حذّر الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية وشؤون المغتربي من أن “التعنت الكبير” الذي تبديه ميليشيا الحوثي في محادثات فك الحصار عن تعز، يهدد بإطاحة الهدنة الأممية.
ورأى خلال مقابلة مع “النهار العربي” أن إدراج هذه الميليشيا على اللائحة الأميركية للجماعات الإرهابية لا يعطل مسار السلام، بل يشكل ضغطاً إضافياً على الجماعة لتكون جزءاً من المستقبل السياسي للبلاد.
وتحدث بن مبارك عن المشهد اليمني بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، ودور إيران والغطاء الذي يوفره “حزب الله” للميليشيا الحوثية، فضلاً عن المعاناة الإنسانية لليمنيين والمساعدات الإنسانية والاقتصادية التي توفرها السعودية والإمارات لبلاده. وهنا نص الحديث:
الجدية.
وقال : هناك تعنت كبير من ميليشيا الحوثي في شأن قضية كبرى مثل حصار مدينة فيها أكثر من خمسة ملايين مواطن لأكثر من سبع سنوات. وفك الحصار هو أحد العناصر الرئيسية للهدنة. نؤكد حرصنا على احترام الهدنة والتعاطي معها كمساحة أمل ونافذة للسلام، ولكن استمرار تعنت ميليشيا الحوثي يهدد الهدنة تهديداً كبيراً جداً.
واضاف بقيت تعز منسية لفترة طويلة. مناقشة مسألة فك الحصار بدأت منذ 2015 وبحثت في محادثات استوكهولم، ولكننا لم نتقدم إنشاً واحداً صوب الحل، وبقي المجتمع الدولي صامتاً حيال هذه القضية. وحتى اللغة التي استخدمت عن تعز في اتفاق الهدنة لا ترقى إلى مستوى المعاناة. يتعامل الحوثيون مع المدينة من منظار عسكري، وحتى اقتراحهم الأخير لفتح عدد من الطرق الفرعية غير المؤثرة هو ذو دوافع عسكرية. قبلنا باقتراح الأمم المتحدة لتعز على أساس أنه اختبار لهذه الميليشيا، وما إذا كانت تريد حقاً إنهاء هذه الحرب وبدء حوار لسلام مستدام، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتوافق عليها، أم أنها تناور لكسب مزيد من الوقت لجولة ثانية من الاقتتال.
وقال : للأسف، تخدم الميليشيا الحوثية قضايا إقليمية أكثر مما تخدم قضيتها، لذلك كثيراً ما تستخدم إيران اليمن كورقة ضغط في المنطقة في مسار مشارواتها النووية مع الغرب. لا شأن لإيران باليمن، ويجب ألا يستخدم اليمن كورقة ضغط.
واضاف : كثيراً ما نسمع أن إيران تدعم التوافق السياسي في بلدنا، وأن لا سلطة تأثيرية لها على ميليشيا الحوثي، ولكن التقارير الدولية تؤكد أن المصدر الرئيسي لتسليح ميليشيا الحوثي هو إيران. ضبط التحالف العربي والولايات المتحدة العشرات من السفن الكبرى المحملة بالسلاح آتية من إيران. التقنيات التي يستخدمها الحوثيون في الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة مصدرها إيران. نعلم أن هناك مدربين إيرانيين على الأرض اليمنية. نأمل أن يكون ما نسمعه من إيران حقيقياً وأن تلعب دوراً في تهدئة الوضع في اليمن، ولكن حتى الآن لا شيء ملموساً.
بالنسبة إلينا هناك حكومة شرعية تريد السلام، وإنهاء هذه الحرب والشروع في الحديث عن متطلبات إنهاء هذه الأزمة التي لها تداعيات إنسانية كبيرة،