أعلن التحالف العربي اليوم الأحد أن جماعة الحوثي أطلقت 430 صاروخا باليستيا و851 طائرة مسيرة مسلحة على السعودية منذ بدء الحرب في عام 2015 مما أسفر عن مقتل 59 مدنيا سعوديا.
ووجه المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي، أصابع الاتهام إلى جماعة الحوثي باستخدام مطار صنعاء قاعدة عسكرية لشن الهجمات على المملكة. لكن الحوثيون ينفون ذلك. ونفى وجود حصار على اليمن، مضيفا أن مطار صنعاء ما زال مفتوحا أمام رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
أكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف “تحالف دعم الشرعية في اليمن” العميد الركن تركي المالكي، أن مليشيات الحوثية الارهابية ليس لها أي هدف سوى تنفيذ الإملاءات المؤكدة من الحرس الثوري الإيراني، وخبراء حزب الله اللبناني الإرهابي.
وجدد المالكي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، اليوم، في العاصمة السعودية الرياض، دعم قيادة القوات المشتركة للتحالف لجميع الجهود السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بقيادة المبعوث الخاص لها الى اليمن، للوصول إلى حل سياسي شامل استناداً الى المرجعيات الثلاث.
وقال العميد المالكي ” إن المعركة في اليمن بين السلام من جانب وبين الخراب والدمار من جانب آخر، والسلام هو ما تسعى له المملكة كقائدة للتحالف، وجميع دول الخليج والدول الشقيقة المشاركة فيه، للوصول إلى حل سياسي شامل لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن ليكون اليمن آمناَ مستقراَ يحظى بالازدهار والتنمية بعد معاناة كثيرة من المآسي بسبب مليشيا الحوثي الإرهابية”.
واضاف “أن الحرب في اليمن حرب فكرية ثقافية اجتماعية عسكرية اقتصادية كما هو الوضع في لبنان”..مشددًا على أن التحالف قدم جميع المبادرات للوصول لحل سياسي شامل قوبلت برفض من المليشيات..موضحًا أن الحل السياسي هو الحل الأمثل للأزمة في اليمن، ولكن الأداة العسكرية تسعى لتحقيق الأهداف السياسية للتحالف.
واشار المالكي، إلى استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية في الصلف والتعنت للوصل إلى حل سياسي برفض جميع الجهود من الأمم المتحدة منذ عام 2016 حتى 2018..لافتاًُ الى أن التحالف أعلن في عام 2018 عملية تحرير الحديدة، وهي حق أصيل للحكومة اليمنية لتحرير الأراضي اليمينة كافة، وتأمين خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية، وذلك بسبب إطلاق المليشيا للصواريخ البالسيتة والطيارات المسيرة واستخدام الميناء في تخزين الأسلحة.
ونوه الى مبادرة المملكة الشاملة التي قدمتها في مارس 2021 للوصول إلى حل سياسي شامل حظيت بدعم المجتمع الدولي، ولكن المليشيا رفضتها بإملاءات من النظام الإيراني، وكان أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو يقود التخطيط للعمليات العسكرية..مؤكدًا أن المبادرة لا تزال موجودة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني..مبيناً ان توجه المليشيات الحوثية إلى مأرب يؤكد استمرارها في استهداف المدنيين وتهديد أكثر من 3 ملايين نازح.
وقال المالكي “أن حديث المليشيا عن وجود حصار غير حقيقي وغير صحيح، وأن السماح للمنظمات الإغاثية والدولية بتحريك المواد الغذائية والمشتقات النفطية من ميناء الحديدة إلى جميع المحافظات حق مشروط، حيث وفر التحالف ثلاثة مسارات بديلة للتحرك، قوبلت بإصرار الميليشيا على السيطرة عليها والمتاجرة بها لدعم ما يسمى بالمجهود الحربي”.
