أجرت فضائية الجزيرة بنسختها الإنجليزية مقابلة مع وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، حول الحرب وماهيتها وسبل المشاورات والخيارات المتبعة في حال الوصول إلى طريق مسدود حيث وضح المخلافي في مقابلته الكثير من الالتباس. وقال المخلافي ” نحن بحاجة للوصول إلى سلام حيث ذهبنا إلى أماكن كثيرة بحثاً عن السلام.
لقد ذهبنا إلى جنيف وقضينا 115 يوماً في الكويت ولكن المشكلة تكمن في الطرف الآخر وليست فينا. وقد اتفقنا على جميع مقترحات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد ومقترحات المجتمع الدولي ووقعنا اتفاقية للسلام ولكن تم رفضها من قِبل الأطراف الأخرى.
والآن يجب على المجتمع الدولي إجبار الحوثيون على قبول السلام وإلا فإن الحكومة ستمضي بخططها لإخضاعهم عسكرياً بالرغم من أنها لا تريد استخدام الحل العسكري ولكنها اضطرت للدفاع عن نفسها”. “أن الحكومة هادي ستقدم شكوى رسمية مدعومة بالأدلة ضد إيران نضراً لامتلاكنا معلومات موثقة حول الأسلحة الجديدة التي تم تهريبها إلى الحوثيون في الآونة الأخيرة والتي مكنتهم من إطلاق بعض الصواريخ وتصعيد العمليات العسكرية ضد المناطق المحررة اليمنية والحدود السعودية.
إن الحكومة قد قطعت جميع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب الموقف الإيراني تجاه الأزمة اليمنية”. “إيران تعلن وباستمرار دعمها للحوثيين، فبعد سيطرة جماعة التمرد الحوثية على العاصمة صنعاء، تحدثت إيران بأن صنعاء هي العاصمة الرابعة التي تسقط في أيديهم، يعنون بذلك بغداد ودمشق وبيروت ثم صنعاء والتي زادت من توسع الإمبراطورية الفارسية.
لم يتردد الإيرانيون بالقول بأن لديهم جيشاً يخضع للتدريب وأنه سيقاتل في كل مكان بما في ذلك صنعاء. هم الآن يتفاخرون بصفتهم ممثلين للحوثيين في اليمن وطرف في المعادلة اليمنية الداخلية”. ” هذه حرب وليس هناك أي حرب طاهرة، ولكن ينبغي أن يكون السؤال من الذي اختار الحرب؟.
إذا كنا نبالغ ونضخم الأخطاء التي وقع فيها التحالف فإنا سوف نرضخ لخيار الاستسلام والذي يعتبر الخيار الأسواء من الدخول في حرب مع المليشيات والذي سيجلب لليمن حرباً ستستمر لعدة سنوات قادمة. وفي الوقت الراهن قد أنجزنا معظم أهدافنا وباستطاعتنا إنجاز ما تبقى منها
وأضاف المخلافي ً” بأن التحالف قد شكل بعثات لتقصي الحقائق للتحقيق في الأخطاء المرتكبة وهم ملتزمون بإصلاحها. وما يزعجني هو أنه وبالرغم من أن معظم التقارير التي ذكرتها تتحدث عن الأخطاء المرتكبة من قِبل الغارات الجوية للتحالف ، إلا أنهم يتجاهلون التكلفة الكلية للحرب التي فرضت علينا من الميليشيات، فإن عدد المدنيين الذين قتلوا بغارات جوية هم اقل بكثير من الذين قتلوا على يد الميليشيات
”. واكد المخلافي بأن “الحكومة ودول التحالف لن تدخر جهداً في الالتزام بأعلى معايير القوانين الدولية.
جميع التقارير الدولية لا تأخذ الانتهاكات من قِبل ميليشيات الحوثي واستخدامها للمدارس والمستشفيات كثكنات عسكرية أو مخازن أسلحة في الاعتبار. إن 80% من المقاتلين الحوثيون هم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 9-17 عاماً”. وخلال عام 2014 رصدت الأمم المتحدة 140 حالة تجنيد لأطفال في صفوف المقاتلين الحوثيون. ووضح المخلافي أن” كل هذا قد ضاعف التكلفة البشرية للحرب خصوصاً عدم وجود القيم الأخلاقية للميليشيات وعدم التزامها بالقوانين الدولية. أما بالنسبة لدول التحالف والحكومة اليمنية فنحن ملتزمون بالقوانين الدولية وسوف نتأكد من أي فعل غير مشروع وسيتم التحقيق فيه ومعالجته بالطريقة المناسبة
”. واختتم قائلاً: “نأمل من أن يكون إيصال الحقائق للجمهور وصناع القرار في الولايات المتحدة وبريطانيا بطريقة عادلة، ونرحب بأي حل وسط من شأنه أن يعيد السلام والأمن والاستقرار للبلاد. وشرطنا الوحيد هو امتلاك الدولة اليمنية للسلاح فقط وأن لا يكون هناك أي وجود لميليشيات لأن وجودها يعني عدم وجود السلام”.