تريم / الغد اليمني / فؤاد الكثيري :
في منظر رائع يحكي حب الحضرمي للحياة ويفسر عشقه الا متناهي للوجود ويترجم كينونته الغامضة وعلاقته العميقة بكل ما حوله .. منظر قد يذهل الكثير فالابل دوما لا تساق الا الى مراقد الذبح .. لكن هنا وفي تريم بمحافظة حضرموت مهبط الثقافة والتاريخ تساق الابل اليوم الى مراقد الحناء في عرس جماعي رائع .. واحسان وتعامل مثالي بين الحضرمي وجماله .
زفة الابل الى مراقد الحناء وكانها عرائس هندية قد خضبة اقدامها بكل لون وزينت اطرافها ورقابها بكل نقش جميل ولفظا عتيق .. تمشي وتتنقل باختيال يغشاها الناس بفضول يتجمعون في حشود تبارك لتلك العرائس يوما عرسها السنوي .
يرقد حولها الشباب الماهر ذو الانامل المبدعه .. يتوسطهم وعاء الحناء الذي اعدته الامهات الرائعات بشغفا وشوق لمثل هذا اليوم السعيد وقد انتظرنه على احر من جمر .. تتصاعد البخور من كل جانب برشفات اللبان والدخون .. تغشى الحاضرون وكانها سحاب خير قد غشي قوم طيبون تنشقه الانوف بلهفة تستعيد مع كل زفرة منه ذكرى جميلة وواقعة اجمل قد مرت على القلوب وغشيت الافئدة .
نرى الاطفال وبطريقتهم المزعجة البريئة جموع الجمال العرائس .. يقتربون منها يمدو ايديهم الى تلك الجمال المزركشة بالحناء بعفويه ليمتلئ قلبه بعد ذلك بفرح وسعادة الدنيا اجمع .
شكرا لتلك الجمال الرائعة في يوم عرسها السنوي حيث قد زادت مدينتنا المحروسة تريم بهجة وسعادة وجمال ولطافة فوق جمالها ولطفها .. شكرا للامهات الفاضلات الاتي بذلن قصارى جهدهن منذ صبيحة هذا اليوم الجميل حيث لم تكل ايدهن باعداد قدور الحناء واشعال المباخر وتطريز ما زان من الاقمشة لتوضع على ظهور العرائس .. شكرا للشباب المفعم بالنشاط الذي لم يتوانى في احياء هذا الموروث الثقافي الرائع شكرا لكم فلقد اخرجتموهم في احسن صورة واجمل حلة .