دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، أطراف النزاع اليمني خلال زيارة لصنعاء، الإثنين، إلى الاستفادة من الزخم الدبلوماسي الإقليمي والدولي لإنهاء الحرب وبدء عمليه السلام .
وشدد ا على أهمية توقف الأنشطة العسكرية، بما في ذلك في مأرب، على ضوء التصعيد العسكري الذي تقوده ميليشيات الحوثي الانقلابية، والتي قال إنها “تقوض فرص السلام في اليمن، وتعرض حياة الملايين للخطر”.
وأكد في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين قبيل مغادرته العاصمة صنعاء عقب لقاءاته مع قيادات ميليشيا الحوثي، وجود حاجة ماسة لوقف إطلاق النار على مستوى اليمن لتخفيف وطأة الوضع الإنساني على اليمنيين بشكل فوري، ولفتح الطرق أمام حركة الأشخاص والسلع بحرية، ولإعادة الحياة الطبيعية إلى الملايين من اليمنيين.
وقال مبعوث الأمم المتحدة قبيل مغادرته صنعاء: ”لقد اقترحنا عدة طرق لردم الهوة بين الطرفين.. وهناك قدر غير عادي من الإجماع الدبلوماسي“ لدعم هذه المقترحات.
وأضاف: ”هناك طاقة دبلوماسية حقيقية لم تكن موجودة من قبل“.
وأوضح جريفيث أنّ ”كل مقترحاتنا تضمّنت إعادة فتح هذا المطار الذي نتحدث فيه اليوم“، مشيرا إلى أنّه اجتمع بزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي وحصل منه على ”أفكار“ سينقلها للطرف الآخر.
وأوضح أن الأمم المتحدة توسطت من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار على مستوى اليمن، ورفع القيود المفروضة على حرية حركة الأشخاص والسلع الأساسية من وإلى اليمن. وأكد أن هناك قدرا كبيرا من الدعم الإقليمي والدولي لخطة الأمم المتحدة وجهودها، لكن الأمر الأكثر أهمية من ذلك هو رغبة ودعم اليمنيين لإنهاء الحرب، حسب تعبيره.
وأضاف: “نامل أن يسفر هذا الدعم، وكل العمل الذي أنجزناه مع الأطراف خلال العام الماضي، عن نتائج إيجابية وأن يؤدي إلى اختتام ناجح لعملية التفاوض هذه”.
وأشار المبعوث الأممي إلى أنه لا يمكن كسر دائرة الاضطرابات السياسية والعنف إلا من خلال تسوية تفاوضية تؤدي إلى مستقبل يسوده استدامة الحوار السياسي، لافتاً إلى أنه من الصعب التحول من زمان الحرب إلى السلام الذي يتطلب قبول الأطراف والشجاعة للتخلص من الحرب والتقدم للسلام.
ويجري جريفيث وموفد الولايات المتحدة لليمن تيموثي ليندركينغ، جولات مكوكية في المنطقة؛ لدفع جهود السلام إلى الأمام، في البلد الغارق في الحرب منذ عام 2014، والذي يقف ملايين من سكانه على حافة المجاعة.
ومن المفترض أن يغادر البريطاني مارتن غريفيث (69 عاما) قريبا منصبه الذي يشغله منذ 2018، وقد تم تعيينه مساعدا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في وقت سابق من الشهر الحالي.
ويشهد النزاع في اليمن، الذي اندلع عام 2014، مواجهة دامية بين ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، والحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.
وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى، ودفع نحو 80 % من السكان للاعتماد على الإغاثة، وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة، وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص، وتركَ بلدا بأسره على شفا المجاعة.
وبينما تدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، يطالب المتمردون بفتح مطار صنعاء المغلق منذ 2016 من قبل السعودية، قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.