تعتقد الميليشيا أن قتل الشهود، والتخلص من الأصوات الرافضة للإنقلاب في محافظة ذمار من خلال القتل ، الترهيب، الاختطاف والتهجير هو السبيل الأمثل لإخفاء ممارساتها والتستر على جرائمها البشعة ضد سكان المحافظة،وأنها ستتمكن من عزل المحافظة عن العالم الخارجي،واخفاء ما يدور فيها من جرائم يومية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من خلال شن حرب مسعورة ضد الصحفيين..
اكثر من ٥ أعوام بداتها الميليشيا الحوثية بحملات تشوية وتحريض منظمة ضد الصحفيين في محافظة ذمار،حيث عملت على تلفيق لهم التهم ،و مضايقة أقاربهم وأسرهم،كما لم تتوانى عن ارتكاب ابشع جرائم القتل والاختطاف والتعذيب ضد الصحفيين التي ترقى الى مستوى جرائم حرب ضد الانسانية.
جعلت ميليشيا الحوثي الإرهابية من استهداف الأسرة الصحفية والاعلامية في محافظة ذمار والسعي لاسكات الأصوات الحرة أحد أهم أولوياتها منذ الوهلة الأولى لاجتياح المحافظة أواخر العام ٢٠١٤.
تحت بند ” سري للغاية” ظهرت وثائق مسربة تضم قائمة بأسماء صحفيين واعلاميين ونشطاء من أبناء المحافظة، وتضمنت توجيهات صارمة من قيادة الميليشيا لعناصرها تقضي بسرعة ضبط عشرات الاعلاميين والصحفيين والنشطاء من أبناء المحافظة الرافضين لإنقلابها على الشرعية..
سرعان ما تناقصت تلك القائمة المسربة التي تضمنت اسماء الصحفيين يوم بعد آخر بفعل جرائم الميليشيا التي غيبت بعض أصوات أولئك الأحرار شيئا فشيئا،وتعرضوا للإختطاف والإخفاء القسري والتعذيب واحد تلو الآخر، وطالت الكثير منهم أيدي عصابات الميليشيا ،في إستهداف ممنهج هو الأسوأ من نوعه على الإطلاق ضد حملة الأقلام ورجال الصحافة والإعلام.
حتى اليوم لم تتوقف الميليشيا عن مضايقة أسر الصحفيين حتى بعد رحيلهم، ها هي أسرة الزميل الشهيد عبدالله قابل تتعرض لجريمة جديدة رغم مرور ٥ سنوات على استشهاده،حيث فجع ابناء ذمار الأحد الماضي بنبأ رحيل محمد العزي قابل والد الصحفي الشهيد عبدالله قابل ، بعد يوم من إفراج مليشيات الحوثي عنه وذلك إثر تدهور حالته الصحية خلال فترة اختطافه في أحد سجون المليشيات في محافطة ذمار،حيث لفظ أنفاسه الاخيره في منزله في مدينة ذمار متأثراً بحالته الصحية المتدهوره جراء ما تعرض له من تعذيب نفسي وجسدي خلال فترة الاختطاف، في حين لايزال أبناء الفقيد قابل الثلاثة عبدالرحمن ومحمد واسامة مختطفين في سجون المليشيات الحوثية، وهو ما يعد جريمة حرب تتعرض لها هذه الأسرة..
كانت فاجعة اختطاف واستشهاد الزميلين الصحفي يوسف العيزري والصحفي عبدالله قابل – اللذين وضعتهما ميليشيا الحوثي الإجرامية في موقع عسكري مستهدف في جبل هران بمدينة ذمار مع عشرات المختطفين دروعاً بشرية وقتلوا بقصف للطيران في مايو ٢٠١٥ أولى جرائمها المروعة ضد الصحفيين في محافظة ذمار، وجريمة غير مسبوقة صعق لها الوسط الصحفي والاعلامي والإنساني ليس في ذمار فحسب، بل على مستوى اليمن والعالم.
حرب شعواء خلفت عشرات الضحايا من الصحفيين والكتاب والإعلاميين والنشطاء في ذمار بينهم شهداء ومصابين ممن استخدمتهم الميليشيا دروع بشرية،وتعرض العشرات للقمع والتنكيل والملاحقة والتهجير القسري والإختطاف والتعذيب في سجون الميليشيا، في محاولة لترهيب واجتثاث كل الأصوات المعارضة لها،و الرافضة لانقلابها وجرائمها وممارساتها البشعة ضد المواطنين..
وفي 11 أبريل الماضي، أصدر الحوثيون أحكام جائرة بإعدام أربعة صحفيين ٢ منهم من محافظة ذمار هم “عبد الخالق عمران، وتوفيق المنصوري” بعد ان قضوا أكثر من ٥ سنوات في سجون ميليشيا الحوثي بصنعاء.
بحسب إحصائية جديدة لإعلام محافظة ذمار كشفت عن أكثر من ١٤١ جريمة وانتهاك استهدفت الصحفيين والاعلاميين بمحافظة ذمار منذ اجتياحها من قبل الميليشيا الحوثية في اكتوبر ٢٠١٤م،توزعت بين القتل عدد (٢) والاغتيال (١) واستخدام الصحفيين دروع بشرية(٤) ،الاصابة(٤) ،أحكام جائرة بالإعدام (٢) ، اختطاف (١٥)،التعذيب (١٩) اخفاء قسري (٤)،اقتحام منازل (٢) نهب مؤسسات اعلامية (٢) نهب الممتلكات (٤) ، قرصنة المواقع الاعلامية (١) ،اغلاق ومصادرة مقرات صحف (٣)، التهديد والترويع(٢٥) التهجير والنزوح (٤٧) مصادرة الدخل (٦) ،فصل من الوظيفة العامة (٢).
بالرغم من حربها المسعورة ضد الصحفيين الا أن ميليشيا الحوثي لم تتمكن اطلاقا من التستر على جرائمها، وكل يوم تنكشف عورتها للمخدوعين بها وللعالم،من خلال أصحاب الأقلام الحرة الذين نذروا انفسهم للوطن، متجاوزين كل المخاطر والتحديات، واختاروا درب البسطاء ليكونوا صوتهم، ولسان حال المضطهدين والمقهورين،ووجع المكلومين.
تقرير كتبه الصحفي اليمني : محمد الواسعي
بمناسبه يوم الصحافه اليمنيه