وصف وزير الاعلام معمر الارياني ،يوم 21 سبتمبر 2014 المشئوم بأنه أحد أيام الجمهورية الحالكة السواد، وأكبر انتكاسة في تاريخ اليمن الحديث منذ انطلاق شرارة الثورة المباركة في 26 سبتمبر 1962، والذي حاولت فيه مليشيا الحوثي إعادة البلد لعهود الحكم الكهنوتي البائد، وتحويله لمقاطعة ايرانية.
وقال وزير الإعلام في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) “في هذا اليوم المشئوم ذكرى التمرد والانقلاب استغلت مليشيا الحوثي المدعومة من ايران الازمة السياسية، واجتاحت العاصمة المختطفة صنعاء بقوة السلاح وعناصرها ومسيرتها الفوضوية القادمة من جروف صعده، بمزاعم الغاء الجرعة السعرية واقالة الحكومة والشراكة الوطنية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، فاسقطت مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وحاصرت فخامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ووزراء الحكومة”.
واضاف الارياني” ان هذه المطالب والشعارات الرنانة كانت مجرد غطاء لإعادة الحكم الكهنوتي البائد بعد خمسة عقود من الثورة اليمنية المباركة، وتنفيذ المخطط التوسعي الايراني في السيطرة على العاصمة العربية الرابعة، وتحويل اليمن منصة لاستهداف دول الجوار وتهديد حركة التجارة الدولية”.
وقال “تنفيذا لهذا المخطط الشيطاني سيطرت مليشيا الارهاب الحوثية على العاصمة وفرضت سطوتها على مؤسسات الدولة ونهبت عتاد الجيش، والاحتياطي النقدي والخزينة العامة، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات لقيادات الدولة والقيادات السياسية والاجتماعية والاعلاميين والصحفيين”.
واشار وزير الاعلام الى ان مليشيا الحوثي ارتكبت منذ انقلابها ابشع الجرائم والانتهاكات، وفجرت المنازل والمدارس والمساجد، وقصفت المدن والاحياء السكنية، قتلت واختطفت واعتقلت وعذبت وشردت، ووضعت الملايين دون خط الفقر والمجاعة، قطعت الرواتب، جندت الأطفال، وجعلت حياة اليمنيين جحيم لا يطاق.
وتابع الوزير الارياني “عطلت مليشيا الحوثي العمل بالدستور الذي توافق عليه اليمنيين واصدرت ما اسمته “اعلان دستوري”، وجمدت الحياة السياسية، والتعددية الحزبية، وعطلت الحقوق، وصادرت الحريات، وكممت الافواه، وقمعت المجتمع، وطبقت أحكامها العرفية، واستخدمت القضاء لتصفية حساباتها السياسية”.
ولفت الارياني الى ان مليشيا الحوثي قادت البلد لحمام دم، وقامرت بحياة اليمنيين وحقهم في العيش بعزة وكرامة، قصفت المدن والاحياء السكنية بالصواريخ الباليستية وزرعت الألغام والعبوات الناسفة، وقادت عشرات الآلاف من عناصرها لمحارق مفتوحة قرابين لنزواتها التسلطية ومخططات ايران التخريبية.
ونوه وزير الاعلام ،الى ان مليشيا الحوثي مارست منذ انقلابها حملات تضليل ممنهجة بهدف مسخ هوية اليمنيين، وتجريف موروثهم الثقافي والحضاري، عبثت بالمناهج التعليمية، واستخدمت منابر المساجد لتسميم العقول ونشر أفكارها الطائفية الدخيلة على المجتمع، وإقامة احتفالاتها الدينية المستوردة من ايران.
واكد الارياني ان الحروب العبثية التي دشنتها مليشيا الحوثي منذ انقلابها قوضت ما حققه اليمنيون منذ ثورتهم المباركة من مشاريع تنموية واستراتيجية، ومشاريع البنى التحتية، والخدمات الأساسية “التعليم، الصحة، الطرق، والجسور”، وأعادت اليمنيين عقودا للوراء لعصور الجهل والفقر والمرض.
واشار الارياني الى انه رغم نهبها للخزينة وايرادات الدولة لم تضع مليشيا الحوثي منذ انقلابها حجر الأساس لمشروع تنموي واحد، فلم تفتح مدرسة أو معهد أو جامعة، لم تشق او تعيد ترميم طريق، وكل ما أنجزته هو افتتاح مئات المقابر في المدن والقرى والعزل لدفن قتلى عدوانها الغاشم على اليمنيين..لافتاً ال ان مليشيا الحوثي حاولت منذ انقلابها جر اليمن بعيدا عن جوارها الجغرافي وفضائها العربي، واقحامها في محاور اقليمية معادية، والإساءة لعلاقات اليمن والشعب اليمني التاريخية باشقاءه وأصدقائه عبر تحويل الأراضي اليمنية قاعدة لاستهداف دول الجوار وتهديد المصالح الدولية.
وقال وزير الاعلام ” ان انقلاب مليشيا الحوثي كبد الاقتصاد الوطني خسائر كارثية فادحة، ودمر القطاع الخاص، وتسبب بأكبر كارثة انسانية -بحسب توصيف الامم المتحدة- وقاد ملايين اليمنيين نحو خط الفقر والمجاعة، وسرق الغذاء من افواه الجوعى، وخلف أكبر موجة نزوح “داخلي، خارجي” في تاريخ اليمن”.
وشدد الارياني على ان مليشيا الحوثي تلاعبت بالجهود الدولية لإنهاء الحرب ووضع حد للمعاناة الانسانية، وعطلت الحلول السياسية للازمة، واستغلت جولات الحوار لالتقاط الأنفاس وتعويض خسائرها البشرية وتهريب الأسلحة الايرانية، والاستعداد لفتح جبهات حرب جديدة وتصعيد عدوانها على اليمنيين.
ومن ناحيه اخري اقشت ندوة عقدت في مدينة مأرب اليوم، بعنوان (21 سبتمبر.. نكبة وطن ومقاومة شعب)، آثار وتداعيات انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على حياة اليمنيين، نظمها مركز العاصمة الإعلامي.
واستعرضت الندوة تقرير عن انتهاكات المليشيا تناول ثلاثة ملفات، ابرزها “الفوضى الأمنية في العاصمة صنعاء، وتدمير العمل الخيري والإنساني، والاستهداف الممنهج للقطاع الخاص.
وأكد مستشار وزارة حقوق الإنسان عبدالخالق الرداعي، عن جنايات انقلاب ميليشيا الحوثي على الشعب اليمني في مصادرة أساسيات حياته ومعيشته، من مصادرة المرتبات ونهب احتياطي البنك المركزي وإيرادات مؤسسات الدولة، وتدمير الاقتصاد الوطني.
فيما أوضح مدير مركز العاصمة الاعلامي عبدالباسط الشاجع، أن التقرير الحقوقي، وثق (913) جريمة فوضى أمنية، في نطاق أمانة العاصمة صنعاء منذ يناير وحتى نهاية اغسطس 2020، تنوعت ما بين سلب ونهب وقتل..مشيراً الى أن المشهد الأمني في أمانة العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الواقعة الواقعة تحت ميليشيا الحوثي يزداد قتامة، في ظل ارتفاع معدل الجريمة بالتوازي مع تغول وانتشار العصابات المسلحة بتواطؤ من قيادات حوثية.