قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اليوم الثلاثاء، والوفد المرافق له الذي يزور جمهورية مصر العربية، بزيارة الى العاصمة الإدارية الجديدة، التي تعد المشروع الاستثماري الأول في مصر، والمخطط ان تكون احدث عاصمة في العالم.
وطاف رئيس الوزراء والوفد المرافق له بعدد من المشروعات التنموية والصروح المعمارية في العاصمة الإدارية الجديدة والتي تم الانتهاء من تشييدها وإنجازها، واستمع الى شرح من القائمين على مشروع العاصمة الإدارية الجديدة حول مكوناتها ومراحل تنفيذها والخطوات التي تم إنجازها، وما يمثله هذا المشروع من قاطرة للتنمية الحقيقية في مصر خلال المرحلة الحالية والمقبلة.
واستمع الدكتور معين عبدالملك، من رئيس مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والعضو المنتدب اللواء مهندس احمد زكي عابدين، ونائب وزير الإسكان والمرافق والتجمعات العمرانية المهندس خالد عباس الى شرح حول مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، الذي يهدف إلى تأسيس مدينة إدارية اقتصادية جديدة جاذبة للاستثمار، وتفريغ العاصمة الحالية من التكدس والازدحام.
ورحب اللواء عابدين برئيس الوزراء والوفد المرافق له في هذه الزيارة للتعرف على مشروع العاصمة الإدارية الجديدة والتي تعد استثمار عبقري وستحقق نقلة حضارية نوعية، وتعتمد على احدث تكنولوجيات العصر بالتعاون مع جميع الشركات العالمية.. لافتا الى ابعاد اختيار الموقع للعاصمة الجديدة، شرق مدينة القاهرة وذلك لموقعها المتميز وقربها من منطقة قناة السويس والطرق الإقليمية والمحاور الرئيسية ويبلغ عدد السكان المستهدف خلال المرحلة الأولى حوالى 0.5 مليون نسمة بالإضافة إلى عدد 40 إلى 50 ألف موظف حكومي يتم نقلهم بالمقرات الجديدة، مع التخطيط لزيادة الطاقة الإستيعابية إلى 100 ألف موظف بعد الثلاثة أعوام الأولى.
كما تم عرض فيلم تسجيلي عن الموقف الحالي للمشروعات الجاري تنفيذها والمشروعات التي تم الانتهاء منها، فضلا عن استعراض مشروع العاصمة الإدارية الجديدة البالغ مساحتها الاجمالية 170 ألف فدان، وعدد السكان عند اكتمال نمو المدينة 6.5 مليون نسمة، وعدد فرص العمل المتولدة حوالي 2 مليون فرصة عمل.
ويتم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 40 ألف فدان يحتوي على الحي الحكومي بمساحة 650 فدان، وتضم أيضا بداخلها منطقة الأعمال المركزية، والتي يوجد بداخلها 20 برجا سكنيا من بينها البرج الأكثر ارتفاعا في أفريقيا بارتفاع 386 مترا.
وأعرب رئيس الوزراء عن اعجابه بما شاهده في العاصمة الإدارية الجديدة والتي تعبر عن الإرادة والرؤية الحكيمة للقيادة السياسية المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. منوها بما تشهده مصر من تحول نوعي في الإدارة والفكر والقيادة.
ولفت الدكتور معين عبدالملك، الى ان هذا المشروع العملاق للعاصمة الإدارية الجديدة سينقل مصر نقلة حضارية وتاريخية على كافة المستويات، مؤكدا على أن ما تحقق على أرض الواقع في هذا المشروع إعجاز مصري غير مسبوق، وان اليمن حريصة على الاستفادة من الخبرات والتجارب في مرحلة التعافي وإعادة الاعمار.. مشيرا الى ان إعادة الاعمار والبناء هو احد الوسائل الفعالة لإنهاء الحرب وتوجيه الطاقات نحو العمل والبناء وليس للحرب والدمار.
