اليوم في ظل تحديات متعددة من ازمة الغذاء، الى ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، الى الحروب المشتعلة حول العالم، لكننا ندرك ان تداعيات التغير المناخي هو التحدي الاخطر، خصوصا في البلدان التي تعاني من نزاعات مسلحة.
ورغم ان اليمن هو الاقل مساهمة في الانبعاثات المتسببة بظاهرة التغير المناخي، إلا انه يأتي في صدارة الدول المتأثرة بتأثيراتها السلبية.
ولا شك ان الصورة القاتمة التي تحملها اليكم التقارير بشأن اثار التغيرات المناخية في اليمن ستكون أكثر تفصيلا في إطار النقاشات الموسعة ضمن اعمال هذه القمة.
ولكن دعوني اشير هنا الى بعض ملامح تلك الصورة التي تتوقع نضوب المياه الجوفية بما فيها الأودية الرئيسية في البلاد، فضلا عن مخاطر ارتفاع منسوب مياه البحر في الاحواض القريبة من المناطق الساحلية الممتدة بنحو 2400 كم، ما يشكل تهديدا خطيرا لحياة ومعيشة السكان والاقتصاد الوطني.
ان بلدنا كان على الدوام أحد أكثر بلدان المنطقة المهددة بالجفاف، ما يمثل مصدرا اخر للاقتتال الاهلي على الماء، والارض، حيث يعتمد أكثر من 72 بالمائة من السكان على النشاط الزراعي الذي تنخفض انتاجيته بشكل كبير.
وقد ساهمت التغيرات المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة واضطراب المواسم المطيرة في انتشار المستنقعات، نتيجة الفيضانات، والسيول التي تؤدي الى فقدان آلاف الأرواح، بأمراض كان يمكن علاجها، او الوقاية منها.
وإضافة الى ذلك فإن مقوماتنا البيئية والسياحية، تتعرض لآثار مدمرة جراء هذه التغيرات في ظل انهيار شبكة الحماية الحكومية تحت وطأة الحرب التي اشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الايراني، وهو ما يتطلب التسريع بتعهدات خفض الانبعاثات، وبناء القدرات على التكيف ومضاعفة التمويلات لهذا الغرض، وقبل ذلك تعزيز فرص السلام بموجب قرارات الشرعية الدولية، والمرجعيات ذات الصلة.
الاخوة والاخوات،،
اننا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على إدراك تام بهذه التداعيات الخطرة للتغيرات المناخية، كما نعي بنفس القدر واجباتنا المشتركة للحد من تأثيراتها، ولكني على ثقة انكم ايضا على دراية عميقة بالطريق الأضمن لإحداث التحول في هذا المسار.
انه طريق السلام وإنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة الوطنية العضو في الامم المتحدة، وتمكينها من ادارة حصتها العادلة من المبادرة التمويلية للدول النامية والاقل نموا لمواجهة تحديات المناخ، والحد من نتائج الممارسات التدميرية التي تنتهجها المليشيات الإرهابية، بما في ذلك تحويل البلاد الى أكبر حقل للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، والمماطلة في انهاء خطر الانسكاب النفطي المحتمل من الخزان العائم صافر الذي يهدد بأعظم كارثة بيئية في العالم.
وبالنسبة لليمنيين، فإن هذا الجمع الموقر، يتحمل مسؤوليات متداخلة تتلخص بمساعدة الحكومة اليمنية على بناء قدراتها، واعادة اعمار مؤسساتها، وردع تهديدات المليشيات الارهابية المدعومة من النظام الايراني لأمن واستقرار البلاد، وخطوط الملاحة الدولية وامدادات الطاقة العالمية.
ومن جانبنا كما تعلمون فقد ذهبنا الى ابعد مدى في التعاطي مع جهود السلام كافة، سعيا منا الى تخفيف المعاناة الانسانية، واعادة اليمن الى مساره الطبيعي كعضو فاعل في محيطه الاقليمي والدولي، لكن المليشيات الارهابية وقفت على الدوام عائقا امام فرص التقدم في جهود السلام، واخرها رفض تجديد الهدنة الانسانية، واستهداف المنشآت النفطية والملاحية في محافظتي حضرموت وشبوة، والتهديد بتوسيع هذه الهجمات عبر الحدود بمنطقة تقع في قلب الممرات التجارية الرئيسية في العالم.
الاخوة والاخوات؛؛
ان القرارات التي ستتخذونها في هذه القمة من شأنها ان تؤثر ايجابا على حياة ملايين اليمنيين الذين فقدوا نصف ناتجهم القومي المقدر بنحو 126 مليار دولار خلال الثمان سنوات الماضية، ناهيكم عن الدمار الهائل، ومخيمات النزوح المكتظة، والخدمات التي لا تعمل سوى بأقل من نصف طاقتها.
وإنها لمناسبة جيدة أن نجدد الشكر والثناء للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهم المقدرة في التخفيف من حدة الكارثة، ومنع انهيار شامل لمؤسسات الدولة التي تستجيب اليوم لجهودكم في الحد من اضرار التغيرات المناخية على مختلف المستويات.
كما نشيد في هذه المناسبة بالمبادرات الدولية والاقليمية في السياق المناخي وعلى وجه الخصوص مبادرة الشرق الاوسط الاخضر التي اعلنتها المملكة العربية السعودية الشقيقة بهدف الوصول الى تخفيضات قياسية في الانبعاثات الكربونية، كما ندعم مبادرة جمهورية مصر العربية للتكيف والقدرة على الصمود في قطاع المياه.
الاخوات والاخوة؛؛
ان الحضارة الانسانية مدينة لليمن بأشياء كثيرة باعتباره حلقة هامة من حلقات التراث البيئي العالمي، وقد آن الآوان للاستجابة الى نداءات الامهات والاباء الذين يتوقون رؤية ابنائهم يمضون دون خوف نحو مستقبل حافل بالأمل، والحيلولة دون تدمير ارثهم الحضاري والبيئي العريق.
ولهذا انا هنا اليوم لأطلب منكم آلية سريعة لإنهاء معاناة الشعب اليمني وبناء مدنه المدمرة، وحماية تنوعه الحيوي وموارده البيئية، واستعادة وهج ثقافته المفعمة بالحياة.
كل الشكر لكم مجددا اخي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وكل التمنيات أن يفضي مؤتمرنا الرفيع هذا الى قرارات مشجعة لمصلحة شعوبنا وكوكبنا.
واذ نثمن للأمم المتحدة الدعم المستمر لرئاسة مصر لمؤتمر الاطراف السابع والعشرين الخاص بتغير المناخ، فإننا نتطلع ايضا الى دعم دولة الامارات العربية المتحدة لتنظيم المؤتمر الثامن والعشرين، كما نؤيد مبادرة الرئيس السيسي لوقف الحرب في اوكرانيا، لما في ذلك من اهمية للامن والسلم الدوليين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته