واصل إشبيلية الإسباني مشواره في مسابقته المفضلة وبلغ الدور ربع النهائي للدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” بفوزه المستحق على روما الإيطالي 2-صفر في دويسبورغ الألمانية، فيما حقق ولفرهامبتون الإنكليزي انجازا تاريخيا بتأهله الى هذا الدور للمرة الأولى منذ 1972.
وبعد توقف دام قرابة خمسة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، عاودت المسابقة القارية الثانية من حيث الأهمية نشاطها الأربعاء خلف أبواب موصدة بتأهل شاختار دانييتسك الأوكراني وكوبنهاغن الدنماركي ومانشستر يونايتد الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي الى ربع النهائي الذي ستقام جميع مبارياته في ألمانيا من لقاء واحد بسبب تداعيات التوقف الذي تسبب به “كوفيد-19”.
وقبل توقف المنافسات في آذار/مارس الفائت، أقيمت ست مواجهات من أصل ثماني في ذهاب الدور ثمن النهائي، إذ حال فيروس “كوفيد-19” دون إقامة المواجهتين الايطالية-الاسبانية بين إنتر ميلان وخيتافي من جهة، وروما وإشبيلية من جهة أخرى، وذلك لأن البلدين كانا الأكثر تضررا من الجائحة في القارة ما أدى الى إغلاق الحدود ببينهما وبالتالي تعذر سفر الفرق.
واتخذ الاتحاد الاوروبي للعبة “ويفا” قرارا في شهر تموز/يوليو الفائت بإقامة مباريات الاياب المتبقية من الدور ثمن النهائي في ملاعب الاندية الخاصة بها، باستثناء لقاءي انتر مع خيتافي وروما مع اشبيلية، اللذين أقيما بنظام الإقصاء من مباراة واحدة في ألمانيا، على أن تستكمل المنافسات على هذا النحو في مدن كولن ودويسبورغ وغيلسنكيرشن ودوسلدورف الألمانية اعتبارا من الدور ربع النهائي حتى المباراة النهائية المقررة في 21 آب/أغسطس.
وقد حسم إنتر ميلان الأربعاء المواجهة الإيطالية-الإسبانية الأولى بفوزه 2-صفر في غيلسنكيرشن، لكن إشبيلية رد الاعتبار لإسبانيا بإقصائه ممثل العاصمة الإيطالية ومواصلة مشواره في المسابقة التي توج بلقبها خمس مرات (رقم قياسي)، بينها ثلاث على التوالي بين 2014 و2016.
كما تأهل باير ليفركوزن بتجديده فوزه على ضيفه رينجرز بهدف سجله الفرنسي موسى ديابي (51)، وذلك بعد أن فاز ذهابا خارج قواعده 3-1، فيما استغل ولفرهامبتون الإنكليزي وبازل السويسري عامل الأرض للبناء على نتيجتي الذهاب (1-1 و3-صفر تواليا) والتأهل على حساب أولمبياكوس اليوناني وإينتراخت فرانكفورت الألماني بالفوز عليهما بنتيجة واحدة 1-صفر.
ويلتقي إشبيلية في ربع النهائي المقرر الإثنين والثلاثاء المقبلين مع ولفرهامبتون، فيما يلعب ليفركوزن مع إنتر ميلان، مانشستر يونايتد مع كوبنهاغن، وشاختار مع بازل.
– “تفوقوا علينا في كافة النواحي” –
على ملعب “أم أس في-أرينا” في دويسبورغ، تأهل إشبيلية عن جدارة مواصلا الإيجابية بعدما حافظ على سجله الخالي من الهزائم في جميع المسابقات للمباراة الثامنة عشرة تواليا، بينها 11 خاضها في الدوري المحلي بعد الاستئناف ما سمح له بالحلول رابعا والتأهل بالتالي الى دوري الابطال الموسم المقبل.
