شكلت كلمة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، أول من أمس، أمام 160 شيخا من شيوخ القبائل اليمنية، نقطة مفصلية لتأكيد مساعي المملكة المستمرة في مؤازرة اليمن ضد أعدائه، ورسائل مباشرة للعالم بأن مصير وأمن اليمن مرتبط بالمملكة، حتى انتهاء العدوان الانقلابي الذي دمر الإنسان والبنيان.
وانعكست المواقف الثابتة للمملكة على محيا أعيان وشيوخ القبائل اليمنية، حيث أكد عدد منهم تعاهدهم فيما بينهم على نبذ خلافاتهم، ورص صفوفهم إلى جانب التحالف العربي بقيادة المملكة حتى تحقيق الهدف المشترك وهو تحرير اليمن وإعادة بنائه مجددا.
مساندة متواصلة
التقت جريدة «الوطن» السعوديه على هامش الزيارة، بعضا من أبرز شيوخ القبائل اليمنية الذين بادروا بطلب زيارة المملكة للالتقاء بالقيادة، وبحث مستجدات الأوضاع في اليمن، وجهود التحالف العربي لدعم الشرعية وإنهاء التمرد. وجدد شيوخ القبائل وأعيانها وقوفهم الكامل ودعمهم لجهود التحالف العربي في سبيل تحرير اليمن ودحر الانقلابيين، مقدمين شكرهم للقيادة على الدعم المتواصل لليمن في محنته حتى انتهائها ورجوع البلاد إلى ربوع الأمن والاستقرار.
دعم الشرعية
قدم شيخ مشايخ محافظة أبين عبدالناصر العوذلي شكره للمملكة على ما توليه من اهتمام بالغ لمساعدة اليمنيين، مؤكدا أن الزيارة احتوت على 160 شيخا من صفوة شيوخ وحكماء اليمن، لافتا إلى أن الأمير محمد بن سلمان أكد لشيوخ القبائل استمرار دعم المملكة للشرعية من أجل دحر العصابات الانقلابية، وإنهاء خطرها المهدد لأمن الخليج والمنطقة. وأضاف العوذلي أن الجرثومة الخبيثة التي زرعتها إيران في اليمن من أجل النخر في الجسد اليمني، لم تستطع أن تحقق في ظل العلاقة القوية المتجذرة منذ القدم التي تربط اليمن بالخليج والمملكة، وهي العلاقة التي كان لها الدور الرئيسي في إفشال المخططات المزعزعة لأمن المنطقة.
الجسد الواحد
وشبه الشيخ العوذلي علاقة اليمن بالمملكة كمثل الجسد الواحد، حيث إن الشيء الذي يضر اليمن يضر المملكة والعكس صحيح، مؤكدا أن زيارة القبائل سيكون لها الأثر البالغ على مسار الأحداث في اليمن، كون المجتمع يعد قبليا بالدرجة الأولى، وأن كلمة المشايخ والحكماء مسموعة فيه، داعيا الجميع إلى الاتحاد ونبذ الخلافات لمنع الميليشيات المتمردة من اختراق الصفوف.
مؤازرة دائمة
لفت الشيخ مبخوت العرادة إلى أن لقاء الأمير محمد بن سلمان مع شيوخ القبائل أثمر عن تأكيد المملكة وقوفها إلى جانب اليمن في السلم والحرب، مثمنا الحفاوة التي لقيها المشايخ من المملكة والتشجيع والمؤازرة الدائمة، مؤكدا وجوب الاتحاد ورص الصفوف من أجل التوحد في وجه العدو الذي يريد تفريق المجتمع على أساس مذهبي وقبلي.
لقاء مثمر
أكد محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان بن علي العرادة العبيدي، أن لقاء الأمير محمد بن سلمان، كان إيجابيا ومثمرا من جميع النواحي، مشيرا إلى عمق العلاقة التي تربط اليمن بالمملكة، ومقدما شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وفند العرادة الشائعات التي تطلقها الميليشيات حول تخلي المملكة عن اليمن، مشيرا إلى أن القبائل اليمنية يجب أن يكون لها دور كبير في تحرير كافة الأراضي اليمنية من الانقلاب الغاشم.
قاسم مشترك
شدد محافظ محافظة الجوف السابق حسين العواضي، على أهمية الزيارة بحكم حجم تمثيلها، معتبرا أن الزيارة التاريخية جاءت بمثابة بداية جديدة لترتيب البيت اليمني وتوحيد قبائله.
وأشار العواضي إلى أن المناقشات تضمنت مسألة الاتحاد والتصدي للفراغ الذي سينتج بعد تحرير المحافظات من أيدي الميليشيات المتمردة، مشيدا بدور التحالف في إرجاع الأمن للمناطق المحررة ومكافحة الإرهاب، مبينا أن القاسم المشترك الذي يوحد قبائل اليمن مع التحالف هو أن العدو واحد، ويجب هزيمته قبل تمدده في كامل الجسد اليمني.