دعا التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية، كافة القوى الوطنية المناهضة للمليشيات الحوثية، وكذا التحالف الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى استشعار اللحظة الحالية الفارقة في غمرة المواجهة ضد مليشيا الانقلاب ومن وراءها مساعي الإمبراطورية الإيرانية الجديدة
كما طالب بإدراك حجم الخطر الداهم على الجميع دون استثناء وتوجيه كافة القوى العسكرية المناهضة للتمرد الانقلابي الحوثي باتجاه المعركة وتوحيد جهود القوى السياسية وتجاوز الخلافات والتباينات فيما بينها من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.
جاء ذلك في بيان صادر عن التحالف الوطني والقوى السياسية بشأن ذكرى ثورة سبتمبر وتطور الأحداث في اليمن، وطبيعة التحولات الدولية والإقليمية والمحلية تجاه إدارة المعركة الوطنية على طريق إحلال السلام الشامل والدائم في اليمن بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
كما دعا البيان الذي تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، قيادة الدولة ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة مضاعفة الجهود لتعزيز الجوانب الإيجابية والتخلص من أوجه القصور والثغرات السلبية وانتهاج نهج ومسار جديدين على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية تنتهي معهما حالة الإخفاقات ويحققا متطلبات التحول في إدارة المعركة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية وتفعيل حضورها وتكثيف التواصل بينها وبين جماهير الشعب وأحزابها ومكوناتها السياسية والاجتماعية.
وأكد على ضرورة عمل السلطة الشرعية والأحزاب والقوى الداعمة لها على استعادة روح الشراكة والتوافق والعمل بروح الفريق الواحد والشراكة في اتخاذ القرارات المصيرية كون المسؤولية جماعية وتضامنية تجاه ما يخص أمور حسم مستقبل البلد وشرعية إدارته.. مطالبا بتوفير الدعم اللازم لقوات الجيش الوطني والمقاومة في كافة الجبهات، وصرف مرتبات الجنود المرابطين فيها والتحرك بجدية لمواجهة الهجمات الحوثية وتوفير الشروط المادية والمعنوية خاصة منها ما يتعلق بتسليح الجيش بأسلحة نوعية عبر صفقات أسلحة من دول شقيقة وصديقة لتحرير المناطق المسيطر عليها من المليشيات الحوثية وبما يجعل السلام وليس الحرب ضرورة للحوثيين وداعميهم ومن خلفهم إيران.
استكمال تنفيذ اتفاق الرياض
وشدد التحالف الوطني، على ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض بشقيه العسكري والأمني والسياسي وفقاً لما نصت عليه بنوده بصورة عاجلة دونما تأخير وبما يمكن الحكومة من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن لكي يتسنى لها العمل من أرض الوطن وحماية المواطنين من عوز الحاجة والفقر والمرض، وتوفير الإمكانات اللازمة التي تمكن مؤسسات الدولة من أداء مهامها بنجاح وتلبية احتياجات المواطنين الأساسية خاصة منها الكهرباء والمياه والصحة.
وجدد التحالف الوطني، دعوته للأمم المتحدة وكافة المنظومة الدولية والمنظمات المعنية والمبعوث الأممي لليمن لإستيعاب طبيعة الحركة الحوثية ونهجها العنيف والمتطرف ونزعتها العنصرية وإخلالها بقيم العدالة والمساواة بإدعاء وإحياء مظاهر الاستعلاء والتمييز بين الناس ودورها وموقعها كأداة ضمن الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وبانها لا تؤمن بالسلام ولا تحرص عليه كما أنها لن تقبل به أو تسعى إليه ما دامت تمتلك القوة والإمكانات العسكرية وما دامت تستطيع مواصلة الحرب.
وقال البيان: في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ شعبنا اليمني العظيم يحل علينا يوم السادس والعشرين من سبتمبر عيد الثورة الخالدة، وبهذه المناسبة المجيدة يطيب لنا في التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية أن نتوجه بأطيب التهاني والتبريكات لجموع الشعب اليمني المؤمن بثورته وجمهوريته ولقيادته السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي، كما ننتهز هذه المناسبة لنحيي كل مناضلي العمل الوطني وأبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الوطنية المرابطين في جبهات العزة والشرف، كما نحيي بإجلال من كانوا السند والداعم لنجاح ثورة السادس والعشرين من سبتمبر من أبطال الجيش العربي المصري الذين قدموا الآلاف من الشهداء وهم يقاتلون جنباً إلى جنب مع مناضلي الثورة اليمنية.
