غمدان الشريف:
ودع البيت الابيض مساء هذا اليوم الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الامريكية مبارك اوباما ليستقبل رئيساً جديداً اختاره الشعب الامريكي عبر انتخابات ديمقراطية اوصلت ترامب إلى سدة البيت الأبيض، ليصبح رئيسها الخامس والأربعون.
على أنغام النجمة الامريكية “جاكي إيفانكو” من أمام مبنى كابتول هيل في العاصمة واشنطن، وبخلفية موسيقية كلاسيكية هادئة امتزجت بترحيب الجمهوريين والديمقراطيين وعناق سيدة البيت الأبيض السلف لخليفتها ، بحضور المنافسة هليري كلنتون، جرى تنتصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية وهو الأغنى والرجل الابيض ذو السحنة المحمرة، في أمريكيا خلفاً للرئيس الامريكي الاسود والأفقر.
ترامب رافق اوباما إلى الطائرة الرئاسية مودعاً، حاملا معه حقيبة السلطة في الولايات المتحدة بطريقة ديمقراطية سلسة وهادئة ليخطو ترامب على الورود البيضاء إلى البيت الابيض مواجها ملفات أمريكية وعالمية غاية في التعقيد وخصوصا في منطقتنا العربية.
على الصعيد اليمني ، في ارض الحكمة والإيمان ، ظللنا على مدة أكثر من نصف قرن ، ندعي الديمقراطية لكننا لم نشهد تنصيب رئيسا جديدا جاء به الشعب دون سواهم ،ولكننا نعرف جيدا من أين جاء جميعهم عدى الرئيس عبد ربه منصور هادي وما قبله كان يتم توديع الرئيس السلف بخروج جثته في نعش هامد ليحل القاتل خلفا للرئيس المغدور وهكذا دواليك.
ومنذ ثورة اليمن عام 1962 شهدت اليمن تنصيباً ديمقراطياً وحيدا وكان عرساً تاريخياً لليمن واليمنيون بتنصيب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً لليمن اختاره الشعب عبر صناديق الاقتراع وبتوافق جميع القوى السياسية والحزبية وبتأييد دولي وإقليمي في يوم تأريخي احتضنته عاصمة اليمن التاريخية صنعاء بحضور أممي وعربي وخليجي وجماهيري حاشد وتوديع رئيسا حكمه اكثر من ثلاثة عقود .
كان اليمنيون يتوقعون من الرئيس السابق ترك السياسة التي لطالما ردد أنها مغرما وليست مغنما ، وشبهها بالرقص على رؤوس الثعابين . كان الجميع يأمل أن يترك صالح شئون البلد لرئيسها الجديد غير أن مخاوفهم كانت في مكانها فبدلا من أن يتفرغ لكتابة مذكراته أرسل الرئيس السلف طائراته لقصف رئيساً شرعياً لليمن وسخر كل مدخرات الشعب اليمني طيلة ثلاثة عقود ليقتل بها الشعب ويزيد من معاناته التي تحملها طيلة فترة حكمه التي لم تسجل حضورا مشرفا .
وسعى بكل قوة لإفشال عملية انتقال السلطة ولم يسمح للعملية السياسية في اليمن ان تستمر في مسارها السلمي البناء وأصر بكل ما أوتي من قوة وخبرة وإمكانيات إلى إشعال الحروب في كل بيت منفذا وعده الذي قطعه على نفسه في العام 2006 في حال عدم اختياره رئيسا لليمن مجددا بإن الحرب ستحل في كل حارة وسيشتعل القتال من طاقة إلى طاقة . وهاهو شعبنا اليمني الصابر المرابط يدفع ثمن حماقات عشاق السلطة الذين لا يستنكفون تقديم البلد وشعبه قربانا رخيصا في سبيل الاستمرار على كرسي الحكم .