تشهد العاصمه المؤقته عدن حاله ترقب وانتظار بسبب الدعوات لتنظيم مظاهره مكليونه لابناء الجدنوب يوم الخميس .. في الوقت الذي هدد فيه هاني بن بريك وزير الدوله المقال بكشف اسماء منفذي الاغتيالات و اللصوص الذي ينهبوا عدن
قال موقع ارم نيوز الاماراتي في تقرير من عدن ان سكان جنوب اليمن ينتظرون لإعلان ما يعرف بـ “إعلان عدن التاريخي” الذي يتهيأ فيه محافظ عدن السابق اللواء عيدروس الزبيدي، لإعلان موقفه الرسمي من قرار إقالته مع وزير الدولة هاني بن بريك.
وفي حين لم يعلق أي مسؤول على هذا الإعلان، أكد مصدر مطلع في السلطة المحلية بعدن لـ”إرم نيوز” أنه “سينقل الجنوب إلى أعتاب مرحلة جديدة من تاريخه”، بينما تتحدث تسريبات غير مؤكدة أن الزبيدي “سيعلن عن تشكيل مجلس عسكري وآخر سياسي لتسيير شؤون الجنوب”.
وتشهد عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، احتجاجات منذ الخميس الماضي، رفضًا لقرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إقالة الزبيدي وبن بريك، وهو قرار يصفه الجنوبيون بأنه “انقلاب على تحالف الشراكة الذي تم بين الحراك الجنوبي والشرعية في أعقاب حرب الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح”.
ويتهم الجنوبيون حزب الإصلاح اليمني الجناح السياسي لجماعة الإخوان في اليمن، بـ”ممارسة ضغط وابتزاز دفعت هادي لإصدار هذا القرار في إطار التفرد بالسلطة والانقلاب على تحالف الشراكة”.
شرعية مختطفة
وحول قرار هادي، يقول المصدر المطلع، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لحساسية الوضع، إن “الشرعية مختطفة بيد أحزاب كان ولاؤها لصالح وشريكة له بحرب 1994 وعداؤها مستمر وحقدها على شعب الجنوب وقياداته لا تخفيه وآخرها التحريض المستمر ضد قيادات السلطة المحلية في عدن وسبقتها محاولات يائسة برفع تقارير كاذبة بشأن الانتهاكات لحقوق الانسان بينما دافعت عن متهمين بقضايا الإرهاب”.
ويضيف أن “الجنوبيين واعون ومدركون لخطورة تلك الأحزاب وأفعالها الدنيئة، والاحتجاجات المتصاعدة هي ردة فعل طبيعية ضد محاولة تلك الأحزاب إعادة الهيمنة على عدن ورفضها المطلق لإعادة الخلايا الإرهابية التابعة لهم للعبث بأمن واستقرار المدينة”.
ويؤكد أن “القيادات الجنوبية والشعب الجنوبي شركاء أساسيون للتحالف العربي وداعمون للرئيس هادي، ويأملون منه أن يوجه تلك الأحزاب إلى محاربة العدو الحقيقي الذي أخرجهم من صنعاء بدلًا من محاولة نشر الفوضى في عدن”.
فشل سياسي
يقول الأكاديمي والباحث السياسي اليمني الدكتور حسين لقور، في تصريح لـ”إرم نيوز”، إن “القرارات الأخيرة، بغض النظر عن مشروعيتها من عدمها ولو سياسيًا، كانت غير موفقة لا في الأشخاص ولا التوقيت، فهي تعكس حالة الفشل السياسي الذي تعيشه الشرعية والعجز الناجم وبؤس إدارة الملفات الرئيسة في البلد”، بحسب تعبيره.
ويضيف لقور أن “الشرعية لم تستطع أن تكسر حالة الجمود الميداني في الشمال ولم تحقق أي إنجازات في ملفات الخدمات والرواتب في الجنوب المحرر”، مشيرًا إلى أن “ذلك الفشل ترافق مع الابتزاز، الذي تمارسه الأطراف الشمالية على الرئيس هادي والضغط عليه كي يتخلص من اثنين من أهم رموز المقاومة الجنوبية”.
ويرى أن “الجنوبيين بعد تلك القرارات تحرروا من قيود الالتزامات تجاه الشرعية وسيواصلون مسيرتهم نحو تحقيق هدفهم في استعادة هويتهم وبناء دولتهم الجديدة”، وفق قوله.
خسارة كبيرة
ويؤكد لقور أن “الحلفاء الشماليين للشرعية أرادوا لها ألا تبقي على التحالف مع الحراك والمقاومة الجنوبية وها هي اليوم تخسر ورقة قوية عسكريًا وسياسيًا بغياب الدعم الجنوبي لها”.
بدوره، يقول المحلل السياسي اليمني منصور صالح في حديث خاص لـ”إرم نيوز” إن “القرارات الأخيرة التي أزاحت اثنين من القيادات البارزة للمقاومة الجنوبية أفقدت الشرعية أصدق وأقوى وأنبل حليف وبذلك فهي قد وضعت نفسها في مأزق حقيقي”.
استعداء
في المقابل، يرى الناطق الرسمي للسلطة المحلية السابقة بعدن، نزار هيثم، في حديث لـ”إرم نيوز” أن “الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية هما صماما أمان للتحالف العربي وللشرعية لمناهضة الحوثيين، ومن يحاول نشر الفتنة وبالأخص الإعلام الحزبي سنعتبره عدوًا للوطن وللشعب وللتحالف العربي”.
