استقبل رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اليوم الجمعة، في القصر الرئاسي بالعاصمة المؤقتة عدن، وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الدولي الهولندية ليسجي شرينماخر، والوفد المرافق لها، الذي يزور مدينة عدن حاليا.
وعقد رئيس الوزراء جلسة مباحثات مع الوزيرة الهولندية، كرست لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية والتنسيق المشترك في عدد من القضايا، والمواقف الهولندية الداعمة لليمن وشعبها واليات تطوير التنسيق المستقبلي لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وتطرقت المباحثات الى الدعم الهولندي المقدم لليمن في الجوانب التنموية والاغاثية والتنسيق القائم مع الحكومة لتعزيز الوصول الإنساني الى المحتاجين، إضافة الى الهدنة الأممية القائمة وما قدمته الحكومة من تسهيلات لدخول الوقود الى الموانئ الخاضعة لمليشيا الحوثي، واستمرار المليشيا في خروقاتها وعدم تنفيذ ما يخصها في بنود الهدنة، والضغط الدولي المطلوب في هذا الجانب.
كما تم التطرق الى مخاطر تدهور وضع خزان صافر النفطي العائم في رأس عيسى بمحافظة الحديدة، والتنسيق المشترك لاستكمال فجوة تمويل خطة الأمم المتحدة لتنفيذ المرحلة الأولى لتفريغ وصيانة الخزان بشكل عاجل، لتفادي حدوث كارثة بيئية خطيرة ستؤثر على اليمن والإقليم بشكل عام.
وفي مستهل المباحثات رحب رئيس الوزراء بوزيرة التجارة الخارجية والتعاون الهولندية والوفد المرافق لها في زيارتهم للعاصمة المؤقتة عدن، وهي الزيارة الاولى على المستوى الوزاري لهولندا الى اليمن منذ عام ٢٠٠٨م.. مشيرا الى ان الزيارة تحمل رسائل مهمة عن استمرار والتزام هولندا بدعم اليمن، وتذكر اليمنيين بالدور التنموي الرائد للاصدقاء الهولنديين خلال عقود طويلة من علاقات الصداقة والتعاون.
وأشاد بالدعم السخي والمستمر من مملكة هولندا الصديقة لليمن وشعبها في الجانب الإنساني منذ بداية الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية.. منوها بالحرص الكبير الذي تبديه القيادة الهولندية لدعم جهود معالجة مشكلة الخزان النفطي صافر، والذي يمثل خطر داهم يهدد البيئة والاقتصاد وحياة ملايين البشر ليس فقط في اليمن وانما لكافة الدول المشاطئة للبحر الأحمر.
كما دعا الى ادراج اليمن ضمن الدول المستهدفة من قبل المركز الأوروبي لدعم منتجات الدول النامية والذي بدوره سيمنح القطاع الزراعي والمؤسسات الصغير والاصغر في اليمن فرصة لترويج منتجاتها وتنمية قدراتها.
واستعرض الدكتور معين عبدالملك، التحديات التي تواجهها الحكومة وجهود معالجتها في الجوانب الاقتصادية والإنسانية والخدمية، والامن الغذائي خاصة مع التطورات العالمية الأخيرة، إضافة الى مسار الاصلاحات العامة الذي ساهم في استقرار الوضع الاقتصادي.. مؤكدا حرص الحكومة على الاستمرار في مسار الإصلاحات وتعزيز أداء مؤسسات الدولة، واهمية دعم المجتمع الدولي لهذه الجهود، لارتباط الاستقرار الاقتصادي بتخفيف الكارثة الإنسانية الراهنة.. مجددا الدعوة للمجتمع الدولي للموازنة بين برامج الدعم الإنساني والدعم التنموي المستدام، خاصة في مجال الخدمات الحيوية كالصحة والتعليم وغيرها من الخدمات.
وأشار رئيس الوزراء الى مسار الهدنة الإنسانية القائمة في اليمن، وخروقات المليشيات الحوثية، والدور الهولندي والاوروبي المطلوب لتثبيت وقف اطلاق النار، والزام المليشيات الحوثية الوفاء بتعهداتها بموجب اعلان الهدنة، وخصوصا فتح طرق تعز والمحافظات الاخرى، ودفع رواتب الموظفين من عائدات موانئ الحديدة.. مجددا التزام الحكومة وبتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي بإعلان الهدنة والتعاطي الايجابي مع كافة المساعي الاممية والدولية لإحلال السلام والاستقرار بموجب مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها محليا والمؤيدة إقليميا ودوليا.
بدورها أكدت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الدولي الهولندية، ان زيارتها الى عدن هي رسالة دعم للحكومة والشعب اليمني في هذه الظروف الاستثنائية وتأكيد الحرص على إحلال السلام والاستقرار.. وأشادت بما تنفذه الحكومة اليمنية من إصلاحات ودعم بلادها لهذا المسار بما يخفف المعاناة الإنسانية.
وجددت الوزيرة الهولندية التأكيد على دعم بلادها للسلام في اليمن، وتحويل الهدنة القائمة الى مسار سلام دائم، إضافة الى دعم جهود المبعوث الاممي لدفع العملية السياسية.. مؤكدة ان اليمن تحمل فرص واعدة وان السلام هو الطريق الوحيد لتجاوز الكارثة الإنسانية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
حضر جلسة المباحثات وزيري التخطيط والتعاون الدولي واعد باذيب، والمياه والبيئة توفيق الشرجبي، ومدير مكتب رئيس الوزراء انيس باحارثة، وامين عام مجلس الوزراء مطيع دماج.
ومن الجانب الهولندي، سفير هولندا لدى اليمن بيتر ديرك هوف، والوفد المرافق لوزيرة التجارة الخارجية والتعاون الدولي.