كشف وزير التربية والتعليم في الحكومة الشرعية اليمنية، الدكتور عبدالله لملس، أن الوزارة لن تعتمد أي شهادة للطلاب الذين منحوا شهادات بعد تعديل المناهج في صنعاء وحذف مواد التربية الإسلامية، مشيرا إلى أن المعيار يكون بالمعدل التراكمي.
واكد أن الوزارة تكرس جهودها حاليا لمعالجة 11 تخريبا حوثيا للتعليم في اليمن، والتي أقدم عليها المتمردون في المناطق التي يسيطرون عليها، بهدف التأثير على عقلية النشء، ونشر الطائفية.
وقال لملس في حوار مع جريده “الوطن” السعوديه إن الأطفال الذين أجبروا على القتال في صفوف الحوثي سيمنحون برامج تسوية لإلحاقهم بباقي زملائهم، تعويضا عن السنوات الدراسية التي ضاعت عليهم، مبينا أن هناك أكثر من 1700 مدرسة دمرها الحوثيون خلال أقل من عام من نشوب الحرب.
وأشار لملس إلى أن هناك أكثر من 7 آلاف طالب يمني موجودون في قم الإيرانية حاليا، وأن أول القرارات التي تم اتخاذها هي منع وإيقاف البعثات إلى إيران، مشيرا إلى أن الحوثيين يتبعون سلوكا مذهبيا وطائفيا في المدارس التي يسيطرون عليها، يصعب فرضه على الأكثرية.
وأوضح لملس أن المعلمين والمعلمات الذين تم تعيينهم من قبل الحوثيين بتلك المدارس، لن تصرف مرتباتهم، وستلغى قرارات تعيينهم، فيما سيعاد المعلمون والمعلمات الذين استبعدوا من جانب المتمردين.
تدنيس المناهج
تعمد الحوثيون تدنيس المناهج التعليمية وتغييرها في المناطق التي سيطروا عليها، أين وزارة التربية والتعليم من ذلك؟
تنبهنا مبكرا لهذه العملية الإجرامية والدخيلة على التعليم العام، واتخذنا قرارا بأن مناهج العام 2014 هي المعتمدة، ولن يتم التعامل مع أي متغيرات يفرضها الطرف الآخر، وقد حاول الانقلابيون تغيير المناهج ولكن صعب عليهم تغييرها في سنة أو سنتين، ومن ثم تعمدوا استخدام أسهل الطرق وأبسطها، من خلال الدخول على صفحات محددة، بمعنى تعديل آية قرآنية أو حديث شريف، وهو ما فعلوه مثلا في سورتي الشمس والنور، والإساءة للسيدة عائشة وحذفها من الكتب، وكذلك حذف أسماء الصحابة وفي مقدمتهم أبوبكر وعمر وعثمان، وتلك الكتب التي تتعرض للتعديل نلاحظها ولدينا فرق تضم عددا من التربويين المختصين ومركز البحوث لمتابعتها ومنعها من الانتشار واعتماد النسخ الأصلية فقط.. طبعا المناطق التي يسيطرون عليها لا يمكن الوصول إليها، ورغم ذلك فلا حول لديهم ولا قوة في التغيير بهذا الشكل السريع.
حذفت كتب التربية الإسلامية من قبل الحوثيين في بعض المدارس، وهناك طلاب حصلوا على الشهادات دونها، هل تعتمدون شهاداتهم؟
حرصت الوزارة على استخدام أسلوب جديد لمواجهة الأمر، وهو اعتماد المعدل التراكمي، مثلما حدث العام الماضي، برصد 50% من تقدير الطالب من المعلم والمدرسة، و50% للاختبار الوزاري وتم التطبيق في المحافظات، ورفض الحوثيون تطبيقها في المناطق التي يسيطرون عليها، وبالتالي لن نعتمد شهاداتهم ما لم يتم تطبيق هذا المعيار الصادر من وزارة التربية والتعليم في الحكومة الشرعية، وأي طالب لم يتم تقييمه من خلال المعدل التراكمي، لن يعترف بشهادته.
