شارك نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح، اليوم الإثنين، في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض نيابة عن فخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ورافق نائب رئيس الجمهورية لحضور أعمال القمة وزير المياة والبيئة المهندس توفيق الشرجبي، وتم فيها طرح قضايا البيئة والتغيرات المناخية والتأثيرات الإيجابية للمبادرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية في وقت سابق والهادفة للحد من التغيرات المناخية السلبية.
وألقى نائب الرئيس كلمة عبر في مستهلها عن شكره لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة على استضافتها وتبنيها لهذه المبادرة بالغة الأهمية وعلى الرعاية والاهتمام اللذان توليهما لملف المناخ في الشرق الأوسط والتي تعد انعكاساً لرؤية المملكة 2030م، مشروع الانتقال الطموح والشامل.
وجاء في كلمة نائب رئيس الجمهورية: “إنه لمن دواعي سروري أن اشارككم اليوم -نيابة عن الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي- افتتاح أعمال مبادرة الشرق الأوسط الأخضر وإطلاق هذه المبادرة الشجاعة والطموحة التي تسعى لمكافحة الآثار السلبية للتغير المناخي، وتقليل الانبعاثات الكربونية في منطقة الشرق الأوسط والمضي نحو معالجة الأضرار البيئية التي يتسبب بها التصحر والجفاف وشحة المياه والتلوث البيئي وغيرها من التحديات المناخية والبيئية المتصاعدة التي يواجهها الشرق الأوسط والعالم بأسره اليوم”.
وأضاف: “إننا ندعم جهود المملكة الشقيقة في حماية البيئة وصون الطبيعة على مستوى المنطقة ونؤكد على شراكتنا الفاعلة معها ومع كافة الجهود الدولية والاقليمية، ونقدر هذه الفرصة لنعيد لبلداننا وللمنطقة رونقها وثوبها القشيب والاستفادة من المبادرة في زيادة الرقعة الخضراء وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة ما يساهم في حماية البيئة، ولتكون مورداً بيئياً اقتصادياً طبيعي يسند الأسر الفقيرة ويساهم في معالجة البطالة وخلق فرص عمل جديدة ومكافحة الفقر وتحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة وسبل العيش على هذا الكوكب”.
وأشار نائب الرئيس إلى أن إطلاق وتنفيذ المبادرة يأتي، في وقت حساس تمر به منطقتنا العربية بشكل عام والجمهورية اليمنية بشكل خاص، فبينما تعمل حكومة الجمهورية اليمنية وبمساندة الأشقاء في المملكة العربية السعودية في إطار (مشروع مسام) لنزع عشرات الآلاف من الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإيرانية في عموم اليمن، وتعمل بالشراكة مع البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن ببناء المدارس وزراعة الأحزمة الخضراء في المدن الرئيسية واستصلاح الأراضي الزراعية ودعم المزارعين في ربوع اليمن، تقدم المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران على زراعة الألغام في الطرقات والمناطق الآمنة ومزارع المواطنين وفي البحار والممرات المائية، وتفجير المنازل والمدارس والمساجد، وتجريف مناطق اخرى شاسعة في مناطق المواجهات واجتثاث الغطاء الأخضر، الأمر الذي قاد إلى نتائج كارثية أضرت بالمواطن اليمني وبالبيئة على حد سواء.
وتابع نائب الرئيس: “يتجلى قبح هذه المليشيات بأبشع صورة من خلال سيطرتها على خزان صافر النفطي، وهو الخزان الذي ما زال يحوي أكثر من مليون ومائة وأربعون ألف برميل نفط تحتجزها المليشيات الحوثية الإيرانية كقنبلة موقوته تهدد بيئة البحر الاحمر وخط الملاحة الدولي في ظل تقادم الناقلة “صافر” والتي تحتاج لصيانة عاجلة وتفريغ حمولتها من النفط، نتيجة عدم سماح المليشيات الانقلابية بإصلاحها وترميمها وإفراغ حمولتها ورفضها التعامل مع كل المبادرات الدولية ذات الصلة”.
ونوه نائب الرئيس إلى أن سياسة التدمير والتفجير والتجويع التي تنتهجها المليشيات الحوثية الإيرانية تسببت بموجات نزوح كبيرة للأسر اليمنية وآخرها ما يحدث على مرأى ومسمع من العالم بمحاصرة محافظة مأرب الآهلة بالسكان والنازحين التي لجأ إليها ما يقارب ثلاثة ملايين نازح من مختلف المحافظات اليمنية هرباً من مليشيا الإرهاب والتخلف، فقد حولت هذه المليشيا حياة اليمنيين إلى جحيم التهمت الأخضر واليابس وتسببت في تدمير الإنسان والبيئة والبنية التحتية على حد سواء، وتستمر بقصفها للمدن والأرياف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية والطيران المسير المفخخ وتهاجم الأهداف المدنية في مختلف المناطق اليمنية والمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وأكد نائب رئيس الجمهورية مساندة اليمن ودعمها لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتقدير بلادنا لجهود المملكة الحثيثة لإنجاح هذه المبادرة التي تضع بصمة أمل للأجيال القادمة وتؤسس لمرحلة شراكة بيئية متميزة.
واختتم نائب الرئيس كلمته بالشكر للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على دعمهم لليمن في مواجهة مشاريع الخراب والدمار الحوثية الإيرانية الرافضة لكل جهود ودعوات السلام ولجميع الدول الشقيقة والصديقة الذين يقومون بدعم اليمن للحد من تدهور البيئة والسيطرة على التلوث وتنفيذ المشاريع البيئية وإطلاق المبادرات الواعدة كما أتمنى لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر النجاح.
والتقى نائب الرئيس على هامش القمة بعدد من القادة والمسؤولين وناقش معهم عدد من القضايا والموضوعات المرتبطة ببلادنا وما تتعرض له من انقلاب حوثي إيراني تسبب في معاناة بالغة بحق أبناء الشعب اليمني، داعياً الأشقاء والأصدقاء لمزيد من الجهود الداعمة لإرادة اليمنيين وأمن اليمن واستقراره والإسهام في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.