تقرير/ مروان المنيفي
ما أن بدأت الحرب تستعر في مناطق متفرقة من البلاد بعد أن سيطرت مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح على العاصمة صنعاء واجتاحت المدن الرئيسة للبلاد، حتى شنت حربها الأخرى على الإعلام فأغلقت الصحف وحجبت المواقع الإلكترونية واختطفت عشرات الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام المحلية، المناهضين لها بسبب تأييدهم ل عملية عاصفة “الحزم” التي تقودها المملكة العربية السعودية. نستعرض في هذا السياق سير احداث اختطافهم..
في صباح السادس من أبريل في العام 2015 م، أختطف مسلحون حوثيون الصحفي “وحيد الصوفي” ، من أحد مكاتب بريد العاصمة صنعاء واقتادوه الى جهة مجهولة ، ولم تفصح عن مصيره حتى هذه اللحظة.
ويعمل الصحفي الصوفي ، رئيس تحرير صحيفة العربية “المستقلة” ومدير موقع العربية أونلاين الاخباري.
كما كان على وشك تأسيس وافتتاح اذاعة ردايو “عربية Fm” ، ولكن الخاطفون كانوا أسرع منه.
ويعد الصحفي الصوفي من أقدام الصحفيين الذين اختطفتهم ؛ مليشيات الحوثي ولايزال مخفياً قسرا حتى اليوم.
استمرت مليشيات الحوثي وقوات الرئيس صالح في قمع الصحفيين واستهدافهم ففي فجر التاسع من يونيو في العام 2015م ، اختطفت مليشيات الحوثي تسعة صحفيين، من أحد فنادق العاصمة صنعاء ، أثناء ممارستهم لعملهم الصحفي في الفندق الذي يوفر خدمة الكهرباء بعد أن قطعت ملشيات الحوثي التيار الكهربائي عن المنازل وافتعلوا ازمة المشتقات النفطية.
والصحفيون هم: عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، عصام بلغيث ، هشام طرموم ، هيثم الشهاب ، هشام اليوسفي ، أكرم الوليدي و حسن عناب.
واقتادوهم الى قسم شرطة الاحمر، وقسم شرطة الحصبة في العاصمة صنعاء، ثم قاموا بنقلهم الى جهة مجهولة.
وقال وضاح المنصوري “شقيق الصحفي المختطف توفيق المنصوري” ؛ بأن أول زيارة كانت لهم بعد اختطافهم بسبعه أشهر ؛ في سجن احتياطي الثورة نقم.
وكانوا قد تعرضوا للتعذيب الجسدي، والنفسي، والاخفاء القسري، وعدم توفير الرعاية الصحية الكاملة، والمعاملة السيئة من الحوثيين في المعتقل.
وفي السادس من يوليو في ذات العام اختطفت مليشيات الحوثي، في ساعات متأخرة من الليل، الصحفي “ابراهيم المجذوب” من وسط العاصمة صنعاء.
و المجذوب هو خريج كلية الاعلام بالإضافة الى حملة بكالوريوس لغات فرنسي ،ويعمل مسؤول الاعلام والعلاقات العامة “بمؤسسة الرفقاء الخيرية” ؛ “والأمين العام لبرلمان الشباب اليمني” ويقبع حاليا في سجن المخابرات ( الامن السياسي) في العاصمة صنعاء.
مليشيات الحوثي تضيف الى معتقلاتها في صنعاء صحفي اخر، فقد اختطفت الصحفي صلاح القاعدي ، من العاصمة صنعاء بتاريخ 2015/8/28 ؛ من أحد محلات العقارات ويعمل الصحفي القاعدي ، في قناة سهيل الفضائية.
وتعرض للتعذيب الجسدي ، ومنعه من الادوية والغذاء وادوات الحلاقة ، وتلقى القاعدي تهديدات بالتصفية بوضعه في مخازن السلاح المعرضة لقصف طيران التحالف.
ويقبع حاليا القاعدي في سجن الامن السياسي، بجوار عدداٍ من زملائه التسعة المختطفين منذ يونيو2015م ، في ظروف صحية سيئة وصعبة ، وتجد أسر الصحفيين صعوبة بالغة ، عندما ترغب بزيارتهم.
لم يسلم من بطش جبروتهم المهندسون ففي الواحد و العشرون من سبتمبر في العام 2015 م اختطف مسلحون حوثيون المهندس “نبيل السداوي” ، أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر بالعاصمة صنعاء ، واقتادوه الى سجن الامن السياسي الذي لايزال فيه حتى اللحظة.
ويعمل السداوي مهندس التجهيزات الفنية ، بوكالة الانباء اليمنية سبا.
