الغد اليمني / خاص :
اختلق علي عبدالله صالح لنفسه تاريخا وقصة حياة مع توليه رئاسة الجمهورية في العام 1978.
وصار الحديث عن ماضي الرجل ممنوعا بما في ذلك نشر اي صورة تشير إلى الماضي المثير للخجل والمحل شك دائما.
قيل في إعلامه الممول بقوة انه التحق بالجيش كجندي منذ نهاية 1959 وصار جنديا مع ثورة 62 وهكذا كتب هو ما يريده.
وتظهر الحقائق لاحقا بان الرجل منع الكثيرين من الذين خدموا معه وكانوا حتى 1968 في الصف المضاد للجمهورية وضمن مرتزقة حزام صنعاء الذين حاصروها حتى عام المصالحة 1970.
وبعدها ظهر الجندي المعروف بتقديم كل انواع الخدمات التي تحتاج الى جراءة في مخالفة القوانين ضمن صف ضباط سلاح الدروع.
والتصق بضابط عرف بدمويته هو احمد حسين الغشمي
وقربهم الرئيس السابق ابراهيم الحمدي لينتصر بهم ضد جناح ضباط بكيل بالذات اسرة ابو لحوم الذين كانوا اكثر تحكما بمفاصل الجيش.
ونجح الحمدي باقصاء رموز بيت ابو لحوم بل واستطاع بفترة وجيزة ان يعيد الجيش ويحصر مشائخ حاشد وبكيل معا ويقوي صغار الضباط ولم ينتبه إلى دموية وفساد معظمهم.
حيث كان بحاجة لهم للقضاء على نفوذ المشائخ القبليين الذين اهانو مؤسسات الدولة.
وادرك الضباط الصغار ان الرئيس ابراهيم الحمدي المتمكن ثقافيا وتعليميا والمعتد بنفسه إلى درجة الغرور سيتخلى عنهم قريبا.
وذهب الرئيس الحمدي في لحظة زهو يقول انه سيبني دولة اخرى معتمدا على جهاز أمني حديث واكثر صرامة وقمع، وبالفعل قرب رجل المخابرات سيء السمعة والصيت والاكثر دموية محمد خميس وطاقمه الدموي.
ونسي الحمدي ان كل هؤلا هم ضد اي فكرة لبناء مؤسسات وانهم نتاج بقايا ميليشيا الامامة او تابعين لمشايخ القبائل.
لهذا احكموا قبضتهم في لحظة غدر لا توصف
وقاموا بقتل الرئيس ابراهيم الحمدي وشقيقه عبدالله قائد العمالقة في عملية غدر صارت مشهورة جدا
عبر عزومة غداء في منزل احمد الغشمي الذي كان قد وصل الى موقع نائب القائد العام للقوات المسلحة
ونفذت عملية الاغتيال بطريقة شنيعة وبايدي ضباط محيطين بالغشمي بينهم علي عبدالله صالح نفسه في اكتوبر 1977.
وكان صالح في تلك اللحظات قد بدأ يبلور فكرة ان يكون حاكما بشكل ما، فالصدفة التي جعلت صديقه الداعم له احمد الغشمي رئيسا تشجعه ان يكمل الخطوة خاصة وانه يرى نفسه أكثر ذكاءا من الغشمي واكثر خبثا ولؤما.
ومنذ أكتوبر 1977 والرجل بدأ يعيد النظر في علاقاته ونسيج محيطه، فهو لم يعد الضابط المغامر الصغير الذي ينفذ الاعمال القذرة، واعتقد انه من الممكن ان يكون صانع حدث اكبر.
ومع عزوف القيادات الكبيرة عن تولي اي منصب
وتراجع السياسيين المدنيين عن المشهد، وتولي جهاز الأمن الوطني الذي يرأسه محمد خميس قمع واغتيال كل الحزبيين والشباب السياسي، اصبحصالح الرائد علي عبدالله صالح، وقائدا للواء تعز.
بعدها تم اغتيال احمد الغشمي وهو الذي لم يبق في كرسي الحكم سوى 11 شهرا.
وترقى الرائد صالح الى مقدم بعد شهرين ، وبعد 10 اشهر ازيح رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة العقيد علي الشيبه وتولى صالح المنصب.
واصبح في اقل من عام المقدم علي عبدالله صالح رئيس الأركان.
ومع مضي شهر على اغتيال الغشمي اصبح علي عبد الله صالح رئيسا للبلاد برتبة عقيد في يوليو 1978.
وكل الذين كانوا أحياء في تلك المرحلة يعرفون قصة الجنود الملثمين الذين زاروا أعضاء مجلس الشعب التأسيسي حينها، وزاروا الوزراء والسياسيين المعروفين ايضا وابلغوهم بالقرار وهو ان هناك اعلان لتعيين شخص عسكري قادم من قاع الجيش اسمه علي عبدالله صالح كرئيس للبلاد.
وان عليهم جميعا الموافقة وعلى الاقل عدم الاعتراض ووضعت فوهات الكلاشينكوف على رأس 90 شخصية على الأقل.
وهكذا فجأة صحى اليمنيون في غفلة من الزمن والتاريخ على مشهد صعود عسكري مغمور الى سدة الحكم ويومها قيل ان ذلك لمرحلة مؤقتة قد لا تتجاوز العام حتى ترتيب الامور، فكان تاريخ اخر وهاوية لم ينته بعد قرارها
ونورد هنا ابرز الاحداث بالتواريخ التي تمت عقب توليه الرئاسة والتي عبرها استطاع حكم اليمن ووأد كل محاولات الثورة والتغيير حينها:
* 25/06/1978م- مجلس الشعب التأسيسي ينتخب الرائد علي عبد الله صالح عضواً في المجلس الرئاسي المؤقت و العرشي يصدر قرار بترقيته إلى مقدم.
* 17/07/1978م- مجلس الشعب التأسيسي ينتخب علي عبد الله صالح رئيساً.
* 15/10/1978م- صالح وبوشاية من مندسين ناصريين يحبط مؤامرة انقلاب ناصرية قامت بها جبهة 13 يونيو اليسارية، ويعدم بشكل جماعي عشرات الشخصيات القومية وهناك مقابر جماعية تمت لهذا الامر من قبله.
* 20/02/1979م – صالح يشعل حرباً شاملة ضد الشطر الجنوبي و يقود حملة التعبئة الشعبية وحرب الدفاع، كما اسماها ومني الشمال بهزيمة كبيرة لولا تدخل الجامعة العربية والسعودية لانقاذه.
* 29/02/1978م – أول جولة رئاسية لصالح في دول الخليج واول نشاط سياسي له في حياته.
* 30/03/1979م – صالح يوقع اتفاقية الكويت مع عبد الفتاح إسماعيل.
* 8/04/1979م – توسيع اختصاصات مجلس الشعب التأسيسي وزيادة عدد أعضائه من (99) الى (159).
وكلهم بالتعيين من قبله