تعرض مطار الشعيرات العسكري، فجر الجمعة 7 إبريل، الواقع في مدينة حمص السورية، للهجوم الصاروخي من قبل مدمرتين للبحرية الأمريكية، ردا على “استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية” بحسب شبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية الأمريكية.
نتائج الهجوم
أسفر الهجوم عن مقتل 9 مدنيين بينهم 4 أطفال وإصابة 7 آخرين جراء الضربات الأمريكية على ريف حمص، كما أفادت وكالة “سانا”.
وأوضحت أن الضحايا المدنيين سقطوا في قرى الحمرات والشعيرات والمنزول حيث لحقت أضرار كبيرة بمنازل سكنية جراء سقوط الصواريخ الأمريكية التي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية القريبة.
وأوضحت الوكالة أن صاروخين سقطا على قرية الشعيرات، ما تسبب بمقتل 5 مدنيين بينهم 3 أطفال بالإضافة إلى دمار كبير لحق بالمنازل.
كما سقط صاروخ آخر على قرية الحمرات ما أدى إلى مقتل 4 مدنيين بينهم طفل وإصابة 7 مدنيين بسقوط صاروخ فوق منازل سكنية وسط قرية المنزول التي تبعد نحو 4 كم عن قاعدة الشعيرات الجوية.
وفي وقت سابق أكدت القيادة العامة للجيش السوري مقتل 6 عسكريين سوريين جراء الضربة الأمريكية، فيما نقلت وزارة الدفاع الروسية عن قيادة قاعدة “الشعيرات” أن 6 عسكريين آخرين أصيبوا بحروق أثناء مشاركتهم في إخماد الحرائق بالقاعدة.
الموقف الأمريكي
قال المتحدث باسم البنتاغون، جيف ديفيز: “استهدفت هذه الصواريخ طائرات وحظائر طائرات محصنة ومناطق لتخزين الوقود والإمدادت اللوجستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي وأجهزة رادار”.
وتابع أن الجيش الأمريكي أخطر القوات الروسية مسبقا بضرباته على قاعدة جوية سورية، ولم يقصف أجزاء من القاعدة يعتقد أن عسكريين روس متواجدين فيها.
وقال ديفيز إن الجيش الأمريكي أجرى “عدة” حوارات مع القوات الروسية، يوم الخميس، قبل الضربة مستخدما خط اتصال أنشئ في وقت سابق لمنع حدوث اشتباك بطريق الخطأ في سوريا خلال المعركة ضد تنظيم “داعش”.
وأضاف إنه “تم إطلاق عشرات الصواريخ من نوع “توماهوك” على مطار تابع للجيش السوري بضربة واحدة”. وذكر أن القوات الأمريكية أطلقت ما يقرب من 60 صاروخا من النوع المذكور على عدة أهداف بالمطار.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، قد نشرت مقطعا مصورا يظهر عملية إطلاق الصواريخ من المدمرة “يو إس إس بورتر” نحو مطار الشعيرات.
قال مسؤول دفاعي أمريكي إن الضربة الأمريكية بصواريخ كروز في سوريا يوم الجمعة “منفردة” مما يعني أن من المتوقع أن تكون ضربة وحيدة وألا تكون هناك خطط حالية للتصعيد.
دونالد ترامب
وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه أمر بضربة عسكرية على قاعدة جوية في سوريا ردا على “الديكتاتور السوري بشار الأسد”الذي زعم أنه شن هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء.
ودعا ترامب، كل الأمم المتحضرة إلى السعي لإنهاء المذبحة وإراقة الدماء في سوريا.
ووصف الضربة الصاروخية ضد المطار العسكري السوري بأنها “من المصالح الأمنية الحيوية” للولايات المتحدة، مضيفا أنه ليست لديه شكوك بأن القوات الحكومية السورية استخدمت “مادة كيميائية محظورة”.
وأشار ترامب إلى أن كافة المحاولات السابقة لتغيير سلوك الأسد قد فشلت.
وقال ترامب في كلمته: “رفاقي الأميركيين، يوم الثلاثاء، شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء”، “باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة. كان موتا بطيئا ووحشيا بالنسبة للكثيرين. حتى الأطفال الجميلون قتلوا بوحشية في هذا الهجوم الهمجي للغاية. لا يجب أن يعاني أي من أطفال الرب مثل هذا الرعب أبدا”.
سوريا
ووصفت الرئاسة السورية في بيان لها اليوم، الهجوم الأمريكي بأنه “عدوان جائر وسافر، معتبرا أن ما قامت به أمريكا ما هو إلا تصرّف أرعن غير مسؤول، ولا ينمّ إلا عن قصر نظر، وضيق أفق، وعمى سياسي وعسكري عن الواقع، وانجرار ساذج وراء حملة وهمية دعائية كاذبة محمومة غذّت عنجهية هذا النظام للقيام بهذه العربدة السياسية والعسكرية الرعناء”.
وتعهدت رئاسة الجمهورية العربية السورية بزيادة وتيرة ضرب الإرهابيين أينما وجدوا في الأراضي السورية بعد الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات بريف حمص.
وجاء في بيان صدر عن الرئاسة: “إن كان النظام الأمريكي يعتقد أنه بهذا الاعتداء قد تمكّن من دعم عملائه من العصابات والمنظّمات الإرهابية على الأرض، فإن الجمهورية العربية السورية تؤكد، وبصريح العبارات، بأن هذا العدوان زاد من تصميم سوريا على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين، وعلى استمرار سحقهم، ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وجدوا على مساحة الأراضي السورية”.
وتابع البيان: “إن إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الفعل المشين عبر استهداف مطار لدولة ذات سيادة، يوضح بالدليل القاطع -مرة أخرى- ما كانت تقوله سوريا وما زالت، من أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغيّر من السياسات العميقة لكيانه المتمثّلة باستهداف الدول، وإخضاع الشعوب، ومحاولة الهيمنة على العالم”.