ويضيف أن من يستعدي الحراك والمقاومة الجنوبية فهو يستعدي التحالف العربي بشكل أساسي، وللأسف بعض الأطراف تحاول استعداء التحالف بشكل قبيح ولن يقبل الشعب بحماقتهم وسيكونوا بمواجهة مخططاتهم القذرة”.
بينما يرى منصور صالح أن “تلك القرارات جاءت في وقتها وأسهمت في لملمة الصف وتوحيد كافة القوى والتوجهات في بوتقة الدفاع عن الجنوب والانتصار لقضيته في مواجهة الاخطار التي تتهدد الجنوب أرضًا وإنسانًا”.
ويقول صالح إن “سبب ذلك الغضب الشعبي الذي اندلع في عدن ومحافظات جنوبية أخرى هو بسبب المكانة الكبيرة للواء عيدروس الزبيدي كونه ليس محافظاً لعدن فحسب، بل قائداً عسكرياً جنوبياً يمثل القضية الجنوبية وتطلعات الشعب في جنوب اليمن”، بحسب تعبيره.
ويشير إلى أن “الشارع الجنوبي ينظر إلى الزبيدي كرمز جنوبي وصاحب حضور وتأثير طاغيين على كامل الأرض الجنوبية”.
يرى المحلل السياسي اليمني صلاح السقلدي في حديث لـ”إرم نيوز” أن “ذلك الغضب الشعبي ليس نابعاً من إقالة محافظ عدن وغيره من الجنوبيين، وبالذات المحسوبين على الحراك الجنوبي بصفته الشخصية، بل هي قناعة ترسخت لدى الجنوبيين بأن قرار الإقالة هو استهداف للقضية، التي يمثلها وهي القضية الجنوبية”.
ويقول السقلدي إن “الحراك الجنوبي يبدو أنه أدرك أخيرًا خطأ انغماسه المفرط بأحضان الشرعية وقد وجدها فرصة ليعيد بث الروح في جسده مرة أخرى بعد عامين من خبو شعلتها، وهي فرصة كذلك لتذكير الشركاء بالشرعية والتحالف بأن الجنوب رقم لا يمكن تجاوزه ولن يطول صمته حيال هذا التجاهل والتخطي الذي يتبعه هؤلاء الشركاء”.
ويتوقع أن تكون الأيام المقبلة “ممتلئة بالمفاجأت الكبيرة، وربما تحدث تغيرات جذرية بعلاقة الجنوب والحراك مع الشرعية، فقد أوشك الطلاق على الوقوع، إن لم يكن قد وقع أصلاً”.
رصاصة الرحمة
ويقول الصحفي والقيادي في الحراك الجنوبي باليمن، رائد الجحافي، إن الشرعية بقرارها الأخير “أطلقت رصاصة الرحمة على نفسها، مع أن حكومة الشرعية أساسًا فشلت فشلاً ذريعًا في ممارسة مهامها ولو بتوفير أبسط الخدمات للعاصمة عدن منذ تحريرها قبل نحو عامين”.
ويعتبر الجحافي أن “الشرعية فشلت في ترتيب هيكل السلطة في المحافظات والمناطق المحررة، إذ اعتمدت بشكل رئيس على معايير المناطقية والولاءات القائمة على المصالح وغيرها دونما اعتبار لمعايير الخبرة والكفاءة أو التعاطي بجدية مع الحراك الجنوبي بل شرعت لتسخير إمكاناتها في استهداف وضرب الحراك الجنوبي”.
ويشير إلى أن “الشرعية اتبعت سياسة الاستهداف لقضية الجنوب بسبب رضوخ رموز الشرعية لسياسة حزب الإصلاح المتطرف، الذي يتخذ من الحراك الجنوبي عدوًا رئيسيًا له”.
ودعت قوى الحراك الجنوبي في اليمن إلى احتشاد مليوني في عدن الخميس المقبل لإقامة فعالية كبرى أطلقوا عليها مسمى “إعلان عدن التاريخي”.
وأصدرت “اللجنة الشعبية للدفاع عن قضية شعب الجنوب ومقاومته” بيانًا صحفيًا ذكرت فيه أن “فعالية الخميس ستكون تجسيدًا لموقف الجنوبيين الرافض لكل محاولات القضاء على الثورة الجنوبية ومقاومتها”.
وأوضح البيان أن “ذلك سيأتي من خلال مليونية إعلان عدن التاريخي وهو الإعلان الذي سيمثل منعطفًا جديدًا ونقلةً تاريخيًة في مسيرة قضية شعب الجنوب”.
وفي سياق متصل، التقى عدد من قيادات الحراك الجنوبي، أمس الاثنين، بنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين عرب، في عدن، وناقشوا معه جملة من القضايا الأمنية والسياسية.
فيما توافد عدد من قيادات الحراك من محافظة أبين صوب منزل الزبيدي، أمس الاثنين، وأكدوا خلال لقائهم به “وقوفهم الكامل مع شرعية المقاومة الجنوبية بقيادة الزبيدي ودول التحالف العربي”.
وعبروا خلال اللقاء عن “رفضهم القاطع لقرارات هادي التي وصفوها بأنها غير مسؤولة وتهدف إلى زعزعة أمن واستقرار عدن وتسليمها للميليشيات”.