انتحال شخصيات الطلاب
يتردد أن طلابا يؤدون الاختبارات بدلاء عن غيرهم مستغلين الظروف الحالية، ما صحة ذلك؟
هذا الأمر حدث في الأعوام الماضية، وأجرينا تدقيقا للطلاب الذين تقدموا لاختبارات الثانوية العامة، وثبت حضور طلاب للاختبار بدلا عن الطلاب الفعليين وحصلوا على معدلات عالية، وهناك ورشات عمل لتلافي ما حدث في السابق، وضبط حالات انتحال الشخصية ومعاقبتها، ونحن حاليا في حالة طوارئ على مستوى الجمهورية، خاصة وأنه لا توجد محاكم ولا نيابات ولا ضبط قضائي، ومن ثم فإن المعاقبة تكون بالحرمان للطلاب الذي يمارسون انتحال الشخصية، وهي العقوبة التي نقوم بتطبيقها على الفور.
وماذا عن مستقبل الطلاب الذين حرموا من مواصلة دراستهم بعدما خطفهم الحوثي عنوة وزج بهم بجبهات القتال؟.
هناك كثير من الأطفال الذين أرغموا على الالتحاق بصفوف الانقلابيين، ونحن نعلم ذلك جيدا، حيث تم اختطافهم من المنازل أو المدارس، ولذا هم ضحايا لا ذنب لهم، وسنقدر ظروفهم حين تبسط الشرعية نفوذها، وسنقدم لهم برامج تعوضهم عن العامين الدراسيين الضائعين، حتى يتمكنوا من مواكبة زملائهم السابقين، وهذه البرامج ستكون يسيرة وسريعة.
توجه طائفي
كيف ترى ما يسمى بوزير التربية والتعليم في حكومة الانقلابيين يحيى الحوثي، رغم مؤهله المتدني؟
تعيين يحيى الحوثي أخ زعيم الانقلاب، عبدالملك الحوثي، يمثل مؤشرا خطيرا على خطط التعليم، واختياره يؤكد التوجه الطائفي المتعصب للانقلابيين وسيؤثر على المناهج على الأقل في الفترة الحالية، ولكن هذا دليل على أهدافهم وطغيانهم حتى على المذهب الزيدي وتشويهه، حيث أدخلوا المذهب الاثني عشري وركضوا بشكل متسارع لفرضه على المجتمع اليمني، وخلق النزاعات الطائفية، ولذا فإن القبول بهم وبهذا التوجه غير مقبول لدى اليمنيين.
الحوثي أدخل الصرخة على المقررات بدل النشيد الوطني، كيف ترى أثر ذلك على عقلية وفكر النشء بالمدارس؟
الانقلابيون لم يكتفوا بإدخال الصرخة فحسب، ولكن مقدمات الكتب التي وضعوها أيضا خطيرة، ولن نقبل بتوزيعها في المناطق المحررة، وأصدرنا تعميما بمنعها في المحافظات التي حررت، ونتوقع أن تنتشر هذه الكتب في بعض الأماكن، لذا اتخذنا ما يمكن اتخاذه من إجراءات اتفقت ورغبات الطلاب أنفسهم في رفضها، ولن تقبل تلك الصرخة ولا غيرها، وسيتم إعادة هيكلة المدارس، ولدينا 3 مطابع تعليمية رئيسة تطبع الكتب بينها واحدة كبيرة في صنعاء “تطبع 60% من الكتب”، وثانية في عدن والثالثة في المكلا، والأخيرتان تطبع فيهما الكتب الأساسية المعتمدة، أما كتب مطبعة صنعاء فيتم التحذير منها ووقف توزيعها.
كرامة المرأة
كيف يمكن إعادة كرامة المرأة اليمنية بعد إهانتها وإذلالها من قبل الحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها؟.
الحوثيون انتهكوا كافة حقوق الإنسان بما فيها المرأة، ونحن في الحكومة الشرعية، نسعى إلى حفظ حقوق المعلمات على وجه الخصوص، وهناك كثير منهن في السجون، وأطلق سراح بعضهن في صنعاء، والمرأة لها مكانتها وسنقف إلى جانبها تماما.
