لفت نظري في المغرب استخدام مفردات أحيت ذاكرة بعيدة عندي، في الصغر كنا نسمع وخاصة في قرانا مفردات متداولة بوسط اليمن وجنوبه ،مثل إطلاق كلمة ( عرصه ) على بقع الأرض، وكلمة ( كراء) قبل ان تغلب علينا مفردة ( إيجار ) .
ونحن في ريف تعز بالذات يطلق القضاة على الأرض الخالية من البناء كلمة ( عرصة) ولاتزال وثائق البيع عندنا تحمل نفس التعريف قبل كلمة قطعة او بقعه!
وفي المغرب هذه الكلمة لاتزال متداولة فالعرصة كما جاء في القاموس
( العَرْصَةُ: البقعَةُ الواسعةُ بين الدُّور لا بناءَ فيها ) .
وفي المصطلح الفقهي أيضا هي بفتح فسكون ففتح ، جمعها عرصات وعراص ، وهي كل بقعة بين الدور ليس فيها بناء ساحة الدار. (فقهية) .
وفي بعض بلداننا العربية للكلمة معنى آخر أقرب إلى اللهو ،
وهي أيضا واردة قاموسيا كفعل
عَرِصَ الصِّبيانُ: لَعِبوا ومَرِحوا .
** اما كلمة ( كراء ) فجيلنا يستخدمها باليمن ببساطة ،قبل أن تغلب كلمة إيجار.
و أُجْرة. هي “قيمة كِراء بيت”
وهي اللغة السليمة عموما
الكِرَاءُ : أجرة، ما يعطي مقابل شيء
ولازال مصطلح مكاري في دول مختلفة معروفا حسب القاموس وهو الشخص الذي يكري الدواب لنقل الامتعه ، كنت في لبنان اسمع عن من كان جده يؤجر الحمار للعمل بأنه مكاري
، لذا فكلمة كراء المتداولة في المغرب العربي الكبير تبقى الأكثر التزاما بالقاموس.
وانا من قرية صغيرة معلقة في الجبال عندما نزلنا إلى المدينة كان مصدر فخر امي رحمها الله دوما ما بقي في اذني اننا لدينا مأوي وان الله جنبنا دوما ( شر ملاحقة حق الكراء) ،بل كتا نعيش على ما لدينا من عائدات الكراء .
ولذا بقيت الكلمة واضحة في ذهني بنفس نقائها بالمغرب
ونقول بالدارجه اليمنية
اكتري على قد حالك ! .اي استأجر بقدر ميزانيتك
وإلى خاطر جديد حول المشترك الجميل
نقلا عن صفحته علي فيسبوك
الكاتب سفير اليمن في المغرب