ينبعث صدى الألحان من ورشة الفنان نجيب الشاذلي في تعز رغم انفجارات القذائف والصواريخ المتنوعة وحصار فرضته ميليشيا الحوثي أكثر من سبع سنوات علي المدينه
مسيرة طويلة لـ39 عاماً هي بدء عزف (الشاذلي) على آلة العود منذ سن الـ13 وحتى بلوغه اليوم الـ52 عاماً.
«مسيرة طويلة من الحب والشغف» كما يصفها الشاذلي لـ«البيان» بدأت عزفاً وتطورت تصنيعاً وإصلاحاً لآلة العود منذ عام 1993، واستقرت بإدارة صفوف دراسية لتعليم عدد من الناشئة العزف على آلة العود.
وكعندليب لا يقيده قفص الحرب ولا الحصار.. يهجس الشاذلي بألحان الفرح.. يداعب أوتار أعواده وغيتاراته بريشته ليخلق أغاني شجية يقول عنها إنها تمنحه «الأمل الذي ينبغي أن يظل حاضراً لا يغيب».
وبعزف رشيق يعزف الشاذلي جميع الألوان الغنائية اليمنية من (تعزي، صنعاني، لحجي، يافعي) فيما يتمايل طرباً مع اللون الحضرمي وأغاني الفنان الكبير أبي بكر سالم بلفقيه.
ومع بدء عام 1993 دخل الشاذلي مرحلة إصلاح وتصنيع آلة العود، مستخدماً ورشته في تصنيع العود من أنواع من الخشب اليمني وأبرزها خشب الطنب الذي يقول إنه جد ملائم لصوت أجمل للعود.
وفي سبيل توفير آلة العود للراغبين في شرائها يصنع الشاذلي عدة مستويات تتناسب مع مستويات الدخل.
وفي مشغله ومغناه.. يكون شغف الشاذلي وسعادته في إصلاح آلات العود والغيتارات مانحاً أصحابها أملاً آخر للعزف والحب والحياة.
كما ينبع شغف آخر بإدارته لصفوف دراسية لتعليم عدد من الناشئة العزف على آلة العود والتي يأمل توسعها لتضم عدداً أكبر ومن الجنسين.
الموسيقى والعود هما لمواجهة الحرب والحصار، ذلك يقين الشاذلي، الذي يضيف لـ«البيان» إن «الفن متنفس في ظل ظروف الحرب والحصار والظروف الاقتصادية المتشابكة وللترويح عن نفوسنا لأن الكبت سيؤدي لتداعيات أخرى، وإذا لم نقم بذلك ما استطعنا أن نعيش لحظة واحدة».
يأمل الشاذلي معهداً موسيقياً للشباب لتدريبهم العزف على آلة العود وبقية الآلات الموسيقية، كما يأمل أكثر أن تنجلي سحب الحرب في اليمن وأن تنتهي الفرقة الحاصلة ويعم سلام عادل البلد المنهك بما يتيح له أن يزدهر من جديد.