الغد اليمني / عبدالحفيظ الحطامي :
بعيد الأم يحتفل العالم ، وامهات يمنيات عيد ، بين المقابر عند جدران مكاتب الأمم المتحدة ، والمدن المحاصرة ، ومنظمات الحقوق عيد الام ، وامهات يمنيات عند ابواب السجون بانتظار ان تسمح المليشيا الانقلابية ، لمختطف ان يطل على امه من بقعة لا تسمح بالضوء ولا تتسع للهفة ام في احتضان اكبادهن .
عيد يا امهات العالم ، وامهات يمنيات عند نوافذ منزلهن بانتظار عودة ابنائهن المشردين النازحين الملاحقين بتهمة الحرية ، ملت النوافذ والشرفات وبقي قلب الام لا يعرف الملل ، ينبض بانتظار الافراج عن اكبادهن ، عن أي عيد للأم يحتفل العالم ، وامهات يمنيات اكبادهن خلف القضبان ، امهات ثكلى اشعل الفراق والحزن والألم والظلم والقهر والقتلة ، كل هذا الوجع الكوني المحتشد في حدقاتهن ، المتكوم في حشرجات ليالي أمهات ، يبتن قلوبهن يحصي آهات وصرخات وانين ابنائهن في تلك السجون المعزولة عن مراقبة العالم لها.
عيد الأم ، وامهات في اليمن يبحثن عن الانسانية ، يكتبن البيانات بدم قلوبهن بدموع حدقاتهن ، عيد ام تحتضن فيها سواعد الامهات اللافتات وأوراق البيانات والمنشورات المطالبة بالافراج عن ابنائهن المختطفين ، في بحث مضني عن بصيص أمل في ضمير الانسانية ، امهات يمنيات يمتن دون ان يسمح السجان لأبنائهن القاء نظرة الوداع الأخيرة .. ويموت ابناؤهن في اقبية التعذيب .
تحتفل امهات العالم ، بعيد الأم ، تتلقى ازاهير الحب والابتسامات وهدايا الأبناء ، تغمر العوائل والبيوت بفرح الأم صغارا كبارا وفي اليمن امهات اكبادهن خلف القضبان عفوا يا أمهات المخفين قسريا ، اكثر من عام تقف فيه الامم المتحدة عاجزة ان تكشف عن مصير ابنائكن .. يطوي المبعوث الاممي العالم بحثا عن رقعة لحوار ترفضه المليشيا، ولا يقدر على اقناعها ، السماح لمختطفين ومغيبين قسريا ، ان يطمئنوا على امهاتهم بمجرد اتصال تلفون في عيد الام ، عفوا ايتها الام التي تطلق مناشدات للمنظمات الانسانية والحقوقية تود ان تعرف مصير ابنها المختطف ، عن نبضها المغيب ، تود ان يغمض عينيه في حضنها ، فيرتد عليها الجواب بصمت مبتذل !!
عفوا يا امهات المختطفين ، العالم الذي يدعي الانسانية وحقوقها يقف حتى اللحظة متفرجا ، كأن الجميع يشارك في جريمة قتل الفرح والعيد ، في قلوبكن المطعون بمدى القهر والضيم ، عفوا ايتها الامهات ، العالم يعرف بأن ابنائكن مغيبون في سجون المليشيا تحت التعذيب مرضى بلاعلاج ، معتقلون بلاتهمة ولا محاكمة منذ اعوام ، واشهر وهم يبحون عن وطن برائحة الام ، ومع ذلك يقرأ العالم اللافتات والبيانات لمجرد القراءة والفرجة ، امهات اليمنيين يمتن كل يوم والعالم يقف صامتا بقلب من جليد الصمت والقهر ، تحتفل امهات العالم ، وامم العالم تقف بلا وجه عار من الانسانية تجاه قضية امهات يقتل ويختطف ابنائهن امام اعينهن ، يمتن كمدا ولايسمح القتلة لابنائهن القاء نظرات الوداع الاخيرة .
توفيت والدة الشاب المثقف استاذ اللغة الانجليزية المختطف عبدالملك الحطامي رفضت المليشيات طلب المحامون ، السماح له ليلقي قبلة الوداع الاخيرة على جبين أمه ؟
في شهر اغسطس من العام الماضي ، حين جاءني خبر وفاة امك يا عبد الملك كنت اسأل كيف سيأتي النبأ لعبد الملك .. وهي أعز ما تملك وأعز ما يحب.. أي حروف تسع لكتابة تعزية لك ، وعيد الأم في اليمت يعزى المختطفون بوفاة امهاتهم ، وتعزى امهات بوفاة ابنائهن تحت التعذيب ، في عيد الأم ، قبلت جبين امي ، تكورت مرارت العالم في حلقي ولي احرار حرمتهم مليشيا الموت من الاحتفال مع امهاتهم ، توفيت والدة الشيخ عبد الملك الحطامي ، وهو لا يزال مختطف لدى مليشيا الحوثي والمخلوع مختطف عنوة بدون تهمة ومغيب بلا سبب .
غياب امتد في صدر أمه حتى الموت توفيت والدته حسرة وكمدا عليه يعرف كل الناس ما آل اليه قلب أمك منذ ان اصيبت بجلطة فور سماعها نبأ اختطافك
كان قلبها يبكيك تحتضن اطفالك وتسأل هل عاد والدكم ؟
منذ اختطافك وهي على هذه الحال تسأل وحدقاتها مبللة بدموع لا تكف تقف على نافذة المنزل ، تسأل ان كان القادم ذلك عبدالملك ؟
ها انت تدلف مع صحبك ، للعام الثاني منذ اختطافك والأم المكلومة كانا تنتظرك خلف النافذة.
توفيت والدة الشيخ عبد الملك سالم ناجي الحطامي وهو مختطفا مغيبا خلف قضبان المليشيا .
غادرت الحياة قبل ان يعود اليها عبد الملك ليقبل جبينها .
كما كان يفعل وهي على قيد الحياة .
توفيت أمه ولا يزال جبينها ينتظر قبلة مختطفة من عبد الملك.
كنت اسأل هل ستسمح المليشيات.
لعبد الملك ان يودع أمه بقبلة الوداع الاخيرة ..؟
هل ستسمح في عيد الأم ان يقبل الالاف من المختطفين امهاتهم ؟
ام ان ضمير القتلة توفي منذ اختطاف احرار اليمن ..؟
العالم يسمع والكون يشهد .
بأن المليشيا بلا قلب والأعياد مختطفة من قلوب الامهات في اليمن.