ناقش محافظ تعز نبيل شمسان ومعه وكلاء المحافظة، اليوم، مع المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى اليمن، هانس غروندبيرغ، الذي يزور حالياً المحافظة، الاوضاع والمعاناة الانسانية التي تشهدها تعز جراء الحرب والحصار الجائر للعام السابع من قبل المليشيات الحوثية المدعومة ايرانيا.
ورحب المحافظ بزيارة المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة والوفد المرافق له والتي تعد أول زيارة لمبعوث أممي للمحافظة للاطلاع على طبيعة الاوضاع عن قرب و حجم المعاناة الناجمة عن الحرب المستمرة والحصار الجائر من قبل المليشيات للعام السابع..معتبراً أن زيارة الوفد الاممي وبرامجه المكثفة للقاء مع جميع المكونات محل تقدير أبناء المحافظة وانتظار نتائجها المثمرة المتمثلة بتعزيز مكانة تعز في المفاوضات والاحاطات الاممية وايصال صوتها ومعاناتها للمجتمع الدولي والمطالبة بالحقوق الاساسية والتخفيف من حدة الحصار واغلاق الطرق وحجم المعاناة الباهظة التي خلفها الحصار الخانق من قبل المليشيات.
واستعرض المحافظ شمسان، طبيعة الاوضاع وأشكال المعاناة الانسانية المتمثلة في القصف المستمر للاحياء السكنية من قبل المليشيات الحوثية والتي تسببت في استشهاد واصابة المدنيين بينهم اطفال ونساء وشيوخ، بالاضافة الى حرمان المحافظة من مياه الشرب واستهداف محطات الكهرباء والمستشفيات والاستحواذ على 97 بالمائة من موارد المحافظة وزراعة الالغام وارتفاع اسعار السلع والخدمات نتيجة وعورة الطريق وتعميق هذه المعاناة بفرض المليشيات رسوم ضريبية وجمركية مضاعفة على السلع القادمة من الحوبان والسيطرة على معدات النظافة ومنع الوصول لمقلب النفايات.
وتطرق المحافظ، الى إمكانية اسهام الامم المتحدة في تخفيف حدة المعاناة الانسانية بالعمل على فتح الطرق الرئيسية وتسهيل عملية التنقل للمسافرين والسلع والخدمات وتشغيل ميناء المخا ومحطة المخا الحرارية واصلاح وتأهيل الطرق وتشغيل الابار الواقعة تحت سيطرة المليشيات والضغط عليها من أجل حصول أبناء المحافظة على حقوقهم الاساسية.
ونوه شمسان، الى تفاؤل أبناء المحافظة بهذه الزيارة ونجاحها الكبير ونتائجها الرامية للتخفيف من آثار الحرب والحصار خصوصاً بعد البدء بتشغيل ميناء المخا على الرغم من تعرضه للقصف من قبل المليشيات.
من جهته، عبر المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة عن سعادته بزيارته لمحافظة تعز ولقائه بالمسئولين وجميع المكونات السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني لاعتقاده أن هذه المحافظة تشكل ثاني أكبر مدينة بعدد السكان ولم تغب عنها التفاعلات السياسية والمدنية والثقافية والجامعات وتميزها بالتعددية السياسية التي لابد أن تكون هذه التجربة موجودة في جميع المحافظات.
وقال المبعوث الاممي “لقد مررنا في الطريق الى مدينة تعز وعشت المعاناة وشاهدنا كذلك أشكال مختلفة تعبر عن المعاناة الكبيرة التي تواجه التنقل ووصول الخدمات والحصول على السلع وبشكل أكبر مما نراه في كل اليمن”..
واكد أنه لاشك من ان المواطنين يعانون من آثار الحرب واستمرار القصف وسقوط الضحايا واخرها فقدان اسرة واحدة لثلاثة من ابنائها دفعة واحدة، ولابد من التركيز على مايجري في تعز”.
واضاف” ان الزيارة لتعز تهدف الى الوصول لتسوية سياسية وجامعة وشاملة لانهاء النزاع في اليمن وآثاره التي تخلق تحديات كبيرة أمام تقديم الخدمات الاساسية وذلك وفق ايجاد الحلول المستدامة لتعز واليمن ككل ونحن نتطلع ان نرى من جميع الاطراف نهاية لهذا النزاع والدخول في تسوية سياسية تشمل الجميع وتسمح لليمن بالتعافي، حيث نمر حالياً بمرحلة حساسة وعصيبة في الواقع ربما تفرض متغيرات جديدة وبالتالي نحن نحتاج الى جميع الاطراف العسكرية والامنية والسياسية لحل مستدام ونركز تركيزاً خاصاً على الاوضاع الاقتصادية التي تثير مخاوف اليمنيبن”.
وعقب اللقاء، أكد المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في مؤتمر صحفي، أن اللقاءات مع قيادة السلطة المحلية والاحزاب والتنظمات السياسية والمنظمات كانت ايجابية ومثمرة حيث تناولت النقاشات حول القضايا والاوضاع التي تواجه محافظة تعز مع استمرار سقوط الضحايا والمعاناة التي تزداد يومياً في هذه المحافظة الاكثر معاناة..معتبراً أن السلام في اليمن معركة كبيرة لكننا بحاجة ان نسير في طريق الحل السلمي وأبناء تعز لديهم تجارب في هذا المسار وسنحمل العديد من القضايا والملفات للامم المتحدة والمتعلقة بتحسين الخدمات الاساسية وفتح الطرقات ونقل تجربة تعز في التعددية السياسية والتي تذكرنا بوجود دولة يمنية قائمة على التعددية السياسية والمدنية.
حضر اللقاء قائد محور تعز اللواء خالد فاضل و مدير عام الشرطة العميد منصور الاكحلي، وعدد من مدراء المكاتب التنفيذية.