احبطت قوات الأمن في جمارك منفذ شحن، محاولة تهريب كتب طائفية كانت في طريقها للقيادات الحوثية،
وقال مصدر مطلع إنه تم ضبط الكتب التي تمت طباعتها في المجمع العلمي لأهل البيت في إيران، التي يبدو أنها لم تكتف بتصدير الصواريخ والرصاص والقذائف، وسائر أسلحة الدمار لليمن، بل تواصل بكل الطرق والأساليب، وعبر كل الجبهات إرسال وسائل الخراب لليمن، مضيفا أن تهريب الكتب يتزامن مع تدمير الحوثيين للمساجد وإحراق الكتب العلمية.
وأشار المصدرفي تصريح لـجريده “الوطن” السعوديه إلى أن المراد من إرسال هذه الكتب يتركز في سببين، الأول توزيعها على الأئمة المعينين من جانبهم، وتفخيخ المكتبات بالفكر الاثني عشري الطائفي، إضافة إلى محاولة إلغاء كتب التربية الإسلامية السليمة من المدارس، وتعبئة النش بتلك السموم الفكرية،
وأضاف المصدر أن طهران لم تقصر تدخلاتها في اليمن عند حد تهريب السلاح، من صواريخ وقنابل وألغام وعبوات ناسفة، لتدمير وقتل الشعب اليمني، بل واصلت تدخلاتها العبثية لتغيير الفكر، وأدلجة العقول، وحشوها بأفكار ومعتقدات طائفية، لزرع الفتنة داخل المجتمع اليمني، ويأتي ذلك متزامنا مع قيام الحوثيين بحرق المساجد، وتدمير دور القرآن، وهدم مقرات الحديث، وإلغاء مواد التربية الإسلامية من المدارس، إضافة إلى التمهيد لتغيير كتب المناهج الدراسية.
تنوع الاستهداف
كشف مسؤول أمني أن إيران بعد أن أغرقت اليمن بكل أنواع الأسلحة، واصلت استهدافها لليمن بتلك الكتب المشبوهة، لاستهداف هوية وعقيدة المواطنين، مستغلة في ذلك بسط الحوثي نفوذه على بعض المناطق وسيطرته عليها، فعملت على نشر أفكارها بشكل أوسع، وتوزيع تلك الكتب وتبنيها ضمن خططها الاستراتيجية المذهبية، مضيفا أن طهران، منذ فترة طويلة قامت بإرسال شحنات من الكتب، التي تمنح مجانا وتوزع في الأرياف، على أنها كتب تابعة للمذهب الزيدي، بينما واقعها غير ذلك، ويتم تداولها في المحاضرات وجلسات مقيل القات عبر شباب تابعين للحوثي، مؤكدا أن إيران استهدفت اليمن بكل الوسائل والطرق، سياسيا، واقتصاديا، وفكريا، وثقافيا.
محاولات سابقة
تابع المصدر “هذه المحاولات بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي، حين كانت ترسل الكتب المجانية عبر سفارتها في صنعاء، ويتم استقبالها من قبل أشخاص تابعين لها، ويتم تمريرها إلى صعدة، حيث توزع بشكل كثيف على المكتبات الزيدية، ومن تلك الكتب المعروفة “قرآن فاطمة”، وكتب أخرى تسيء للصحابة رضي الله عنهم، وتشتمهم، وتحاول تشويه صورتهم، وبعد غياب دور السفارة الإيرانية في صنعاء، وتوقف الطيران، لجأت طهران إلى تهريب تلك الكتب، مثلما هو الحال مع مساعيها لتهريب الأسلحة، لتصل إلى خلاياها الحوثية في مناطق سيطرتهم”.
محاولة هدم العقيدة
فيما يتعلق بخطورة تلك الخطوة، والتأثير الكبير لهذه الكتب، قال إن إيران حرصت ولا تزال على هدم العقيدة الصحيحة أولا، وزرع الأفكار التي تتوافق مع مذهبها، لتسيطر على عقول الشباب والصغار، وتزرع الفتنة الطائفية في المجتمع اليمني، مؤكدا أن تلك الكتب تتم طباعتها في المجمع العلمي لأهل البيت، التابع لمنظمة شيعية غير حكومية، وتأسس على يد المرشد الأعلى علي خامنئي، في طهران عام 1990، وأضاف أن طهران لا تتورع عن تهريب الدمار لليمن وكل البلدان الإسلامية، فهي التي غرست القاعدة في اليمن، وقامت بتوريد السلاح لليمن، وكذلك تهريب المخدرات والكتب الطائفية، وأنه يجب على الشعب اليمني أن يقف وقفة حاسمة، مماثلة لعاصفة الحزم، تؤكد أن عقيدتهم الإسلامية الصحيحة خط أحمر والعمل على وقف هذا التمدد الطائفي الخطير.
