لم تكتف المليشيات الحوثيه بسرقة خيرات وثروات اليمن، بل امتدت أذرعها للعبث بأحلام الطفولة وإهدارها لحقوقها عبر عمليات التجنيد القسري التي لم تتوقف أبداً منذ 5 سنوات. منذ انقلابها علي الشرعيه
لم تتوقف للحظة واحدة منذ أن دشنت حربها على الشعب عن عملية استقطاب الأطفال وتجنيدهم، بطرق شتّى وأساليب متعددة، لكنها في العامين الأخيرين صعدت من أساليبها في الاستقطاب والتجنيد، في المدارس والمساجد والأسواق والأحياء الفقيرة، والأندية الرياضية.
نهج مليشيا الحوثي في تجنيد الأطفال، استلهمته من نظام ملالى إيران الذين استخدموا الأطفال وقودا لحروبه واستقطاب المنظمات الإرهابية لهم ليصبحوا أدوات للقتل وتهديد الأمن والسلم الدولي.
ومع النقص الحاد في عناصرها في جبهات القتال، أطلق مسؤولو المليشيا في صنعاء مجموعة من أزلامها إلى المدارس، وحولت طابور الصباح والإذاعات المدرسية إلى وسيلة من وسائل التعبئة والاستقطاب، فضلاً عن توجيه الأنشطة المدرسية لما يخدم عمليات الاستقطاب والتجنيد.
وحين لم يتحقق مبتغاهم عمدت مليشيا الحوثي خلال العامين الأخيرين إلى تخريب النظام التعليمي في مناطق سيطرتها وامتنعت عن دفع رواتب المعلمين الأمر الذي دفع الأطفال لترك المدارس لتسهيل عملية استقطابهم للقتال.
ولا تجد الميليشيا أي غضاضة في المفاخرة والتباهي بتسليح الأطفال والاستعراض بهم، كما تفعل عادة في مهرجاناتها الاستعراضية المسلحة التي تنقل وقائعها وسائلها الإعلامية.
غسل الأدمغة
خلال العام الماضي أقامت المليشيا الحوثية دورات طائفية فكرية من خلال إنشاء أكثر من 3 آلاف مركز صيفي في صنعاء ومختلف مناطق سيطرتها، لغرض الاستقطاب والتجنيد.
المليشيا مستمرة في استقطاب الأطفال تحت سن 18، وإدخالهم دورات طائفية تقيمها في عدد من مساجد العاصمة حيث أوضحت مصادر أن المليشيا خصصت المساجد لمبيت الأطفال والشباب الملتحقين بصفوفها، بالإضافة إلى إقامة دوراتها الطائفية وتدريس ملازم مؤسسها حسين الحوثي ودروس شقيقه عبدالملك الحوثي.
الأطفال المرتبطين بالمليشيا المسلحة يتعرضون لعنف هائل ويضطرون غالبًا لمشاهدة وارتكاب أعمال العنف ويتعرضون للإيذاء أو الاستغلال أو الإصابة أو حتى القتل، ويحرمهم هذا الوضع من حقوقهم، ويصاحبه غالبًا عواقب جسدية ونفسية قاسية.
وكانت منظمة يمنية معنية بالدفاع عن حقوق الأطفال “سياج” ذكرت في تقارير سابقة لها، أن الأطفال والقصر شكلوا نحو 50% من مقاتلي الحوثيين خلال حروبهم منذ 2004.
الكثير من الأطفال الذين تجندهم مليشيا الحوثي تنتهي بهم رحلة الموت الحوثية صورا معلقة في الجدران بعد أن تعيدهم المليشيا الحوثية لأهاليهم صناديق فارغة تاركة الألم في نفوس وقلوب أمهاتهم وذويهم.
قصص مأساوية
مقاطع فيديو أظهرت العديد من القصص التي تحدث فيها الأطفال عن كيفية استدراجهم من قبل المليشيا الحوثية من مناطق صنعاء وذمار وتعز إلى صفوف المليشيا بعد أن تم إغراؤهم بالحصول على مبالغ ضئيلة من الأموال وأسلحة شخصية.
وبحسب ما أظهرته المقاطع المصورة التي أدلى فيها الأطفال الأسرى بشهاداتهم، كانت عناصر الجماعة الحوثية يوهمونهم بأنهم سيذهبون للمشاركة في مقاتلة الأميركيين والإسرائيليين الذين يحاولون غزو اليمن بحسب مزاعمهم، كما كشف أطفال آخرون أن مسلحي المليشيا كانوا يجبرونهم على تقدم صفوف القتال ويهددون من يتراجع منهم بالتصفية الجسدية.
وتضمنت شهادات بعض الأطفال أن عناصر المليشيا قاموا باختطافهم من الأسواق والزج بهم في السجون قبل أن يتم تخييرهم بين القتال إلى جانب المليشيا أو البقاء في السجن، كما كشفت الشهادات عن وسائل حوثية مختلفة لاستدراج صغار السن، منها استغلال الأوضاع المادية المتدهورة لأسر هؤلاء الأطفال.
أهداف طائفية
يجمع حقوقيون ومختصون على أن الهدف الظاهر للكثيرين، أن تجنيد الأطفال من قِبل إيران وبعض الجهات الإرهابية هدفه توفير الجنود للمساندة في أعمال القتال، ولكنّ السبب الأقوى هو أن هؤلاء الصبية هم الأقل كلفة والأكثر طاعة لتحقيق أجندة مستقبلية تسيطر بها إيران على المستقبل العربي ممثّلاً بالشباب.
وأكدوا أن إيران والمليشيا الموالية لها تعتمد استراتيجية أبعد بكثير، تسعى من خلالها إلى السيطرة على العقول قبل الأبدان والولاء الفكري والعقائدي الأعمى وبالتالي تحقق سيطرتها الطائفية.
وأشاروا إلى أن الدروس العقائدية والتحريضية والتدريبات العسكرية تمثل أبرز ما يتلقاه الأطفال ضمن خطة ممنهجة هدفها غسل أدمغتهم، لافتين إلى أن الميليشيا تبدأ في منح الأطفال تدريباً مذهبياً لما لا يقل عن شهر، يعقبه تدريب عسكري في واحدة من قواعدهم في البلاد.