حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، في مدينة المكلا، الحفل الخطابي والتكريمي الذي اقامته السلطة المحلية بمحافظة حضرموت بمناسبة الذكرى الخامسة لتحرير ساحل حضرموت من قبضة التنظيم الإرهابي والذي يصادف الرابع والعشرين من ابريل.
وفي الحفل الذي بدأ بالسلام الجمهوري وآي من الذكر الحكيم، القى رئيس الوزراء كلمة نقل في مستهلها تحيات وتهاني فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة الى جميع الحاضرين ولكل أبناء حضرموت والوطن عموما بهذه المناسبة.
وقال ” قيمة كبيرة ان نكون معكم وبينكم في يوم تاريخي كهذا لنحتفي بانتصار حضرموت على قوى الإرهاب من تنظيم القاعدة ودحرها بمساندة اشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة”.
وأكد الدكتور معين عبدالملك، ان ذكرى تحرير ساحل حضرموت هو عيد لكل يمني، حيث تم تسطير ملحمة بطولية واسطورية بإسناد من التحالف في دحر عناصر التنظيم الإرهابي التي احتلت المكلا لعام كامل..مشيرا الى ان هذه المعركة الخاطفة والسريعة لتحرير المكلا دون حدوث اضرار كبيرة كانت ثمرة للتخطيط والاعداد الجيد والالتفاف الشعبي البطولي والدعم الكبير من التحالف وخاصة السعودية والامارات.
وأضاف رئيس الوزراء” لقد كان التحالف معنا ولا يزال في محطات مختلفة إدراكاً منهم لخطورة المشروع الإيراني في المنطقة عبر وكلائها من المليشيات، وهذا ما لم يقبل به الشعب اليمني والاشقاء العرب عموما”.
وأشار رئيس الوزراء الى ان الانقلاب الحوثي بمشروعه العنصري والطائفي هو الذي مهد الطريق امام تمدد التنظيمات الإرهابية..مؤكداً ان القاعدة والحوثيين وجهان لعملة واحدة.
ووجه التحية لمحافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية وكل أبناء المحافظة والقيادات العسكرية والامنية وقوات النخبة الذين قدموا نموذجاً في التخلص من الإرهاب وتحرير ساحل حضرموت..لافتا الى الحرص الذي ابداه فخامة رئيس الجمهورية في تأسيس قوات النخبة كقوات منظمة ومساهمة الاشقاء في التحالف بدعمها لتقدم نموذجا مهما في تحقيق الاستقرار بمحافظة حضرموت.
وقال ” مقدار اعتزازنا كبير بمشاركتكم هذه الفعالية لتخليد ذكرى الشهداء والفقرات المتنوعة التي قدمت تشعرنا بالامل بهذا الشباب الواعي والمدرك لخطورة التنظيمات الإرهابية فقد عانينا من التطرف ولن نسمح لتجربة تنظيم القاعدة الإرهابي في حضرموت ان تعود، ومن المهم ان يعرف شبابنا ما يحدث ويكونون على وعي ودراية كاملة لمواجهة الفكر الضال”.
واستذكر رئيس الوزراء محطات التحضير لمعركة تحرير ساحل حضرموت والتخلص من كابوس التنظيم الإرهابي في عملية خاطفة وسريعة شكلت درساً مهماً ينبغي الاستفادة منه.. مشيراً الى ان حضرموت حالياً تمثل النموذج الأفضل للأمن والاستقرار من بين المحافظات اليمنية، وان الحكومة تسعى بالتعاون مع السلطة المحلية الى تعزيز ذلك بتحقيق النهوض الاقتصادي..لافتاً الى ان الإمكانيات الهائلة لمحافظة حضرموت سواء من حيث الثروات او الثقافة والادب والفن والتراث والحضارة تؤهلها لتنافس مدن كبرى.
وقال ” هذا ما يجب ان تكون عليه حضرموت وما نسعى اليه جميعا، وتماسك السلطة المحلية هو نموذج مشرف ومجتمع حضرموت ينشد دائما الدولة بعيدا عن الفوضى والعنف وهذه مقومات أساسية تجعلنا نراهن على دورها الريادي”.
