يصعب الحديث عن رحيل صديق واستاذ بحجم محسن عوض،صدمة الحزن ستبقى لزمن، وحجم الغياب لن نجد من يملأ فراغه . فالاستاذ محسن عوض ليس فقط استاذ جيل متميز من مناضلي حقوق الإنسان، بل أكثر من ذلك
حيث بقي لنا طوال أكثر من ثلاثة عقود متصلة بوصلة قياس للمواقف الصادقة في قضايا حقوق الإنسان، وعقل مستنير فيما يخص قضايا الأمة العربية التي انتمى اليها محسن عوض بوعي وإيمان راسخ .
لا اتخيل جلسة القاهرة او ملتقى حقوقي دون محسن عوض ورفيق دربه الجميل الأستاذ محمد فائق ، ورفاق الدرب في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ولا اثق برأي حول تحولات الساحة العربية، أو التعامل مع القارة الإفريقية مثلما كان الحديث معه .
تلك حياته التي صارت منهجا يبعث الاحترام، حمى نفسه في كل المحطات الصعبة من اي سقوط ، بالتمسك بمبدأ لا يحيد عنه ،احترام قيم حقوق الإنسان، والايمان بهذه الأمة العربية التي ستنهض يوما رغم كل الصعاب.
كم سنفتقد ذاك الحضور الهادي الجميل للاستاذ محسن عوض،كم ستوحشنا نظرته العميقة للأمور وهو يرقب حديث شباب حركة حقوق الإنسان ودخان سجائره يلف المكان ،كم سنحتاج دقته التي لا مثيل لها في مراجعة اهم تقارير حقوق الإنسان والدراسات المعمقة في قضايا الوحدة والديمقراطية، وكم سافتقد انا ابتسامته وبحة صوته وهو يعطيني بعض اصدارت قديمة من دار المستقبل العربي التي كان مشرفا فيها .
ويضحك وهو يمد برواية لصنع الله ابراهيم ويقول كتاب (لصاحبك ياعز)، ونضحك كونه يدرك شغفي بمتابعة كتابات بعينها .
محسن عوض مثلك لا يعوض ايها الكبير الطيب.
— —
نقلا عن صفحه الكاتب علي الفيسبوك