لماذا عمد الحوثيون مبكرا إلى التركيز على التعليم؟
لأنهم يدركون أن التأثير على النشء والأطفال مهم، وسيكون أسهل عليهم بغسل أدمغتهم وأتباع مذهبهم، أما التأثير في الكبار فلن يكون مجديا، ولذا عمدوا إلى التعليم والأطفال، وهذا الأسلوب المتبع في سياسة إيران.
تصحيح الأفكار
هل توجد خطة تعليمية لإعادة تأهيل كافة الطلاب اليمنيين بعد تشويه أفكارهم بالفكر الحوثي؟
نعم، ستتم إعادة التأهيل لكل الطلاب الذين خضعوا لجرعات تعليمية خاطئة، وهناك لجان تعليمية ستقوم بذلك، إضافة إلى دور الأئمة والخطباء والمشاركة الاجتماعية لتوعية هؤلاء الطلاب وصرفهم عن الأفكار العقيمة التي حاول الانقلابيين بثها في عقولهم.
وماذا عن صور الخميني والحوثي التي تتصدر جدران المدارس التي يسيطر عليها الانقلابيون؟
هذا سلوك مذهبي وطائفي، وهناك رفض تام له، ومواجهاتنا ضد الحوثيين مستمرة حتى من داخل المناطق التي يسيطرون عليها، والشعب اليمني من الصعب أن تفرض عليه مثل هذه الطائفيات.
تأهيل المدارس المدمرة
بعض المدارس دمرها الانقلابيون، وبعضها تحولت إلى ثكنات عسكرية، كيف ستعالجون الأمر؟
الحرب الحوثية قضت على أكثر من 1700 مدرسة، وكل ما تم إنجازه على مدار 15 سنة ماضية من مشروع تطوير التعليم الأساسي الذي كان يمول من البنك الدولي وأميركا والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى وأسفر عن بناء ما يزيد عن 2000 مدرسة، تم تحطيمه في أقل من عام، وحاليا وبتعاون ومساعدة مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتي تجري إعادة تأهيل وصيانة للمدارس التي نالها الضرر والدمار بالمناطق المحررة.
هل هناك توجيه وزاري بمنع المعلمين والمعلمات من التعاون مع الانقلابيين؟
اتخذنا قرارا بعد توافر السيولة في البنك المركزي، لصرف رواتب جميع المعلمين والمعلمات السابقين ما قبل الانقلاب في عام 2014، ولذا فإن من عينوا من قبل الحوثيين بتلك المدارس في عامي 2015 و2016 لن تصرف مرتباتهم، ولن ينظر لهم، وستلغى قرارات تعيينهم، فيما يعاد المعلمون والمعلمات الذين استبعدوا من جانب المتمردين.
هل هناك إحصائية بعدد المدارس في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والأخرى المحررة؟
لا توجد إحصائيات دقيقة، لكن المحافظات المحررة يوجد بها 55% من المدارس، والحكومة الشرعية تسيطر على 80% من المساحة في اليمني، ويتبقى 20% في الشمال، ومن ثم فإن السيطرة على الأرض تؤكد أن الشرعية تتقدم وهذا يزيد من تحكم الوزارة في العملية التعليمية.
الموقع الإلكتروني
موقع الوزارة الإلكتروني تحت سيطرة الحوثيين، فلماذا لا يتم وضع موقع لكم لتصل رسالتكم للطلاب وكافة منسوبي التعليم؟
الحوثيون كانوا يسيطرون على البنك المركزي في صنعاء حتى أكتوبر 2016، وكانت الموارد تضخ للبنك، ويتصرفون فيها كيفما يشاؤون، ونحن نعمل دون ميزانيات ودون موارد تشغيلية، وبمجهودات ذاتية وشخصية، وبعد نقل البنك المركزي إلى عدن ستخصص موازنة جديدة للتعليم في موازنة 2017، وستتغير الأمور تماما، وسنعمل بعد الحصول على الدعم على إعادة موقعنا.
