لم تترك مليشيات الحوثي والمخلوع منطقة ولا بيت إلا وتركت فيها أثرا يجعل اليمني يتذكرها بكل جرائمها وانتهاكاتها لعقود وقرون قادمة، ذلك أن انتهاكاتهم وصلت إلى كل مكان ولم يعد يخفى على أحد أو يستطيع انكار تلك الإنتهاكات التي تستمر بشكل يومي ودون رادع من بقايا ضمير أو عرف أو أخلاق.
مديرية الرضمة شمال شرق محافظة إب وسط اليمن، كغيرها من المديريات التي أمعنت فيها المليشيات انتهاكات وجرائم منذ احتلالها للمحافظة منتصف أكتوبر2014م، وبكل تأكيد يعرف أبناء المحافظة أهمية وثقل المديرية في المحافظة لذلك ذهبوا للسيطرة عليها واحتلالها قبل بقية المديريات.
محمد عبده المقبلي أحد شباب مديرية الرضمة تحدث بالقول: مديرية الرضمة لها ثقل وأهمية كبيرة من بين مديريات محافظة إب ولها أدوار وطنية كبيرة في مسار ثورة سبتمبر والقضية الوطنية، ولأهميتها قدمت إليها المليشيا قبل انقلابها الأسود في 2014م، وشهدت المديرية حروب عدة بين القبائل والمليشيا.
وأضاف المقبلي بأن أبناء المديرية لقنوا الحوثي ومليشياته دروس غير عادية وهزموهم مرات عدة، ومع كل تلك الأدوار ظل أثرها في نفوس الانقلابيين فحينما تم تسليم سخروا كل جهودهم للإنتقام من أبناء المديرية والإمعان في تشريد الأهالي واختطافهم وقتلهم.وختم حديثه بالقول بأن الجرائم والإنتهاكات لا تسقط بالتقادم وبأن يوما ما سينتهي الإنقلاب ويعود الحق لأهله وسيحاسب المجرمون عما قاموا به حد قوله.
اختطافات حملات الإختطافات تعد سمة بارزة في مسيرة المليشيا الإنقلابية، وبحسب تقرير صادر عن التحالف الحقوقي بإب لمديرية الرضمة للفترة من 1 يناير 2017م وحتى 31مارس 2017م، فإن المليشيا خطفت خلال ثلاثة أشهر 15 شخصا فضلا عن العشرات ممن لم يتمكن التحالف من توثيقهم ولم يتجرأ الاهالي بالإبلاغ عن اختطافهم او الحديث عن معاناتهم.
ومن بين المختطفين بحسب التقرير طلاب وعمال ومواطنين ومسافرين وامرأة، وأغلبهم تعرض لنهب منزله عقب اقتحامه واختطافه، فيما تم أخذ مسافرين تعرضوا لنهب مقتنياتهم وأموالهم وكل ما كان بحوزتهم من قبل مسلحي الحوثي والمخلوع في النقاط.
نماذج وأشار التقرير إلى نماذج عدة من عمليات الإختطافات التي تمكن من توثيقها ومنها على سبيل المثال: اختطاف المواطن عبدالغني الجلال أحد أبناء قرية بيت العباب اثنا تواجده بأحد الأسواق في فبراير الماضي، وأختطاف الشاب طه الشدوفي وشقيقه من مستوصف النخبة بمركز مديرية الرضمة اثناء اسعاف والدتهم ونهب كل ما بحوزتهم، واختطاف المواطن محمد صالح البيل أحد أهالي قريه سهوان بعزلة “عجيب” أثناء تواجده بأحد الأسواق في الـ24 من فبراير الماضي، واختطاف المواطن حفظ الله يحيي علي بدر من قرية الخرابة واختطاف المواطن صلاح السياري وايداعهما السجن مطلع مارس الماضي.
وتحدث التقرير عن ارتكاب المليشيا لجريمة قتل نفذها مسلحو الحوثي والمخلوع في الـ23 من يناير 2017م ، حيث قتل مسلحو المليشيا بأحد نقاطهم بمنطقة الذاري أحد المواطنين.وبحسب التقرير فإن مسلحي الحوثي والمخلوع أقدموا على قتل مواطن بنقطة الذاري وادعت المليشيا بأن المواطن كان ينوي التفجير بذات النقطة التي قتل فيها، بينما كان المواطن يستقل سيارة مع مسافرين آخرين بينهم إمرأة وقادم من إتجاه مدينة يريم إلى مديرية الرضمة.
