انعقدت في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، أعمال الاجتماع الـ 9 للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي (PSC)، والخلوة المشتركة الثانية بين الجانبين العربي والأوروبي، واجتماعات مجموعات عمل التعاون الاستراتيجي، واجتماع كبار مسؤولي الأمانة العامة وهيئة العمل الخارجي الأوروبي، بمشاركة وفد بلادنا برئاسة مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية السفير رياض العكبري.
وبحث الاجتماع، تعزيز التعاون بين الإقليمين في شتى المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والأمنية، كما جرى خلال جلسة الحوار السياسي مناقشة تطورات الأوضاع في كل من اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان، والقضية الفلسطينية وبناء السلام في الشرق الأوسط، وموضوعات أخرى تتعلق بالهجرة واللاجئين والنازحين، إضافة إلى الشأن الإيراني وتدخلات إيران في المنطقة.
وقال السفير العكبري في مداخلته الرئيسية ” إن حكومة بلادنا تعتبر خيار السلام خياراً رئيسياً لإنهاء معاناة الشعب اليمني وتحقيق الأمن والعدالة والمساواة وسيادة القانون، إلا أن الطريق إلى تحقيق ذلك كان وسيظل محفوفاً بالمخاطر والعراقيل والاطالة في ظل إصرار ميليشيات الحوثي على تقويضها المستمر لذلك المسار ورفضها تقديم التنازلات” .. مستعرضاً الوضع الراهن والتزام ودعم الحكومة اليمنية للهدنة رغم الانتهاكات والتعنت الحوثي المستمر.
وشدد على ضرورة إبقاء اليمن على قائمة أولويات الدول في تقديمها للمساعدة وتقديم المشاريع التنموية والمساعدة في تعزيز عمل البنك المركزي بما شأنه أن ينعكس إيجاباً على الوضع الإقتصادي والإنساني والمعيشي في كافة المناطق اليمنية لاسيما في ظل الظروف الدولية الراهنة والارتفاع الكبير في أسعار الغذاء والوقود، وتفاقم أزمة الأمن الغذائي.
وحول التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية والعربية، تطرق العكبري، إلى الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن وتشجيعهم على استمرار الانقلاب على الدولة والاستمرار في تقويض مساعي العودة للعملية السياسية، وعرقلة الجهود الدولية لتثبيت الهدنة والاستمرار في خرقها، وعرقلة جهود وقف الحرب في اليمن، من خلال مد المليشيات الحوثية بالأسلحة، وتحويل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون إلى منصة لإطلاق الصواريخ على البلدان المجاورة، وتهديد الملاحة البحرية الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما ينعكس سلباً على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام، ويعتبر خرقاً واضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
وأكد على وجوب توقف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، وترك الحق لليمنيين وحدهم بأن يقرروا بأنفسهم مستقبل بلادهم ومستقبل نظامهم السياسي الجمهوري المدني الحديث، الذي يكفل الحقوق والحريات العامة لليمنيين كافة، وتحقيق السلام الشامل والمستدام، والشروع في بناء علاقات حسن الجوار البناءة، لما فيه خير واستقرار ونماء شعوب المنطقة جميعها.
كما أكد أن اليمن تنظر إلى استقرار العالم العربى كمنظومة متكاملة، وأن أمن جميع دوله بنيان مترابط .. معبراً عن رفض اليمن للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية، بما في ذلك ضرورة تخلي إيران عن احتلال الجزر الإماراتية المحتلة، والامتناع عن تمويل الحركات الإرهابية .. داعياً الاتحاد الأوروبي إلى استخدام علاقاته مع طهران لحثها على أن الوقت حان لاغتنام المبادرات العربية الإيجابية والتحذير من خطورة الاستمرار في المزيد من توتير الوضع في هذا الإقليم الذي يشكل عاملاً مؤثراً سلباً أو إيجاباً في أمن واستقرار الفضاءات المجاورة.