لم تكن مليشيات الحوثي وقوات الرئيس صالح ، هي وحدها من تمارس الانتهاكات ضد الصحفيين في المدن الخاضعة لها. ففي مدينة المكلا شرقي البلاد، اختطف تنظيم القاعدة الإرهابي الصحفي “محمد المقري”.
ويعمل الصحفي المقري ، مراسلاً لقناة اليمن اليوم الفضائية .
وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين، أن الصحفي المقري لايزال مصيره مجهول حتى اللحظة ؛ بالرغم من تسلُم السلطات الامنية التابعة للشرعية ، مدينة المكلا من تنظيم القاعدة.
انتهى عام وبدأ أخر ولم تكتفى مليشيا الحوثي، ب اختطاف الصحفيين وحرمانهم من أبسط الحقوق الانسانية، ومع بداية العام 2016م أكدت نقابة الصحفيين اليمنيين حصولها على معلومات تفيد بتعرض الصحفيين “توفيق المنصوري، عبدالخالق عمران، أكرم الوليدي” ؛ المحتجزين في سجن احتياطي الثورة بمنطقة نقم ، للتعذيب الشديد والضرب ب أعقاب البنادق حتى سالت الدماء من رؤوسهم وتم نقلهم الى زنزانات انفراديه في السجن.
وفي 18فبراير من العام 2016 م اختطفت مليشيات الحوثي الصحفي “عبدالله المنيفي” والناشط الاعلامي “حسين العيسي” من منزلهما ..
ويعمل الصحفي المنيفي “محرر في صحيفة الصحوة وموقعها” ومديرا لإدارة الاخبار بموقع “الاصلاح نت”.
كما سبق و أن تعرض العيسي للاختطاف مع الصحفيين عبدالله قابل ، ويوسف العيزري. الذين اختطفتهم المليشيات في مايو من العام 2015 من مدينة ذمار ، ونقلهما الى أحد المواقع العسكرية لها ك استخدامهم دروعا بشرية ، لكنه نجاء وتعرض ل إصابات فيما قُتل قابل والعيزري.
ونقل الحوثيون الصحفي المنيفي ، وزميله العيسي الى أحد السجون بالعاصمة صنعاء.
وفي التاسع من مايو في العام 2016م، أعلن عشرة صحفيين مختطفين لدى ملشيات الحوثي في سجن هبرة بصنعاء، اضرابهم عن الطعام وذلك احتجاجا على سوء المعاملة ومرور عام كامل على اختطافهم بدون مسوغ قانوني، ما جعل الملشيات تقوم بنقلهم الى سجن الامن السياسي، وعزل الصحفي عبد الخالق عمران الى زنزانة انفرادية بغية كسر الاضراب الذي أعلنه وزملائه التسعة.
كما اختطفت مليشيات الحوثي في سبتمبر من العام الماضي الكاتب والصحفي الكبير “يحيى عبد الرقيب الجبيحي” من منزله؛ فيما كان نجله “حمزة” رهن الاعتقال لدى المليشيات حتى اليوم.
وبعد شهر واحد، أختطف مسلحون حوثيون من وسط العاصمة صنعاء الصحفي السابق بصحيفة المصدر “يوسف عجلان”، على الرغم من توقفه عن العمل الصحفي، عقب اقتحام الحوثيون لمكتب الصحفية في مارس من العام 2015م.
وفي 30نوفمبر من العام 2016 م أطلقت عائلة الصحفي المختطف لدي الحوثيين “عبد الخالق عمران”، نداء لإنقاذ حياته الذي يعاني من آلام شديدة في العمود الفقري. وعبرت عائلة الصحفي عمران، عن خشيتها من إصابته بالشلل.
ومع دخولنا في العام الثالث منذ بدأ الحرب لازالت ملشيات الحوثي و وقوات الرئيس صالح تمارس القمع على الصحفيين، فقد اختطفت في الثاني من يناير في العام 2017م الصحفي “تيسير السامعي” من مدينة تعز؛ ونقلته الى أحد سجونها في محافظة ذمار.
وأكدت مصادر بأن الصحفي السامعي يتعرض للتعذيب وقد اضراب عن الطعام لفترة ، كما أن الملشيات تمنع عنه تناوله أدويته.
هذا ورصدت نقابة الصحفيين اليمنيين 47 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون والمؤسسات الصحفية خلال الربع الأول من هذا العام، في تقريرها الخاص بالانتهاكات التي أصدرته اليوم توزعت بين اختطاف واعتقال واحتجاز وتهديد بالأذى والتصفية واعتداءات ومصادرة لمقتنيات الصحفيين وممتلكاتهم.
وتعيش الصحافة اليمنية أسوء حالتها منذ سيطرة مليشيات الحوثي وقوات الرئيس صالح، على العاصمة صنعاء في سبتمبر من العام 2014م .
http://www.11february.net/index.php?lang=AR&cmd=view_news&id=437