حتمية الفشل
استبعد المصدر إمكانية تحقيق أي نجاح لهذا المخطط، وقال “لست أظن أهل اليمن، منبع العروبة سيقفون صامتين أمام من يسعى لتغيير دينهم وعقيدتهم، وسيكون لهم موقف واضح ضد الحوثي وتدخلات إيران، مبينا أن اليمنيين كافة سيقفون سدا منيعا أمام أمواج الفساد التي تحيط ببلادهم، وعن طريق عملاء خانوا الوطن والدين بحفنة مال، وأطالب علماء اليمن التحرك بشكل عاجل وقوي لإتلاف تلك الكتب التي أساءت حتى للمذهب الزيدي، ودخلت عبر نافذته لتشوه الصورة الصحيحة للإسلام، وعلماء الزيدية لن يرضيهم ذلك، ولن يصمتوا أو يقفوا مكتوفي الأيدي وسوف تكون لهم كلمتهم إن أرادوا الدفاع عن الإسلام، ومن المؤسف أن تلك الكتب المشبوهة أساءت لكثير من أركان الإسلام، وتطورت تجاوزاتها من مجرد القضايا الخلافية، ووصلت إلى حد الصيام والصلاة، وتطرقت لقضايا الجهاد، وأوردت ما أسمته “الجهاد التفجيري”، وتعرضت لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسعت إلى الانتقاص من حقهم والإساءة لهم”.
كتب مشبوهة
قال الوكيل الأول لمحافظة المهرة، مختار عويض، “إن منفذ شحن يبعد عن الغيضة، عاصمة المهرة بحوالي 250 كيلومترا، وإنه تم ضبط كميات من الكتب المهربة بالمنفذ، مغطاة بالمصاحف، وهي كتب مذهبية تحريضية طبعت في إيران، وعدد الكمية المضبوطة يبلغ 96 كرتونا، كانت محملة على شاحنة صغيرة، ضبطها أمن المنفذ، وتم تحويل القضية للتحقيق، والكتب نتحفظ عليها حاليا بالمحافظة، وهناك مراجعة شاملة للمصاحف، للتأكد من عدم وجود تحريف. وأضاف أن المهرب اعترف بأن الكتب تم شحنها من السوق الحر قبل المنفذ، كاشفا أن هناك 300 كرتون أخرى في طريقها للتهريب من السوق الحر باتجاه المنفذ، وأضاف عويض أن سلطات المنفذ متيقظة لأي عملية تهريب، سواء كانت أسلحة أو كتبا أو غيرها.
تشويه الأفكار
كشف عضو هيئة علماء اليمن نائب رئيس حزب السلم والتنمية، الشيخ عبدالله غالب الحميري، أن المعركة التي تخوضها إيران في اليمن متعددة الوسائل، وتشمل الحرب بالسلاح والفكر والعقيدة، ووسائل أخرى، وقال “قبل البدء في معركة السلاح في اليمن، بدأت إيران تهريب الكتب وتسريبها، قبل قرابة ثماني سنوات، وكانت المجلات الإيرانية القادمة من العراق وغيرها تدخل أرض اليمن وتوزع بغزارة كبيرة ومذهلة، ولا يعرف الناس مصدرها، والبعض يؤكد أنها توزع على الناس من سيارات مجهولة، وتتحدث عن التبشير بالمهدي الذي سيخرج من جبال صعدة ويسمونه اليماني، وتلك العقيدة غرست في صفوف الحوثيين أن حسين الحوثي هو المهدي المنتظر، ولذلك يقاتلون ببسالة، وهذا ناتج عن عقيدة مكرسة بأذهانهم من جانب إيران، التي تسعى لتغيير هوية المنطقة بأكملها، وكما تواصل إرسال المخدرات التي يتعاطاها مقاتلو الحوثي في الجبال، فإنها تعطيهم المخدرات الفكرية، مثل الكتب والمجلات والمطويات، وتقتل البقية بالسلاح، لذلك فهم يسعون في الأرض فسادا، ولا يقل خطرهم عما يقوم به اليهود اليوم”.
