محمد عبدالله القادري:
جريمة مقتل الملازم اول في الجيش الوطني عبدالرزاق صالح البيل أحد ابناء محافظة إب في احد شوارع عدن ونهب سيارته قبل ما يقارب أسبوعين ، تذكرني بجريمة مقتل احمد العامري احد ابناء محافظة إب في مدينة صنعاء والاعتداء عليه في متجره ونهبه قبل ما يقارب عشر سنوات ، فالجريمتان لديها العديد من اوجه التشابه والتعامل مع الجناة ، وهو ما جعلني اقول ما أشبه عدن بصنعاء .
العامري تم قتله في صنعاء بطريقة بشعة ، ولم تقم الاجهزة الامنية حينها بالقبض على القاتل وتقديمه للعدالة لأنه من “سنحان” مسقط رأس الرئيس السابق صالح ، وايضاً لأن المقتول العامري من ابناء إب تم التجاهل بقضيته وظل الجاني حر طليق يعيش في سنحان بكل امان وطمأنينة ، ولو كان المقتول من منطقة أخرى غير إب كمأرب او عمران او صعدة او ذمار او غيرها ، لقامت الحكومة حينها بالقبض على الجانب وايداعه السجن .
واليوم يتكرر في عدن نفس المشهد ، فمقتل الملازم عبدالرزاق البيل تم بطريقة بشعة وسُحب من داخل سيارته إلى الشارع ثم يركب الجاني فوق سيارة المقتول ويلوذ بالفرار ، وحتى اليوم لم تقم الاجهزة الامنية بعدن بالقبض على الجاني رغم وجود عدة وسائل تمكنها من القبض عليه ، ولا زال القاتل يتعامل يتعامل بكل وقاحة من خلال استخدام هاتف الشهيد البيل وموقعه في التواصل الاجتماعي ، ولأن المجني عليه والضحية من إب تم التهاون بالقضية ولو كان الضحية من عدن نفسها او أبين او حضرموت لتم القاء القبض على الجاني وتقديمه للعدالة ، فما أشبه عدن بصنعاء .
لا أريد ان اتحدث بمناطقية لأني اعتبرها مقيتة ، ومجتمع إب هو افضل المجتمعات اليمنية لأنه لم يتأثر بثقافة المناطقية ولم يتعامل بها ، ولكنني وجدت ان مجتمع إب اصبح ضحية التعامل المناطقي الآخر نحوه ، ومثلما عانى من صنعاء سيعاني من عدن ، وهذا ما يفرض على ابناء إب اللجوء للمناطقية لكي لا تسلب حقوقهم وتهميشهم كما سلبت من قبل .
الملازم عبدالرزاق البيل عاد من جبهات المواجهة في مأرب واتخذ المرور على عدن التي تتمركز فيها الشرعية كطريق يصل بها إلى اهله في إب ، ولكن عدن وقفت حاجزاً امامه ، لتجعل الضابط الذي نجا ولم يقتل على ايدي جماعة الحوثي ، لم ينجو من الموت وقُتل داخل عاصمة الشرعية عدن ، وقمة المهزلة والاستهتار ان الاجهزة الامنية لم تقم بواجبها ، ولم تحترم وتقدر دور الملازم البيل في خدمة الوطن والدفاع عن الشرعية ، بل لم تحترم حتى رتبته العسكرية وتقوم بالقبض على على الجناة .
المسؤولون ابناء إب في عهد صالح لم يحركوا ساكناً تجاه قضية مقتل العامري في صنعاء في ذلك الوقت ، فصالح قد تعمد اختيار المسؤولين الذين لا يحركوا ساكناً وكلما يهمهم هو مصلحتهم الذاتية ولا يعنيهم ما يحدث لابناء إب من قتل او تهميش او اقصاء او ماشابه ذلك .
واليوم نجد المسؤولين ابناء داخل الشرعية بنفس ذلك النمط السابق ، يهمهم مصلحتهم فقط ولا يهمهم ما يحدث لابناء محافظة إب من قتل وتعدي ومحاربة وغيرها ، فمقتل الملازم البيل لم يشكل تحركاً داخل قيادات إب الشرعية والمسؤولين في داخل الدولة ويشكلون ضغطاً على الحكومة الشرعية للقيام بالقبض على الجناة .
فقط ابناء إب مهمتهم ان يدافعوا عن الشرعية ويتوجهوا للقتال ومن لم يقتله الحوثي ستقتله الشرعية ، ومن لم يقتل على ابواب صنعاء سيقتل في شوارع عدن .
إب منبع الثورة والجمهورية وجسر الدفاع عنها ، ولكن لا قيمة لها في سلطات الحكم إلا بذكرها في خطاباتهم فقط ، فالمكافأت فيها للفاسدين والفاشلين والمتسلقين على دماء ابناءها ، والموت للمخلصين والمناضلين والصامدين ، ومن لم يمت منهم قتلاً سيموت جوعاً .
إب اليوم تدافع عن الشرعية وتقدم خيرة ابناءها ورجالها ، ولكن الشرعية وحكومتها لا تبالي ولا تقدر ذلك الدور البطولي والتضحيات الجسيمة ، وعلى ما يبدوا ان إب ستعاني من عدن كما عانت من صنعاء .