هاجمت صواريخ أمريكية، فجر اليوم، مطار الشعيرات العسكري السوري، حيث أطلقت 59 صاروخا من طراز توماهوك من مدمرتين للبحرية الأمريكية على المطار، مما أسفر عن مقتل 9 مدنيين و6 عسكريين، فيما تباينت ردود الأفعال الدولية والعربية حول الضربة العسكرية الأمريكية.
السعودية
أعلنت السعودية، اليوم الجمعة، تأييدها الكامل للضربات العسكرية الأمريكية على أهداف في سوريا
وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن تأييد المملكة الكامل للعمليات “التي جاءت ردا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمائية ضد المدنيين الأبرياء، وأودت بحياة العشرات منهم، بينهم أطفال ونساء”، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وحمل المصدر الحكومة السورية مسؤولية تعرض دمشق لهذه العمليات العسكرية، كما نوه “بهذا القرار الشجاع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يمثل ردا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده”، على حد تعبير المسؤول السعودي.
روسيا
بينما اعتبرت روسيا الضربة الأمريكية على الأراضي السورية، عمل عدواني بذريعة وهمية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات في سوريا عمل عدواني لا يستند إلى أساس حقيقي ويهدف إلى تقويض العملية السياسية وإطاحة الرئيس الأسد.
وأضاف أن هذا الوضع يذكرنا بعام 2003 عندما تدخلت الولايات المتحدة وبريطانيا مع بعض حلفائهما في العراق.
وطالب الوزير الروسي بالكشف عن حقيقة كيفية اتخاذ القرار بشأن قصف القاعدة الجوية السورية، مؤكدا أن موسكو ستبذل جهدها في هذا الاتجاه.
وقال إن هناك معلومات تشير إلى أن المنطقة، التي قصفتها القوات السورية في محافظة إدلب، كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، مضيفا أن معملا واقعا في تلك المنطقة كان يحتوي على ما يبدو على مواد سامة.
وأكد لافروف أن موسكو قدمت هذه المعلومات وطالبت بإرسال خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أجل إجراء تحقيق في الحادث، إلا أن واشنطن قامت بتوجيه الضربات دون انتظار مثل هذا التحقيق. وقال لافروف: “يبدو أنهم أرادوا تحويل الانتباه عن تلك “النصرة” التي لا يزال البعض ربما يعتبرها وحدة احتياطية للتحول من المفاوضات إلى تغيير النظام”.
تركيا
رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص بسوريا، واصفا إياها بـ”خطوة إيجابية، لكن غير كافية” لحماية الشعب السوري.
وقال أردوغان خلال خطاب له اليوم: “نجد أنها خطوة ايجابية وملموسة اتخذت ضد جرائم حرب ارتكبها نظام الأسد. نرحب بهذه العملية.. وأرجو أن يكون الموقف النشط الذي أبدته الولايات المتحددة بداية فقط”.
واعتبر أن التطورات الأخيرة جعلت دعوات تركيا إلى إنشاء مناطق آمنة في سوريا مناسبة جد، مؤكدا أنه حان الوقت لإنشاء منطقة حظر الطيران في سوريا تبلغ مساحتها 4-5 آلاف كيلومتر مربع.
وتابع: “سندافع دائما عن المدنيين في سوريا وسنستخدم كل قدراتنا من أجل حماية المستضعفين”
فيما قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن من الضروري الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإدارته في أقرب وقت.
قال الوزير “النظام، يواصل ارتكاب جرائمه ضد الإنسانية. يجب إبعاده عن السلطة فورا. وإذا رفض النظام ذلك، ولم يتم تشكيل حكومة انتقالية، وواصل الأسد ارتكاب جرائمه، فعلينا أن نقرر كيف سنقوم بذلك (الإطاحة بالرئيس السوري)”
اعتبر أن هناك حاجة ملحة لإطلاق “العملية الانتقالية من دون الأسد وإشراك كافة المجموعات التي ستنضم للحكومة في عملية صياغة الدستور”. وعبّر عن مخاوفه من أن تؤدي الأحداث الأخيرة في سوريا إلى موجة جديدة من اللاجئين.
الناتو
وحمل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، الحكومة السورية كامل المسؤولية عن الضربة الأمريكية لقاعدتها بعد الهجوم الكيميائي في محافظة إدلب.
