أوضح الرئيس عبدربه منصور هادي في حوار صحفي مع ” القدس العربي” أن الصراع الدائر في اليمن لن ينتهي إلا وفق مبدأ تحقيق العدالة وتقاسم الثروة والسلطة في ظل نظام فيدرالي اتحادي يراعي حساسيات المجتمع اليمني.
وذكر هادي أنه لايمكن القبول بخارطة طريق التي تقضي على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار والقرارات الدولية مهما كانت الظروف مشيرا الى ان مشروعه يكمن في النظام الفيدرالي وفي يمن موحد بنظام اتحادي، من ستة أقاليم قائلا «ضحيت بأخي وأحفادي في سبيل نظام الأقاليم ولا تنازل عنه».
وأضاف “بدون الأقاليم سنظل في صراع، نحن في اليمن، نحتاج الأمن، والأمن من دون العدالة مستحيل، والعدالة من دون نظام الأقاليم في اليمن مستحيلة. نريد أن يشعر كل إقليم أنه يحكم نفسه بنفسه، ويستثمر ثرواته لأبنائه بعد أخذ حصة الحكومة المركزية أو الفيدرالية”.
وتطرق الرئيس هادي الى الدور الأمريكي في الحرب التي تشهدها اليمن، مؤكدا رفض إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ضم ميليشيا الحوثي إلى قائمة الإرهاب، كما اشترطت على حكومته عدم استعمال مساعداتها العسكرية في الحرب ضد الحوثيين.
وعلل هادي ذلك الموقف بقوله “الإدراة الأمريكية السابقة تريد علاقات جيدة مع إيران، وكانت تريد التوصل إلى الاتفاق النووي مع الإيرانيين، وكان من ضمن الصفقة أن يكون لإيران دور إقليمي في المنطقة، وكان جانب من الدور ينفذه الحوثيون في اليمن، ولهذا كان الأمريكيون يريدون دوراً للحوثيين، لأنهم وعدوا الإيرانيين بأن يظل للحوثي مستقبل سياسي كجزء من صفقة الاتفاق النووي مع طهران، وقد لقي جون كيري الحوثيين في مسقط وعرض عليهم الموافقة على خطته للحل، وأعطاهم مهلة إلى 15 كانون أول/ديسمبر الماضي، ما لم يوافقوا فإنهم لن يحصلوا على شيء، من أجل أن يحفزهم على القبول بخطته التي تأتي في صالحهم. والأمل هو أن تتغير النظرة الأمريكية حول إيران والصراعات في المنطقة مع قدوم الإدارة الجديدة”.
وارجع هادي رفضه لخارطة الطريق المقدمة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ بقوله “هذه خارطة وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وتبنتها الرباعية فيما بعد، ولا يمكن القبول بها مهما كانت الضغوط”.
وأضاف “هذه الخطة مرفوضة لأنها تلغي تماماً المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتتعارض مع القرارات الدولية، والقرار 2216. هي ليست خارطة للحل، ولكنها خارطة لاستمرار الحرب”.
وقال “هذه الخارطة تعاقب الشرعية وتكافئ الانقلاب، وتعيدنا إلى نقطة الصفر، وتلغي في مآلاتها نظام الأقاليم، وهذا هو مطلب علي عبدالله صالح والحوثيين”.
واعلن تمسكه بمرجعيات الحوار الثلاث، المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية، وخاصة القرار 2216.
وأكد هادي في اللقاء ان عملية الرمح الذهبي التي انطلقت مؤخرا لن تتوقف وغيرها من العمليات إلا بتحرير كامل التراب اليمني من الميليشيات، وان هدف عملية الرمح الذهبي هو الوصول للحديدة.
وسنرى من يصلها أولاً القوات القادمة من الشمال عن طريق حرض وميدي، أم القوات التي زحفت من الجنوب من باب المندب وذوباب. لكن الحديدة هي المرحلة المقبلة بعد
وقال للتحالف دور كبير في هذه العملية، القوات التي انطلقت من الجنوب كانت بغطاء جوي من التحالف، وبالإضافة إلى المساعدة العسكرية في التزويد بالدعم العسكري البري والبحري، والإخوة في الإمارات كان لهم دور واضح في هذه العملية ضمن قوات
واضاف جربنا كل الوسائل الممكنة سلمياً لإقناع الحوثيين وعلي عبدالله صالح بالتراجع عن الانقلاب الميليشاوي، واحترام الشرعية ومؤسسات الدولة، لكنهم لم يقدروا صبرنا عليهم، ومحاولاتنا تجنب الحرب منذ أن كنا في صنعاء، وما زادهم ذلك إلا استمراراً في نشر الحروب والفوضى للقضاء على مؤسسات الدولة. ونحن مصممون على استعادة الدولة من أيديهم، ولن نتنازل عن تحرير اليمن من سيطرتهم.