واستعرض الدكتور معين عبدالملك، التحديات والاشكاليات القائمة في الجوانب المعيشية للمواطنين بما في ذلك تدهور العملة والمعاناة الاقتصادية ..وقال ” نحن ندرك هذه التحديات التي افرزتها الحرب ونعمل بجهد استثنائي على معالجتها ويجب ان يعلم الجميع اننا نخوض معركة تتطلب تعبئة دائمة، ومن المهم ان نتماسك جميعا للعمل على حلها”.
كما استعرض رئيس الوزراء، مستجدات الأوضاع العسكرية والميدانية في المعركة ضد مليشيا الحوثي الانقلابية خاصة في جبهات مارب ..مؤكدا ان مارب معركة كل اليمنيين والعرب لهزيمة المشروع الإيراني عبر وكلائه من مليشيات الحوثي الانقلابية..مشيرا الى ان مليشيا الحوثي تقابل كل دعوات السلام وحرص الحكومة على انجاحها بالمزيد من التصعيد العسكري.
من جانبه أوضح محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج البحسني، ان احتفال هذا العام يتميز بتواجد رئيس الوزراء وجمع من الوزراء والمسؤولين والذي يضفي روح تضامن القيادة السياسية العليا مع السلطة المحلية والمواطنين بحضرموت وتعبير عن تقدير القيادة السياسية لما اعتمل في حضرموت..مشيرا الى الاحتفال بذكرى الانتصار على قوى الشر والعدوان تنظيم القاعدة الإرهابي وما أكده أبناء حضرموت ومن خلال نخبتهم العسكرية قدرتهم وجدارتهم في الدفاع عن حياض حضرموت وترابها ومواطنيها وشاركت بقسط كبير في حرب العالم على الإرهاب.
ولفت البحسني الى مستوى التطور الكبير الذي شهدته المؤسسات العسكرية والأمنية وتحولها التدريجي لتغدو قوة نظامية منضبطة، إضافة الى التطور الملموس في الجانب الأمني ..
وقال ” لا يمكن نكران ان وضع محافظتنا حضرموت يمثل حالة نموذجية مقارنة مع باقي بل وجميع محافظات الوطن”..معلناً عن منح جميع شهداء عملية التحرير درع المنطقة وميدالية التحرير، وتكريم القادة والضباط والصف والجنود لادائهم المتميز بمنحهم درع المنطقة، ومنح قوة التحالف العربي من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية السودان درع المحافظة، إضافة الى منح القادة من قادة التحالف الذين كان لهم دور بارز في قيادة ودعم عملية التحرير لوحة حضرموت.
والقيت في الحفل عدد من الكلمات والقصائد الشعرية المعبرة عن المناسبة، إضافة الى ريبورتاج عن ملحمة النصر.
كما تم تقديم اوبريت بعنوان “رحلة النصر” والذي جسد معاناة ساحل حضرموت اثناء سيطرة العناصر الإرهابية وعملية التحرير وما رافقها من تضحيات توجت بالنصر.
وفي ختام الحفل جرى تكريم فخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ودولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك وقوات التحالف العربي التي ساهمت في تحرير ساحل حضرموت ووكيل محافظة حضرموت عمرو بن حبريش وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء صالح طيمس وعضو مجلس الشورى اللواء عبدالرحيم عتيق وأركان حرب المنطقة العسكرية الثانية العميد عويضان سالم عويضان، بدرع المحافظة والمنطقة العسكرية الثانية وميدالية التحرير، إضافة الى عدد من القادة العسكريين والضباط والصف ضباط والجنود وشهداء معركة تحرير ساحل حضرموت.
حضر الحفل وزراء المالية سالم بن بريك والصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح والتربية والتعليم الدكتور طارق العكبري، ومدير مكتب رئيس الوزراء المهندس انيس عوض باحارثة وعدد من وكلاء محافظة حضرموت وقيادات السلطة المحلية والتنفيذية والقيادات العسكرية والأمنية، والشخصيات الاجتماعية ومسؤولي الأحزاب والتنظيمات السياسية بالمحافظة.