أختتم وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم، زيارته الرسمية لمملكة هولندا، والتي التقى خلالها بوزيرة الخارجية سيجريد كاخ، ووزير التجارة الخارجية والتعاون التنموي توم دي بروين، والمنظمات الهولندية الإنسانية العاملة في اليمن وعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والكتاب والمفكرين، بالإضافة الى السفراء العرب المعتمدين لدى مملكة هولندا.
وخلال الزيارة، قدم وزير الخارجية محاضرة في معهد كلينجدال وأجرى مقابلات إعلامية مع عدد من وسائل الاعلام الهولندية المقروءة والمسموعة.
ووضع وزير الخارجية، المسؤولين الهولنديين في صورة التطورات في اليمن، واستعرض معهم الجذور السياسية للازمة التي تسببت بها مليشيا الحوثي..موضحاً أسباب عرقلة المليشيا للعملية السياسية، وآفاق الحل السياسي والنهج الذي يجب أن يتبع للوصول الى سلام دائم وعادل في اليمن..مؤكداً أن المرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الحكومة تعتبر أساساً لتحقيق سلام عادل وشامل وهدفها تحقيق المساواة بين جميع اليمنيين ونبذ العنف والاحتكام لصندوق الاقتراع واحتكار القوة بيد الدولة الضامنة لأمن وحقوق جميع المواطنين.
وتطرق الوزير بن مبارك، الى الدور الإيراني التخريبي في اليمن..موضحاً بأن ارتباط مليشيا الحوثي بالأجندة الإيرانية الهادفة لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة العربية عقّد المشكلة وتسبب في إطالة أمد الحرب..مؤكداً حرص الحكومة على تقديم الدعم الكامل للمبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة هانس جروندبيرج، والاستعداد للعمل معه للتوصل الى وقف شامل لإطلاق النار كأهم خطوة إنسانية ستساعد على معالجة كافة القضايا الأخرى الإنسانية والسياسية والاقتصادية.
كما تطرق وزير الخارجية، الى الوضع الإنساني في اليمن وأهمية العمل على معالجة الفجوة في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية..داعياً الى التركيز على دعم القطاعات التنموية بشراكة كاملة مع الحكومة اليمنية..مشيراً الى استمرار العدوان الحوثي العبثي على محافظة مأرب والتداعيات الإنسانية لذلك العدوان واستهداف المليشيا للمناطق السكنية ومخيمات النازحين وتجنيد الأطفال والمهاجرين غير الشرعيين.
وفند بن مبارك، ادعاءات المليشيا بوجود حصار على اليمن..موضحاً بأن بيانات آلية الأمم المتحدة للتحقيق والتفتيش (UNVIM) تؤكد بأن تدفق الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية مستمر ودون عراقيل الى ميناء الحديدة..منوهاً بأن استيراد المشتقات النفطية متاح ومسموح لجميع التجار ورجال الاعمال في اليمن وفقاً لإجراءات قانونية سيادية موحدة لتنظيم استيراد المشتقات النفطية تتبعها الحكومة اليمنية في جميع موانئ الجمهورية اليمنية بدون أي تمييز..مشيراً الى أن مليشيا الحوثي هي من اختلقت أزمة المشتقات النفطية بمنعها لرجال الاعمال في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها من اتباع الإجراءات القانونية وانشائها للسوق السوداء على نطاق واسع لبيع مادة البترول بأسعار مضاعفة للتربح وتمويل عدوانها على اليمنيين، ونهبها للعائدات الضريبية من المشتقات النفطية المخصصة لدفع رواتب الموظفين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا.
وتناول وزير الخارجية وشؤون المغتربين، مسألة الأمن الملاحي والبيئي في البحر الأحمر..مشدداً على أهمية وضع حداً للتهديدات التي تشكلها مليشيا الحوثي لأمن البحر الأحمر سواء من خلال نشر الألغام البحرية بشكل عشوائي واستهداف السفن بالقوارب المسيرة، أو من خلال استمرار المماطلة في الاستجابة لدعوات المجتمع الدولي لنزع فتيل كارثة بيئة وإنسانية كبرى تلوح في الأفق والتعامل غير المسؤول مع قضية خزان النفط صافر.
واشار وزير الخارجية، الى العلاقات الثنائية المتميزة بين الجمهورية اليمنية ومملكة هولندا والتي تمتد لعقود من الزمن..مشيراً الى ان هولندا تنفذ حالياً عشرات من المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن لمساعدة الشعب اليمني لما من شأنه تجاوز محنته التي تسبب بها الانقلاب الحوثي.