أكد وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، أن استمرار الحوثيين في تهديد أمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج هو تهديد موجه للأمن القومي العربي،
وحذر من أن عدم مبالاة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم من مليشيا الحوثي الإرهابية، يمنح هذه المليشيا فرصة أكبر لمواصلة ممارسة جرائمها بحق دول المنطقة والشعب اليمني.
جاء ذلك في كلمة المرر، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الذي عقد اليوم بمقر الجامعة العربية، لمناقشة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها دولة الإمارات من قبل الحوثيين.
وأشار وزير الدولة الإماراتي، إلى أن بلاده تفادت عملية إرهابية أكثر اتساعاً بفضل قواتها المسلحة التي اعترضت صاروخاً باليستيا، وكان يمكن أن تسقط ضحايا أكثر، معربًا عن شكره للدول العربية على موقفها.
وأكد أن هذا التصعيد هو جزء من خطة مليشيات الحوثي لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة بما يهدد السلم والأمن الدوليين، وقال: إننا نمتلك الحق قانونياً وأخلاقيا للدفاع عن النفس وحماية سيادتنا.
ونوه المرر إلى أن مليشيات الحوثيين مستمرة في تهديد الأمن والسلم الدوليين، ولم تلتزم باتفاقية ستوكهولم الرامية لتحقيق السلام، وتواصل عمليات القرصنة من ميناء الحديدة، مثلما حدث مع سفينة إماراتية مؤخراً.
وأكد أن مليشيا الحوثي الإرهابية لم تكن لتستمر في عدوانها لولا التدفق المستمر للسلاح والدعم من إيران التي تمتنع حتى الآن عن لعب دور إيجابي لوقف ممارسات الحوثيين، لافتا النظر إلى أن المملكة قدمت مبادرة سلام شاملة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي، لكن الحوثيين يصرون على جرائمهم.
وشدد وزير الدولة الإماراتي، على أنه لا يمكن نجاح الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب والتطرف بدون مشاركة المجتمع الدولي، وقال إن دولة الإمارات رغم سحب قواتها العسكرية من اليمن، ودعما للمساعي لتحقيق وقف إطلاق النار والتسوية في اليمن فإنها ستقوم بما يجب لردع الإرهاب وحماية أراضيها.
بدوره، أكد مندوب الكويت لدى جامعة الدول العربية رئيس الاجتماع السفير أحمد البكر، في كلمته، أن الهجوم الذي نفذته مليشيات الحوثي على الإمارت العربية المتحدة يعد انتهاكًا لجميع القوانين والمواثيق الدولية، مشددًا على وقوف بلاده مع الإمارات وتأييد جهودها لمكافحة الإرهاب.
ودعا المجتمع الدولي إلى دفع الحوثيين لوقف هجماتهم، والعمل على الوصول لحل سياسي والاستجابة للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن واتفاق استكهولم، منوهًا بتهديد هجمات الحوثيين للأهداف البحرية وما يشكله من خطر على أمن الممرات البحرية.
من جانبه، أدان مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية السفير رياض العكبري في كلمته، الهجوم الذي نفذه الحوثيون بطائرات مسيرة مفخخة باتجاه مدينة أبوظبي، مؤكدًا تأييد بلاده للحق القانوني والأخلاقي لدولة الإمارات في الدفاع عن شعبها وأمنها وردع الهجمات الحوثية.
ولفت الانتباه إلى أن هذه الهجمات على الإمارات تأتي في ظل تزايد هجمات الحوثيين على الشعب اليمني، وتتزامن مع الهجمات الحوثية على الأهداف المدنية في المملكة العربية السعودية، وكذلك الهجمات التي استهدفت خطوط الملاحة الدولية.
ودعا “رياض”، المجتمع المدني ومجلس الأمن لدفع الحوثيين للاستجابة لدعوات تحقيق السلام، وتحقيق حل سياسي شامل تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن ممارسة الحوثيين للقرصنة في البحر الأحمر، إضافة إلى الهجمات على الأهداف المدنية في الإمارات والمملكة تستلزم تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.
وحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تصدير الأسلحة للحوثيين، وضرورة معالجة مشكلة خزان النفط صافر العالق في البحر الأحمر ويهدد بوقوع كارثة إنسانية.
من جهته، أكد مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية السفير محمد أبو الخير، في كلمة مماثلة، تضامن بلاده حكومة وشعباً مع دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الحادث الإرهابي الغاشم، الذي نفذته ميلشيات الحوثية غير الشرعية، خاصة استهدافهم مدنيين وسقوطهم ضحايا.
وشدد على إدانة مصر لأي عمل إرهابي تقترفه مليشيات الحوثي، ودعمها الكامل لما تتخذه الإمارات من إجراءات، مرحبا بالبيان الصادر عن مجلس الأمن في هذا الخصوص.
كما أدانت دولة فلسطين الاعتداءات التي قامت بها مليشيا الحوثي على المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي طالت مواقع ومنشآت مدنية راح ضحيتها مدنيون أبرياء.
وأعربت دولة فلسطين، في الكلمة التي ألقاها السفير المناوب لدولة فلسطين في الجامعة العربية، خلال الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه الجامعة العربية، لبحث اعتداءات الحوثيين على الدول العربية، عن تضامن الشعب الفلسطيني وقيادته مع الأشقاء العرب.
ودعت المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي لأخذ دوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين لوقف مثل هذه الهجمات المدانة، ولإنهاء الصراع المتأزم في اليمن الشقيق والمنطقة، وفقًا للقانون الدولي حفاظًا على حياة المدنيين جميعًا.
وجددت دولة فلسطين، تأكيد رفضها لأية إساءات تمس الشرعيات والرموز العربية.