كشف تقرير صادر عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية، عن مقتل وإصابة عدد كبير من النساء، بشظايا قذائف الهاون أو الكاتيوشا أوالطلقات النارية والتي يطلقها قناصون حوثيون. وقال التقرير الذي شارك في إعداده عشر منظمات حقوقية في اليمن، إن من بين الضحايا نساء حوامل تعرضن للإجهاض، نتيجة الإصابة بشظايا الحوثيين، فضلا عن سقوط قتلى وجرحى من الأطفال وكبار السن. وتضمن التقرير إحصاءات دقيقة موثقة بالصور والأوراق لجرائم الميليشيات، أشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 459 امرأة. وأن إجمالي الجرحى من النساء بلغ 1.206، فضلا عن حالات الاعتداء والاختطاف. ولفت التقرير إلى أن هناك مناطق ما زال العمل جاريا فيها لحصر وتوثيق انتهاكات المتمردين، كما أن هناك بعض المناطق التي لم يتمكن الراصدون من الوصول إليها، ولكن المؤشرات تبين أن هناك حجما هائلا من انتهاكات الحوثيين في تلك المناطق.
جرائم يومية
قالت الحقوقية أمة السلام الحاج، إن انتهاكات حقوق النساء باليمن في تزايد مستمر بشكل يومي، مشيرة إلى أن إحصائية عام 2016 رصدت إلى جانب حالات القتل والإصابة، اختطاف 23 امرأة، والاعتداء على 66 أخريات. وأضافت “هناك حالات جماعية وفردية لم تدخل في الرصد، إما لصعوبة الوصول إلى تلك المناطق أو لنقص المعلومات، مشيرة إلى ضخامة الرقم، الذي يأتي رغم وجود حماية قانونية ودولية للمرأة والطفل على حد سواء، وهو ما خالفه الحوثيون الذين ارتكبوا جل الجرائم وأبشعها”.
بدورها، أوضحت الإعلامية، بشرى العامري، أن محافظة تعز كانت الخاسر الأكبر في هذه الحرب، بعد أن رفض أبناؤها الانقلاب على مؤسسات الدولة، منذ إعلان الحرب في عمران عام 2014، وقالت إن النساء لم يكن بعيدات عن كل التفاصيل المدنية والسياسية، وتعرضت الكثير منهن لانتهاكات حقوق الإنسان بكافة أنواعها وصورها، ولم يكن يتخيلها أي متشائم، وهناك إحصاءات تكشف وتوثق القتل والمساس بحياة وكرامة المرأة.
إحصاءات رسمية
كشفت وزارة حقوق الإنسان اليمنية في تقرير أن ميليشيا الحوثي تسببت في مقتل ما لا يقل عن 459 امرأة يمنية كان لمحافظة تعز النصيب الأكبر منها، بنسبة 30%، تليها محافظة عدن بنسبة 26%. وحسب التقرير فقد استطاع فريق الرصد والتوثيق التوصل إلى بيانات 351 امرأة، ولا يزال العمل جاريا لتسجيل باقي البيانات، موضحا أن الإحصاءات تضمنت اقتحام الحوثيين صنعاء عام 2015، وأضاف أن انتهاكات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، شملت القتل المباشر بالقنص أو بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا أو بانفجار الألغام الأرضية، مبينا أن بعض الألغام تمت زراعتها داخل المدن والأرياف، وأمام أبواب المنازل، وفي الطرقات، وأنها زرعت بشكل عشوائي، وأن عددا من النساء تعرضن للإصابة، ولحقت ببعضهن عاهات وتشويهات مستديمة.
جميع الانتهاكات
أكد وكيل وزارة حقوق الإنسان، ماجد فضائل، أن التقرير الأخير حول انتهاكات الحوثيين لحقوق المرأة، وتحديدا خلال الفترة من 21 سبتمبر 2014 إلى 30 مارس 2016، سجل أرقاما ضخمة. وأضاف أنه بعد تحليل كافة البيانات التي تم توثيقها، تبين أن ميليشيا الحوثي وصالح تسببت في عدة انتهاكات لحقت بالمرأة، منها القتل، والإصابة، والتشوه، والاحتجاز غير القانوني، والتحرش، والعنف الجنسي، وحرمان النساء من حقهن في التعليم، والرعاية الصحية، وحقهن في الحصول على الغذاء، ومصادرة مواد الإغاثة والمعونات الإنسانية، وتفريق الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية السلمية بالقوة، وبث الذعر والخوف في قلوب النساء، وقتل وإصابة واعتقال العائل والكافل الوحيد لبعض النساء، والتسبب في نزوح وتشريد وتهجير الآلاف من النساء.