قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك : أن الحوثيين يرفضون السلام كلما تقدموا عسكريا على الأرض، الأمر الذي يشير وبكل وضوح إلى رفضهم السلام كمبدأ استراتيجي وتعاملهم معه كتكتيك ضمن استراتيجيتهم العسكرية في حربهم على المجتمع اليمني.
واكد “ان ملامح المشروع الايراني في المنطقة قد اصبحت واضحةً للعيان، وأن الميليشيات المدعومة منها باتت تهدد أمن الجزيرة العربية، وزعزعة استقرار الاقليم والعالم لتنفيذ أجندة المشروع الإيراني”.
وفي الكلمة التي القاها بن مبارك، اليوم، في مؤتمر الامن الاقليمي (حوار المنامة) والذي تستضيفه العاصمة البحرينية المنامة لمدة ثلاثة أيام، جدد وزير الخارجية التأكيد على أن انكسار المشروع الإيراني في اليمن يضمن إفشاله في المنطقة برمتها، وأن نجاحه سينقل ذلك المشروع الى طور جديد للصراع والعنف والفوضى في كافة ارجاء المنطقة “.
واستعرض دور إيران ومشروعها التوسعي في المنطقة العربية، الذي تحاول تنفيذه في اليمن عبر ميليشيات الحوثي الانقلابية التي تحاول من خلال استحواذها على السلطة في بعض مناطق البلاد تغيير ثقافة المجتمع، ونشر افكارها الطائفية الارهابية الدخيلة في عقول النشئ والشباب بهدف نشر الكراهية بين ابناء الوطن الواحد وإدامة الصراع .
وتطرق وزير الخارجية الى صمود محافظة مأرب أمام هجمات المليشيات الانقلابية الحوثية منذ فبراير الماضي، وحذر من تداعياتها والتي ستمثل نهاية للعملية السياسية.
وقال “إن محافظة مأرب بما تمثله من عمق تاريخي لليمن تمثل عمقاً وطنياً واستراتيجياً للدولة اليمنية الواحدة، فهي وحدها قادرة على إنهاء المشروع الحوثي، ونبه الجميع الى ان تداعيات سقوط مأرب يتمثل نهاية للعملية السياسية والسلام في اليمن، ولن يكن هناك من بديل سوى الفوضى والمزيد من العنف والاحتراب الداخلي وموجات الهجرة، وبدء حالة طويلة من عدم الاستقرار، التي تؤذن بجولات اخرى من الصراع والحروب التي ستتخذ من اليمن منطلقا لها وستتمدد الى باقي المنطقة”.
وأشار بن مبارك الى رؤية الحكومة اليمنية للسلام، مفنداً المفاهيم الخاطئة التي تستخدمها المليشيات الحوثية في تبرير استمرار الحرب، وقال ” إن رؤيتنا ومنهج عملنا في الحكومة اليمنية يقوم على أن تحقيق السلام بات ضرورة وطنية لإنهاء الحرب ووقف نزيف الدم اليمني، ” وأن أي عملية سلام عادل لابد أن تعالج الجذور السياسية للحرب، والمتمثلة في محاولة مليشيا الحوثي فرض سيطرتها وهيمنتها بالقوة على الدولة اليمنية ” .
وأكد أن أي تسوية سلمية في اليمن لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون اتفاق اليمنيين على حل مشاكلهم الداخلية وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والتوزيع العادل للسلطة والثروة”.
ونوه وزير الخارجية الى اهمية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض كركيزة اساسية لتحقيق السلام والاستقرار وتوحيد كل القوى السياسية المناهضة للمشروع الايراني في اليمن لفرض معادلة جديدة تدفع باتجاه تحقيق تسوية سياسية والتغلب على التحديات الاقتصادية، منوهاً بأهمية استمرار وتضافر الجهود والتنسيق بين دول الإقليم والعالم للضغط على ايران لوقف أنشطتها التخريبية في اليمن وبما يضمن استقرار الاقليم وتأمين ممرات الملاحة الدولية.
وطالب من المجتمع الاقليمي والدولي بتقديم المزيد من الدعم للحكومة اليمنية لمساعدتها في التغلب على التحديات الاقتصادية وتعزيز الشراكة في الجوانب السياسية والاقتصادية والإنسانية المرتبطة بالأزمة اليمنية، وتمكين الحكومة من الحفاظ قيم الاعتدال التي تجمع اليمن بالعالم وفق قيم ومبادئ الإنسانية المشتركة.
واختتم بن مبارك كلمته بالاشارة للخطر البيئي الكارثي الذي يشكله خزان النفط العائم ” صافر ” والذي بات يتوقعه الجميع دون بذل جهد حقيقي لتجنبه.. معتبراً بأن تسرب أكثر من مليون برميل من النفط الخام المخزون فيه يعد كارثة حقيقية ستدمر البيئة البحرية لليمن والاقليم وستمتد آثارها للعالم، ولازال الحوثيين يحتجزونها كرهينة ويرفضون السماح لفريق الامم المتحدة بصيانتها رغم كل المناشدات والتسهيلات التي قدمتها الحكومة الشرعية لتجنب هذه الكارثة.