تمثل السيطرة على المخا تحولاً استراتيجياً كبيراً في العمليات باليمن، لأهمية المدينة ومينائها في تأمين ممر باب المندب الملاحي الاستراتيجي.كما ستكون نقطه انطلاق نحو تحرير ميناء الحديده الذي يستخدمه الحوثيين لتهريب الاسلحه وتهديد الملاحه في البحر الاحمر
ومدينة المخا هي إحدى مدن محافظة تعز، تقع غربها على بعد حوالي 94 كلم على ساحل البحر الأحمر حيث لا تبعد عن باب المندب الاستراتيجي أكثر من 60 كلم، وهي حلقة وصل لمحافظة تعز بمحافظة الحديدة الساحلية.
ويربط ميناء المخاء اليمن بإفريقيا، وتعني السيطرة على المدينة والميناء تأمين باب المندب الممر الملاحي الحيوي والاستراتيجي.
واشتهرت المدينة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، لأنها كانت السوق الرئيسية لتصدير القهوة في العالم، ويعد مينائها من أقدم الموانئ اليمنية الغربية على الإطلاق، إلا أنه فقد أهميته مع ازدهار ميناء عدن، وتراجع إنتاج البن مقابل زراعة القات.
وتمثل المخا نقطة اقتراب بحرية من مركز محافظة تعز، واستعادتها تعني السيطرة على المدن القريبة بمحاذاة طريق الحديدة تعز، وتفتح الباب أمام أي عملية عسكرية باتجاه ما تبقى من الساحل الغربي، وستعزز فتح الطرقات لاستعادة تعز بأكملها، فضلاً عن ربط الجبهات الشرعية بعضها ببعض، وفتح الباب أمام الجيش الوطني ليتفرغ للجبهة الشرقية.
كما تسهل استعادة المدنية قطع الطريق على كل مصادر تهريب الأسلحة والإمدادات لقوات المخلوع علي عبدالله صالح وميليشيا الحوثي، التي تستخدم سواحل البحر الأحمر الغربية لنقل السلاح.
وساهمت القوات الإماراتية في دعم القوات الموالية للشرعية في اليمن خلال تحرير مدينة المخا من الانقلابيين.
ولعبت القوات المسلحة الإماراتية دوراً رئيسياً في تحرير المخا، سواء من ناحية المشاركة البرية أو تقديم الدعم البري والجوي والاستخباراتي للقوات الشرعية.
وكانت قيادة عمليات التحالف العربي في اليمن أكدت أن قوات الجيش الوطني والمقاومة سيطرت على وسط مدينة المخا ومعظم المباني والشوارع، بينما تشهد صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح حالة من التقهقر والهروب.
وشنت قوات الجيش الوطني والمقاومة هجوماً عنيفاً وتمكنت من السيطرة على أغلب أحياء المدينة، وتقوم القوات بتطهير معظم أحياء المدينة وتخوض حرب شوارع مع الجيوب المتبقية من الميليشيات التي انسحبت إلى أطراف المدينة من الناحية الشمالية والغربية.
في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 سيطر ت المليشيا على المخا، في محاولة للتحكم بمضيق باب المندب، لكن القوات الشرعية تمكنت من استعادة المضيق في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015.
وفي 7 يناير (كانون الثاني) الماضي، أطلقت قوات الشرعية عملية الرمح الذهبي لاسترجاع المدينة والساحل الغربي للبلاد، وانطلقت هذه العملية من محورين بمنطقة باب المندب باتجاه مدينة المخا.
واسترجعت القوات الشرعية خلال هذه العملية مديرية ذباب ومنطقة الجديد والخضراء وصولاً إلى مدينة المخا، وفي 23 من يناير (كانون الثاني) أعلنت قوات الشرعية تحرير المدينة والميناء من الانقلابيين.
وحررت المقاومة عدداً كبيراً من المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن الذين كانت تحتجزهم الميليشيات رهائن ودروعاً بشرية، فيما تواصل تطهير المدينة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات قبل فرارها إضافة إلى عملية تأمين المدينة من الداخل والخارج.
وتمكنت المقاومة الشعبية اليمنية، بدعم من قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، أمس الثلاثاء من تطهير كامل مدينة المخا من ميليشيات الحوثي الإنقلابية بعد قتل وأسر عدد كبير منها وفرار آخرين.
ونفذت المقاومة اليمنية بدعم قوات التحالف، عملية اقتحام المدينة من ثلاث جهات في الوقت نفسه “من الشرق والجنوب والشمال” بعد تطويق كامل المدينة.