رحل مفتي الديار اليمنية القاضي محمد بن إسماعيل العمراني عن مائة عام زاخرة بالعلم والعطاء
شهد خلالها كل تقلبات اليمن في العصر الحديث صعودا وهبوط.
ورأى كل النكسات في وطن حاصرته الآلام في كل حين وحتما كانت انتكاسة اليمن مع اجتياح ميليشيا الحوثي أشدها وقعا والما
ورأينا في عيني الرجل الكبير كل القهر على يمن يتمزق وبلد يذهب في مهب الريح وهي تفقد خط الاعتدال وتدمر فيها جسور التسامح وتغلق دونها نوافذ القبول بالآخر وتعيد الأرض السعيدة إلى كهوف القهر والتشدد وتمزق نسيج وحدة القلب الواحد ..رأينا ذلك في نظرة عينيه وهو يرفض صلف الميليشيا ويؤكد على نهجه في صنع الاعتدال .
رحل القاضي محمد بن إسماعيل العمراني وهو قابض على جمر الحقيقة في زمن الزيف وصنع الطواغيت ورغم المائة عام التي عاشها فقد كان( ضد العزلة) انها مائة عام من الانفتاح العقلي والروح المرحة
العابر لخندق المذاهب والمتجاوز لفتاوى الانغلاق
ذهب العمراني بعد عمر مائة عام ليترك صنعاء التي ولد ومات فيها في مهب اعوام قادمة تخيفنا بأن تدوم عزلتنا!
رحم الله مفتي اليمن محمد بن إسماعيل العمراني
الكاتب سفير اليمن في المغرب
نقلا عن صفحته علي قيسبوك