وقال ستولتنبرغ: “بعد الهجوم المروع باستخدام أسلحة كيميائية في خان شيخون الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص، بمن فيهم عدد كبير من الأطفال، وجهت الولايات المتحدة ضربة إلى قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا. ويتحمل النظام السوري كامل المسؤولية عن هذا الحدث”.
وجاء في بيان صادر عن الحلف أن “الناتو كان يدين باستمرار استعمال سوريا أسلحة كيميائية، انتهاكا للقانون الدولي والاتفاقات الدولية”، مؤكدا أن الحلف يدعم كل الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام والتوصل إلى حل سياسي في سوريا”.
اسرائيل
وصف وزبر الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الضربة بأنها “رسالة هامة وضرورية وأخلاقية للعالم الحر بقيادة الولايات المتحدة، تؤكد أنه لا يمكن تجاهل جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الرعب برئاسة بشار الأسد بحق مواطنين عزل”، بحسب زعمه.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن الإبلاغ الأمريكي المسبق لجيش الدفاع والأجهزة الأمنية بشن الضربة الصاروخية، دليل آخر على “متانة” العلاقات بين البلدين.
بدوره، رحب وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس، بالضربة الأمريكية واصفا إياها بـ”تحرك ذي مغزى أخلاقي واستراتيجي”.
كذلك رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق بالضربة العسكرية الأمريكية، وقال إن ترامب بعث “بالأقوال وبالأفعال رسالة قوية وواضحة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيمائية ونشرها لا يطاقان”، آملا في “أن تتردد أصداء هذه الرسالة الحازمة إزاء الأفعال الفظيعة التي يرتكبها نظام الأسد ليس فقط في دمشق بل في طهران وبيونغ يانغ وأماكن أخرى أيضا”.
السويد
قالت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم: “من غير الواضح حتى الأن ما إذا كانت الضربة الصاروخية على قاعدة القوات السورية الحكومية تعبر عن السياسة الأمريكية الجديدة. والأهم أن تكون مثل هذه التصرفات قد نفذت على أساس القانون الدولي. ويثير الهجوم الصاروخي الأمريكي سؤالا حول مدى تطابقه مع القانون الدولي. وعلى مجلس الأمن أن ينظر في هذا السؤال ويتولي المسؤولية عن إنجاز التسوية السياسية الدائمة للأزمة السورية”.
في الوقت نفسه قالت وزيرة الخارجية السويدية إن الوقت قد حان للشعب السوري لكي يحدد بنفسه مستقبل بلاده، مؤكدة أن الهجوم الكيميائي الموجه ضد المدنيين السوريين يثير الاشمئزاز، وأن بلادها حاولت الليلة الماضية مع الدول الـ9 الأخرى غير الدائمة في مجلس الأمن التوصل إلى توافق حول القرار الأممي بصدد إجراء تحقيق جدي في هذه الحادثة الفظيعة من أجل محاسبة المسؤولين.
كما أعربت فالستروم عن أسفها لفشل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن في إصدار هذا القرار، مشيرة إلى أن السويد مستعدة لمواصلة العمل في هذا الصدد.
ألمانيا
بررت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الضربة الأمريكية إلى سوريا، لكنها دعت إلى تركيز الجهود على التسوية السياسية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ديمقراطيا.
وقالت ميركل في تصريحات صحفية لها في برلين: “اليوم أشدد مرة أخرى على أنه من الصائب والمهم تركيز كافة الجهود على المفاوضات السياسية في مجلس الأمن الدولية وفي جنيف لتحقيق حل سياسي انتقالي والتوصل ديمقراطيا إلى إزاحة نظام الأسد الذي تسبب بهذا القدر الهائل من المعاناة للشعب السري”.
ووصفت ميركل العملية العسكرية الأمريكية بأنها “مبررة نظرا لحجم جرائم الحرب ومعاناة المدنيين الأبرياء والحصار في مجلس الأمن الدولي (في إشارة إلى منع صدور قرار دولي حول الهجوم الكيميائي في خان شيخون)”.
واعتبرت أن بشار الأسد يتحمل المسؤولية الشخصية عن التطورات الأخيرة في سوريا