وأضاف: يعد الاحتفاء بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة ٢٦ سبتمبر وفي هذه الظروف العصيبة التي يعيشها اليمن إكباراً وإجلالاً لعظمة الحدث والتحول الثوري الذي أحدثه في واقع حياة الشعب اليمني ومستقبله كمصدر إشعاع للتحول والانتقال نحو التحديث والتحرر والديمقراطية واستعادة الروح التي بثتها ثورة سبتمبر بين أبناء اليمن كافة في شماله وجنوبه وهي الروح التي جعلتهم يقفون صفاً واحداً للدفاع عن ثورة سبتمبر وفك الحصار عن العاصمة صنعاء والوقوف معاً في الدفاع عن ثورة أكتوبر ومنجزاتها العظيمة، والاحتفاء بهذه الذكرى يستعيد روح الوحدة الوطنية والدفاع عن منجزات ثورتي سبتمبر وأكتوبر في وجه الكهنوت الذي انبعث من قبره ليستهدف هدم الثورتين ومنجزاتهما وإعادة حكم الكهنوت والتمييز العنصري بين أبناء اليمن وتسييد المشروع الإيراني في أرض العروبة وعلى أبناء العرب الأحرار في اليمن.
الدفاع عن مكتسبات الثوره
وجدد التحالف الوطني، العهد بالدفاع عن مكتسبات الثورة والحفاظ على نظام الحكم الجمهوري الديمقراطي التعددي وحق الشعب في حكم نفسه بنفسه، معربا عن إدانته للتصعيد العسكري لمليشيا التمرد الحوثية في عدد من محافظات الجمهورية والذي كان توقيته إعلاناً عن أهداف التمرد للقضاء على الجمهورية ومنجزات سبتمبر وأكتوبر وتحدياً لمشاعر كل أبناء اليمن الذين ضحى آباءهم بأرواحهم للدفاع عن الثورتين ومنجزاتهما.
واستطرد البيان بالقول: وإذ يحيي التحالف الوطني للقوى والأحزاب السياسية بطولات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل في مواجهة عدوان المليشيا في مأرب وشبوة والبيضاء وأبين وتعز والحديدة وصعدة وحجة والجوف وكل ربوع الوطن، فإنه يؤكد ضرورة دعم صمود الجيش وأحرار الشعب اليمني من قبل كافة الأطراف السياسية والاجتماعية، وحث كافة القوى والفعاليات الوطنية وعموم شعبنا اليمني على نبذ الخلافات والمهاترات الإعلامية التي لا تصب إلا في مصلحة المليشيات ويشجعها على الاستمرار في الحرب والعدوان على المحافظات المحررة وإطالة أمد معاناة كل أبناء اليمن في كافة محافظاته .. داعيا إلى التكاتف والوحدة ورصّ الصفوف وتعزيز قيم الإخاء الوطني واستنفار كافة الجهود في مواجهة تغول المليشيا الحوثية الإيرانية ومحاولاتها كسر إرادة الشعب اليمني والقضاء على مكتسباته الوطنية والعودة به إلى نظام الحكم الكهنوتي الغابر.
وتوجه التحالف الوطني، بالشكر والعرفان للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وإسنادهم المباشر للأبطال في مختلف جبهات القتال، وكذا ما تقدمه المملكة من دعم إنساني وإغاثي للشعب اليمني.. مجددا العهد بالمضي على درب من سبق من مجاميع العمل الوطني والوقوف إلى جانب أبطال المؤسستين العسكرية والأمنية ورجال المقاومة دفاعاً عن الثورة والجمهورية والديمقراطية وكافة المكتسبات العظيمة التي تحققت خلال المرحلة السابقة، والتصدي لكل أنواع المؤامرات التي تستهدف سيادة الوطن وأمنه واستقراره بعيداً عن كل الولاءات والانتماءات الضيقة، وذلك من منطلق المسؤولية الوطنية وتجاه واجب الوفاء في هذا اليوم المجيد لكل التضحيات الخالدة للحركة الوطنية اليمنية في شمال الوطن وجنوبه.
وأختتم البيان بالقول: وفي هذه الظروف التي يهدد فيها عدوان مليشيات الحوثي حياة وكرامة أكثر من اثنين مليون نازح ومقيم في مأرب فقط، علاوة على تهديد سكان المحافظات الأخرى في الجنوب والوسط، وتعزيزاً لصمود الأبطال في الجبهات لمجابهة تمدد المليشيا باتجاه المناطق المحررة بالمحافظات الجنوبية والشرقية ودحرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتها، فإن التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية يدعو إلى إنهاء تمترس القوات والتشكيلات العسكرية ضد بعضها في عدن ولحج وأبين وحضرموت والمهرة والضالع والساحل الغربي وإشراكها في معركة الدفاع عن اليمن في مواجهة مليشيا الحوثي والمشروع الإيراني الذي يستهدف تدمير اليمن .. داعياً هذه القوات إلى القيام بدورها لدعم شرعية الدولة اليمنية لاستعادة الدولة وإنهاء تمرد المليشيات الحوثية.