ويفيد التقرير بأنه تم انزال المواطن من السيارة بصورة مهينة وبعد انزاله تعرض لإطلاق رصاص وفارق الحياة على إثرها وبعدها بدقائق سمع الركاب الذين كانوا مع المواطن في ذات السيارة دوي انفجار قالوا بأن المليشيا قامت بزرع عبوة متفجرة في جسده ليتحول لأشلاء.
اقتحامات ونهبحوادث النهب والإقتحام هي أيضا حاضرة، إذ أشار التقرير إلى اربع حالات نهب واقتحام 10 منازل قام بها مسلحو الحوثي وصالح منذ يناير وحتى مارس المنصرم.ونهبت المليشيا الإنقلابية سيارة أحد المواطنين برضمة إب، حيث أفاد تقرير التحالف الحقوقي بمحافظة إب بأن المليشيا خطفت في الـ26 من فبراير 2017م، أحد أبناء بيت الاقرع ونهبت سيارته ومقتنياته الشخصية في نقطه نجد اللعب بعزلة كحلان بقياده القيادي الإنقلابي عبده صالح البحش.
كما تحدث التقرير عن اقتحام مستشفى النخبة بمركز مديرية الرضمة واختطاف شابين وترويع المرضى. نهب المساعداتنهب مساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة كانت الحاضر الأبرز بين تلك الإنتهاك، إذ قال تقرير التحالف الحقوقي بأن المليشيا الإنقلابية نهبت نحو نصف المساعدات المخصصة للمديرية وباعتها في أسواق المدينة ومدن مجاورة.
وأوضح التقرير نقلا عن مواطنين بأن قيادات من المليشيا قامت ببيع وحدات غذائية مخصصة للمواطنين في سوق المديرية، وبيع أخرى لتجار موالين لها.ومن بين النهب الذي تطرق له التقرير مصادرة المليشيات الانقلابية لنحو 2000 وحدة غذائية تحت ذريعة مساعدة المعلمين المتوقفة مرتباتهم للشهر السابع على التوالي والذين يبلغ عددهم 1100 معلم في المديرية وفق إحصائيات تربوية، حيث كشف الراصدون بأن من تم التوزيع لهم نسبه بسيطة جداً لا تتجاوز 30%.
الإتاوات التي تفرضها المليشيا تعد من ضمن جرائمها بحق أبناء مديرية الرضمة والذين أجبروا على دفع اتاوات متفرقة بين وقت وآخر منذ مطلع العام الجاري وبقوة السلاح، كما تحدث التقرير عن انتهاكات أخرى واستغلال الوظيفة العام ونهب الضرائب وتعيين مدراء عموم موالين للمليشيا وبعيدا عن معايير الوظيفة العامة.
ابتزاز مالي المعلمون الموقفة مرتباتهم منذ سبعة أشهر، هم أيضا باتوا لافتة يجمع باسمهم الانقلابيون المساعدات وينهبوها كما ذكر التقرير، فبالإضافة إلى نهب المساعدات التي تم رصدها للمعلمين في المديرية، نهبت قيادات حوثية مبالغ مالية تبرع بها طلاب وتجار ومغتربون للمعلمين.
وتحدث التقرير عن ما جرى في مجمع الأمل التربوي حيث نهب المدير “عبدالواحد الغرباني” نحو خمسمائة ألف ريال، تم جمعها من الطلاب للمعلمين البالغ عددهم 20 معلم، حيث تم توزيع مائة الف ريال فقط بواقع خمسة الف لكل معلم، فضلا عن فرض رسوم كل طالب 500 ريال والبالغ عددهم1000 طالب ولم يعرف مصير تلك الأموال التي تم مصادرتها.
وأشار التقرير إلى قيام القيادي المليشاوي”إسماعيل الغرباني” بجمع مبالغ ماليه من الطلاب والأهالي والتجار والمغتربين في قرية الذاري وعزلة سودان بدعوى دعم المعلمين في حين أنه أنفقها لما أسماه بالمجهود الحربي وقد قدرت تلك المبالغ بأكثر من مليون ريال.
وتشهد محافظة إب التي توجد بها عشرين مديرية انتهاكات واسعة للحقوق والحريات العامة والخاصة وسط غياب كلي لأجهزة الأمن والقضاء الخاضعين لسلطة الإنقلاب وعدم وجود أي دور للمنظمات الحقوقية والإنسانية.