تلويث العقول
أضاف عضو هيئة العلماء، أن الحوثيين منذ دخولهم اليمن سعوا إلى تفجير دور العلم والقرآن، وإحراق المساجد ومكاتبها ونهبها، في صنعاء، وصعدة، وتعز، من أجل نشر كتبهم الشيعية، وليس لدينا وسيلة حاليا إلا بعد استعادة الدولة، وبعد رجوع الأمن سوف نستعيد كل شيء، مؤكدا أن هذا المخطط الإيراني، يرمي إلى تلويث عقول الناشئة والأطفال والنساء والرجال، وحتى خريجي الجامعات والمدارس، فهؤلاء ليس لديهم فكر يحصنهم من تلك الكتب. لذلك فإن الوقاية من تلك الكتب تكون من خلال وسائل الإعلام والإرشاد والتوعية بالخطر الرافضي على اليمن.
تغييب الزيدية
أشار الحميري إلى أهمية دور وسائل الإعلام في توعية المواطنين بخطورة المخطط الحوثي، قائلا “ما تزال قنواتنا محدودة بسبب الاحتلال، وحين استعادة الدولة ووسائل التواصل سوف تتم توعية الناس، وللأسف فإن الواقع اليوم يؤكد أن الإعلام الحوثي أقوى من إعلام الشرعية، لذلك يحاولون استغلال هذا الوضع وطمس هوية اليمن من خلال تغيير المناهج الشرعية في المدارس والجامعات، ويضخون تلك الكتب كبديل عن التي تروي التاريخ الإسلامي الصحيح وسير الصحابة، للأسف أيضا فإن الزيدية بكل فئاتها مخترقة، لم تعد هناك زيدية حقيقية وباتت مفرخة للرافضة ولديها قابلية لهذا، بسبب غياب العلماء المتزنين الذين لديهم غيرة على مذهبهم”.
فتوى مضللة
تابع الحميري قائلا “لا نستغرب في ظل هذا الوضع أن تأتي فتوى لحمود المؤيد، يقول فيها إن ما تسمى بـ”الصرخة” – التي هي غير موجودة بالثقافة الزيدية ولا غيرها- هي شعار التوحيد للتصدي لليهود والنصارى وإظهار وإعلان البراءة منهم، هذا مفتي الزيدية الكبير، يضع الصرخة شعارا للتوحيد، فمن باب أولى أن ينزلق الصغار في نفس الفكر، وانجرف بعض علماء الزيدية خلف الحوثيين، إما خوفا أو رغبة في مصالح خاصة، وهناك آخرون خائفون، كما قتل الحوثي أعدادا كبيرة منهم، مثل عبدالكريم جدبان، عضو مجلس النواب وأحد مؤسسي حركة الشباب اليمني، ومع ذلك اغتالوه، ومثله الدكتور عبدالملك المتوكل، وزيد المحطوري، وفي ظل وجود الحوثية لا يستطيع أحد من علماء الزيدية أن يجاهر برأيه، والغالبية إما انساقوا خلف التيار أو تم تغييبهم ولم يعد لهم صوت، أو انساقوا خلف إغراءات مالية”.
مستقبل اليمن
اختتم عضو هيئة العلماء تصريحاته بالقول “أطمئن الجميع بأن اليمن لن يترفض ويتشيع، وأهل اليمن استطاعوا الوقوف في وجه كل المخططات التي أرادت بهم شرا، والحوثي لن يستطيع فرض مذهبه الضال، وهو في الرمق الأخير وقد زرع بنفسه الأشواك في طريقه، واستجلب الأعداء والثارات والعداوات، بعد أن حضر بالسلاح، وحاول ضم الجميع بالقوة إلى مذهبه، وتلك سحابة صيف وسيعود الحق إلى نصابه، وبقدر التحذير من الخطر الرافضي الإيراني الصفوي، فإن التفاؤل كبير واليمن بأهل السنة سيبقى رفيعا، وسيبقى سنيا وهناك من العلماء أعداد كبيرة وهائلة، وهم يمثلون عمقا للدين الإسلامي، وأقوى من ذلك التيار الذي أتى لمصلحة إيران، والحمد لله أن الترابط بين علماء اليمن والخليج دائم وسيبقى، والتاريخ يؤكد أن الزيدية وأهل السنة كانوا يعيشون في سلام، حتى أتى الفكر الحوثي بما يخالف ويفرق ويزرع الفتنة، وسوف تعود الأمور لنصابها، رغم أن الحوثي أحدث شرخا في البنية الاجتماعية للوطن”.