الحوثيون يستخدمون موقع الوزارة لنشر مزاعم توفير العدالة، بينما يعينون أقاربهم، ألا ترى تناقضا بين أقوالهم وأفعالهم؟
هذا ديدنهم، وسياستهم تعتمد على الإقصاء والتهميش والعنصرية والمذهبية والطائفية، والعدالة ادعاء كاذب، هم يرون أنهم المالكون للبلاد والثروات، ويريدون الانفراد بالدولة وخيرات الشعب، وهو ما تم الكشف عنه جليا خلال أقل من عام من سيطرتهم على صنعاء.
هل توضح لنا أبرز انتهاكاتهم بحق التعليم في اليمن؟.
– هناك كثير من الانتهاكات، لكن أشدها تدمير المدارس واستخدامها كثكنات ومستودعات ومجالس للقات، والتدخل في عملية تعديل المناهج وتغييرها، وطرد المعلمين والمعلمات واستبدالهم بمعلمين من أتباعهم، والاستحواذ على المناصب القيادية على حساب الكوادر المهنية والمدربة والمؤهلة.
تهريب الكتب
تم ضبط شاحنات تهرب كتبا للحوثيين، مزودة بطابع مذهبي، ألا ترى في ذلك خطورة على المدارس والمكتبات؟
طبعا، قبل أيام تم ضبط شاحنتين في المهرة ومصادرتهما، والحوثيون يعملون على إدخال الكتب والمساس بالعقيدة أولا والتعليم ثانيا، وهناك حملات لإتلاف وتغيير الكتب الأساسية، لكننا لن نعتمد إلا النسخ القديمة، وسنواجه أي كتب دخيلة، ولن نقبل وجودها بالمدارس أو المكتبات.
وماذا عن عملية إعادة الأمل في عودة الاستقرار التعليمي بالمناطق المحررة؟
دورها بارز، والعملية التعليمية تسير اليوم بوضعها الطبيعي، والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ساعدنا في العودة للعملية التعليمية بشكل يسير، ونحن نعجز عن شكر السعودية وكل دول الخليج التي نصرت التعليم ومنحت الطلاب فرصة العودة لمقاعدهم بكل يسر وسهولة، لقد حاول الانقلابيون تعكير ذلك مرارا ولكن الحزم وانتصارات الشرعية هي التي فرضت كلمتها.
بعثات لإيران
هناك بعثات للطلاب تتم عن طريق صنعاء إلى إيران، وتستغل لتأجيج الطائفية، كيف ستتعاملون معها مستقبلا؟
هناك أكثر من 7 آلاف طالب يمني موجودون في قم الإيرانية حاليا، أرسلهم الحوثيون بالتنسيق مع طهران، وأول القرارات التي اتخذت هي منع وإيقاف البعثات إلى إيران، ولن نقبل من أي يمني أن ينفذ أجندة غير وطنية، أو يمرر أفكارا متناقضة مع طبيعة المجتمع اليمني، أو تمس بالعقيدة، فالأمور أصبحت مكشوفة تماما، ولذا فإن أولئك المبتعثين عليهم أن يعملوا وفق السياسات الداخلية للحكومة الشرعية في اليمن، وسنتعامل بحزم وقوة ولن نسمح بنشر المذهب الطائفي، وإذا كانت الحكومة في النظام السابق عملت على ذلك وصمتت تجاه هذا الخطر فلن نسمح بالإيفاد إلى إيران نهائيا.
ما رسالتكم لأبنائكم الطلاب الذين يقبعون تحت سيطرة الحوثيين؟
جميع الطلاب أبناؤنا، وقلوبنا وعقولنا معهم، وندرك حجم المأساة التي يعيشونها، سواء من آثار الانقلاب أو تغيير المناهج، فضلا عن تغيير المعلمين والمعلمات، وأقول لهم نحن قريبا معكم وسوف تزول الغمة، وكل الطلاب الذي يستطيعون وخاصة الشباب القيام بأعمال توعوية ومؤيدة للشرعية ومواجهة للانقلاب سوف تتم مكافأتهم، وستكون لهم مكانة خاصة وستدعم الحكومة مسيرتهم التعليمية بعدالة تامة، وندعو الطلاب لأن يهبوا هبة رجل واحد في وجه الانقلاب والقيام بواجبهم الحقيقي تجاه وطنهم ودينهم.