وأكد رئيس الوزراء، ان اليمن حريصة على الاستفادة من الخبرات والتجارب المصرية في المجتمعات العمرانية ولديها طموح كبير في هذا الجانب.
رافق رئيس الوزراء خلال الزيارة وزراء الخارجية محمد الحضرمي والمغتربين علوي بافقيه، والصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم والكهرباء والطاقة محمد العناني، وسفير اليمن لدى القاهرة الدكتور محمد مارم، ومدير مكتب رئيس الوزراء انيس باحارثه، وعدد من المسؤولين المصريين.
وعلي صعيد اخر أشاد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، بالدور التنويري لعدد من المفكرين والمثقفين والباحثين المصريين في الوقوف الى جانب اليمن وشعبها في معركتهم المصيرية والوجودية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً وتحقيق السلام والاستقرار، والتعريف بمخاطر هذه الحركة الفاشية على حاضر ومستقبل اليمن والخليج والمنطقة العربية بشكل عام.
جاء ذلك خلال لقائه، اليوم، في العاصمة القاهرة على هامش زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية، نخبة من المثقفين والباحثين والمفكرين المصريين، الذين تبادل معهم الرؤى والأفكار حول مجمل التطورات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية، وتشخيص تداعياتها في الحاضر والمستقبل، وآليات التعاطي معها.
وركز اللقاء ،على الحرب التي يخوضها الشعب اليمني لاستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياٍ، والجهود المبذولة لتوحيد صف الشرعية وتجاوز التباينات من خلال تنفيذ اتفاق الرياض، وبما يساعد على إجهاض المشروع الإيراني ووكلائه من مليشيا الحوثي، لما لهذا المشروع من مخاطر على الأمن القومي العربي، وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
كما جرى تحليل التحركات والتدخلات غير العربية في المنطقة، والمصالح المشتركة في توحيد الجهود لمواجهة هذه التدخلات، وكذا أداء الأمم المتحدة في اليمن، والدور والموقف المصري الداعم للشرعية اليمنية، وما يمكن القيام به على المدى القصير لحماية سياج المصالح وتفادي المخاطر المشتركة، وتحقيق أهداف تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وقدم رئيس الوزراء، احاطة شاملة ومكثفة حول الملف اليمني بكافة تعقيداته وما تبذله الحكومة الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وبدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية للتعاطي مع التحديات وتجاوزها حتى تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن..مشيرا الى خطورة الحوثية كحركة فاشية وارتباطها بايران التي تستخدمهم كذراع لها لابتزاز المجتمع الدولي..لافتا الى اصطدام كل محاولات الحل السياسي برفض وتعنت مليشيا الحوثي والخيارات البديلة لدى الشرعية والتحالف الداعم لها.
وطرح المفكرين والمثقفين والباحثين والذين لهم كتب وكتابات وأبحاث كثيرة عن اليمن في مختلف الجوانب، عدد من التساؤلات حول تطورات الأزمة اليمنية، ورؤاهم الاستشرافية لكثير من القضايا المتصلة بها، والتشارك في الوصول الى رؤى ومفاهيم تساعد على استجلاء تعقيدات الملف اليمني، وما يمكن ان تقدمه مصر على المستوى الرسمي والشعبي في هذا الجانب.. معربين عن تقديرهم لما طرحه دولة رئيس الوزراء امامهم من رؤية شاملة لم تقتصر على التشخيص فقط بل تتضمن آليات ومخارج عملية يمكن البناء عليها للسير نحو السلام والتعافي واستعادة الدولة اليمنية.
حضر اللقاء وزيري الخارجية محمد الحضرمي والاعلام معمر الارياني وسفير اليمن لدى القاهرة الدكتور محمد مارم ومدير مكتب رئيس الوزراء انيس باحارثه ورئيس الجهاز التنفيذي لاستيعاب تعهدات المانحين ودعم سياسات الإصلاحات علاء قاسم، ومستشار رئيس الوزراء مطيع دماج.