من جهته، عجز روما عن استثمار نهايته القوية للموسم المحلي وفوزه في المرحلة الاخيرة من الدوري على يوفنتوس البطل، وفشل بالتالي للمشاركة الثامنة تواليا في المسابقة (يوروبا ليغ وكأس الاتحاد الأوروبي) بالتأهل الى ربع النهائي.
وأقر القائد البوسني لروما إدين دزيكو بأن “كل شيء” سار بشكل شيء بالنسبة لفريقه في هذه المباراة، موضحا لشبكة “سكاي سبورت” الإيطالية “لم ندخل أبدا في أجواء المباراة، من البداية حتى النهاية. لقد تفوقوا علينا في كافة النواحي… من الواضح أننا كنا نفتقد شيئا ما”.
وتابع “أشعر بخيبة لأنها لم تكن مباراة جيدة. لم ندخل في أجوائها وهذا ما يجعلني أشعر بخيبة أكثر من أي شيء آخر”.
وكان الفريق الإسباني الأخطر في مستهل مواجهته الأولى مع ممثل العاصمة الإيطالية وكان قريبا من افتتاح التسجيل عبر رأسية الفرنسية جول كونديه، إلا أن الحظ عانده لأن الكرة ارتدت من العارضة (12).
وأثمر ضغط النادي الأندلسي عن هدف في نهاية المطاف عبر سيرخيو ريغيلون الذي وصلته الكرة من الأرجنتيني إيفر بانيغا، فتوغل في المنطقة قبل أن يسددها أرضية قوية، مرت من بين قدمي الحارس الإسباني باو لوبيز وتهادت في شباكه (22).
وكان ريغيلون راضيا تماما عن “الأداء الممتاز على كافة الأصعدة. سنستمتع به الليلة، ونعيد شحن بطارياتنا والاستعداد للنهائي التالي (بمثابة نهائي) بعد أيام قليلة مقبلة”.
– في ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1972 –
ونشط روما بعد ذلك بحثا عن إدراك التعادل لكنه عجز عن الوصول الى شباك الحارس المغربي ياسين بونو، ثم ومن هجمة مرتدة سريعة انطلقت من منتصف منطقة النادي الأندلسي وبمجهود فردي مميز للأرجنتيني لوكاس أوكامبوس على الجهة اليمنى، عزز فريق المدرب خولن لوبيتيغي تقدمه بهدف ثان سجله المغربي يوسف النصيري في الثواني الأخيرة من الشوط الأول (44).
وعلى رغم بعض المحاولات من قبل الفريقين بعد استراحة الشوطين، أبرزها لإشبيلية في الوقت بدل الضائع من ركلة حرة نفذها بانيغا وارتدت من العارضة، بقيت النتيجة على حالها حتى النهاية التي شهدت طرد جانلوكا مانشيني من روما بعد الاحتكام الى تقنية “في أيه آر” التي أظهرت ضربه بالكوع للهولندي لوك دي يونغ (10+90).
وفي إنكلترا، حقق ولفرهامبتون انجازا كبيرا ببلوغه ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 1971-1972 حين واصل طريقه حتى النهائي قبل الخسارة أمام مواطنه توتنهام، وذلك بفوزه على ضيفه أولمبياكوس بهدف وحيد سجله المكسيكي راوول خيمينيز من ركلة جزاء في الدقيقة 8.
ويشارك ولفرهامبتون قاريا للمرة الأولى منذ موسم 1980-1981 حين خرج من الدور الأول لكأس الاتحاد الأوروبي على يد إيندهوفن الهولندي، وقد بدأ عودته القارية هذا الموسم بدورين تمهيديين وآخر فاصل (ست مباريات) قبل أن يتأهل الى الدور الثاني عن مجموعة ضمت براغا البرتغالي وبشكتاش التركي وسلوفان براتيسلافا السلوفاكي، ثم الى ثمن النهائي على حساب إسبانيول الإسباني.
ومن جهته، جدد بازل فوزه على إينتراخت فرانكفورت الذي سقط ذهابا على أرضه صفر-3، وهذه المرة بهدف متأخر سجله فابيان فراي في الدقيقة 88.