واضاف ” أن الأهداف الراسخة لعمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل واضحة للشعب اليمني والمجتمع الدولي كافة، وقدمنا نموذجاً عسكرياً جديداً في العمليات العسكرية لم يسبق تقديمه، بأن لدينا القدرة للرد على هذه الميليشيات والصلف والعبث منهم، ولكن لدينا نَفَس وحكمة وشجاعة، ولكن كان لزامًا أن يتوقف هذا العبث في استهداف المدنيين، وأن يكون هناك عمليات عسكرية في إطار القانون الدولي الإنساني لتحييد هذه القدرات التي حصلت عليها بدعم من النظام الإيراني وخبراء حزب الله اللبناني الإرهابي، وتدميرها”.
واشار الى أن التحالف يرصد على مدار الساعة تحركات الصواريخ والورش المستحدثة لتصنيع الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار وورش الألغام بالأحياء السكنية بصنعاء وغيرها لاتخاذ المدنيين كدروع بشرية، وهو ما يؤكد أن المليشيا لا تسعى للسلام ولا تريده، وأن الفكر الطائفي يغذي أفكارها بشن حرب على الشعب اليمني ومقدراته.
وأوضح أن جهود التحالف أسهمت في تأمين الملاحة في البحر الأحمر..مشيرًا إلى أن مليشيا الحوثي هددت الملاحة البحرية بأكثر من 247 لغمًا بحريًا و100 زورق، دمرها التحالف بالكامل..مؤكداً أن التحالف منح جميع التصاريح للأمم المتحدة التي بلغت 3525 تصريحًا، ولم يرفض أي طلب..مبينًا أن مطار صنعاء لم يغلق، ولكن الحوثي يستخدمه كنقطة لانطلاق الصواريخ البالستية والأسلحة النوعية ضد المدنيين في المملكة بوصفه محمياً بموجب القانون الدولي والإنساني.
وأشار إلى أنه في عام 2016 ، بجهود مشكورة ومقدرة من الأمم المتحدة ومن المبعوث الخاص له، استمرت المحادثات 100 يوم، تم التوصل خلالها إلى أرضية صلبة لحل سياسي شامل في اليمن، ولكن بعض الممثلين من الوفد الحوثي طلبوا السفر خارج الكويت لأخذ التعليمات من الحرس الثوري وعادوا برفض المسودة التي تم التوصل إليها.
وتحدث المالكي عن الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، التي لا تتعدى كونها تدميرًا وخرابًا ودمارًا من حزب الله اللبناني الإرهابي..متطرقًا للعراق الذي عانى الكثير من ويلات حزب الله، والأفكار التوسعية الطائفية للنظام الإيراني التي تغذي الفكر المتطرف.
وبين المالكي أن مليشيا الحوثي أطلقت 430 صاروخًا باليستيًا و851 مُسيّرة باتجاه المملكة، وهي بذلك أساءت قراءة الأحداث السياسية الدولية وتأثرت بالظروف الجيوسياسية في المنطقة وإملاءات الحرس الثوري الإيراني وخبراء حزب الله اللبناني الإرهابي..مؤكدًا أنه تم التصدي لمحاولات الحوثي الفاشلة لاستهداف المملكة، لافتا الانتباه إلى أن هذه المليشيات فسّرت صبر المملكة الإستراتيجي بطريقة خاطئة.
وقال “أن الحصانة ستسقط عن أي عين مدني يستخدمه الحوثي لشن هجمات بناءً على الفقرة الثانية من المادة 52 من البروتوكول الإضافي الأول وأيضًا بناءً على المادة السابعة والثامنة من القانون الدولي الإنساني العرفي، مشيرًا إلى أن التحالف ركز في عملياته في المطار على عدم تأثر القدرة التشغيلية له، مستعرضًا نبذة عن تجاوزات المليشيا باستخدام المطار لأهداف عسكرية بالتخزين والتدريب والتحكم”.
واضاف “لم نستهدف الكثير من الأهداف في صنعاء، لأن المدنيين يشكلون أولوية للتحالف، وعلى المليشيا الحوثية إخراج جميع الأسلحة من الأعيان المدنية، فنحن نقرر متى وأين نستهدف قدراتهم”، وقد تم أخذ الاعتبارات القانونية كافة في تدمير الأهداف العسكرية داخل المطار”.