رسميا وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران بدعمها مليشات الحوثي وتزويدها بالسلاح والمال والتدريب، مما أحدث تهديدا حقيقيا على طريق الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.
جاء الاتهام على لسان قائد المنطقة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، في وقت تناقش فيه واشنطن المشاركة في عملية عسكرية للتحالف العربي تشمل الهجوم على ميناء الحديدة واستعادته من أيدي الحوثيين والميليشيات الأخرى.
أكد السفير الأميركي السابق في اليمن جيرالد فايرستاين، أن العملية العسكرية من شأنها أن تخفف من الأزمة الإنسانية للمواطن اليمني، حيث إن سيطرة التحالف وقوات الشرعية على الحديدة سيوقف تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الميليشيات الانقلابية.
خنق التمويلات
بعد أن شنت الميليشيات الحوثية هجمات بحرية استهدفت السفن السعودية والإماراتية في مياه البحر الأحمر، فضلا عن مساعدة الخبراء الإيرانيين لهم في تطوير منظومات صاروخية باليستية تهدد أمن اليمنيين والأراضي السعودية، دفعت هذه التهديدات التحالف العربي إلى وضع خطط محددة للسيطرة على ميناء الحديدة الذي يشكل العصب الرئيسي لتوريد الأسلحة والأموال للانقلابيين، فيما يعد تحرير منطقة المخا عاملا مهما لتمهيد عملية تحرير الحديدة.
وبحسب مراقبين، فإن انخراط القوات الأميركية مع التحالف العربي وتقديم الدعم الجوي والبحري، والذي قد يصل إلى المشاركة البرية، قد يزيد من محاصرة الميليشيات وخنقها في آخر معاقلها داخل المحافظات الداخلية، في وقت باتت تسيطر القوات الشرعية على نحو 80 % من الأراضي اليمنية.
اعترافات داخلية
كشفت وكالة «سبوتنيك» الروسية، نقلا عن المتحدث باسم الحوثيين أشرف لقمان قوله: إن الحركة تعكف على تطوير الصواريخ الباليستية المتبقية بحوزتها بعد تدمير التحالف معظم المخزون الصاروخي والراداري المنتشر في عدد من المحافظات اليمنية.
وأوضحت الوكالة أن الحوثيين يقومون بتحويل الصواريخ الباليستية وتغيير منظومتها من أرض-جو إلى أرض-أرض، الأمر الذي يجعلها غير دقيقة في إصابتها للأهداف، وتعريض آلاف المدنيين للخطر.
وبحسب الوكالة، فقد اعترف الناطق باسم الحوثيين بأن الحركة أصبحت محاصرة جوا وبحرا وبرا، مشيرا إلى أن معظم الصواريخ التي يعكفون على إعادة تدويرها من نوع سكود الروسي، وبعض الصواريخ الباليستية الأخرى، تصنع داخل أحد المصانع السرية التابعة للحركة.