كشفت برديس السياغي، الناشطة والشاعرة اليمنية، تفاصيل بشعة لانتهاكات وفظائع ترتكب داخل سجون الحوثي
وروت الشاعرة اليمنية تجربتها داخل سجن للميليشيات في اليمن وفق “العربية.نت”، مؤكدة أن الحوثي يستعين بمجموعة من السيدات يطلق عليهن الزينبيات لتعذيب السجينات اليمنيات، وقص شعرهن، والاعتداء البدني والنفسي عليهن.
كما حكت بالتفاصيل قصتها مع الميليشيات، قائلة إنها بدأت قبل سنوات، حين كانت تتولى إحدى منظمات الإغاثة، وتكتب قصائد شعرية.
فعقب انقلاب الحوثيين، كانت تكتب قصائد تندد بسياساتهم، وتنتقدهم داخل المجالس والمنتديات التي تشارك فيها، كما كانت تجهد كناشطة في توفير المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين من انقلابهم.
ولعل كل تلك الأسباب ساهمت في تعرضها لمضايقات وملاحقات ومطاردات من أنصار الحوثي داخل مديريتها معين في العاصمة صنعاء، بحسب ما قالت للعربية.نت.
وتابعت قائلة إنها ظلت تتعرض لتلك الملاحقات لعامين كاملين، حتى فوجئت برجال الحوثي يعتقلون زوجها ويقتادونه إلى جهة غير معلومة، وأخفوه لمدة 8 شهور دون أن يعلم أحد مكانه
كما أشارت السياغي إلى أنها أبلغت من جانب المسؤولين الحوثيين بوفاة زوجها في مقر احتجازه، وتمت صلاة الغائب عليه، لذلك كثفت معارضتها للحوثي ونظامه، ونتيجة ذلك زادت المطاردات، ثم اقتحموا منزلها ذات يوم ونهبوا كل محتوياته، من ممتلكات كمجوهرات وأموال وتحف وأكواب وأطباق ومستلزمات منزلية، مضيفة أن الأشياء التي لم يستطيعوا سرقتها ونهبها حطموها تاركين المنزل في حالة يرثى لها.
إلى ذلك، أشارت الناشطة إلى أنها واصلت بعد ذلك، وطيلة 8 شهور، انتقادها للحوثي في كافة المنتديات، ورفعت دعوى قضائية ضدهم تتهمهم فيها باقتحام منزلها، ونهب وسرقة محتوياته، حتى اعتقلوها من منزل شقيق زوجها في 2 أغسطس من العام الماضي 2019.
وقالت السياغي إنها اقتيدت إلى سجن يتبع الحوثي في صنعاء، وهناك وجهوا لها اتهامات بتخزين السلاح، وإرهاب الدولة، وطلبوا منها تصوير فيديو تعترف فيه بارتكاب تلك الجرائم، ولمحاولة ترغيبها وتشجيعها على الإدلاء بتلك الاعترافات المصورة، فاجأوها بأن زوجها مازال على قيد الحياة، ورتبوا لها مكالمة هاتفية معه، وتأكدت فعلا أن زوجها مازال حيا.
لكنها أكدت أنها رفضت تصوير الاعترافات، لإدراكها أن الحوثيين يعلمون أنها شاعرة وتتواصل مع وسائل الإعلام، وقد يخشون بالتالي من أن تكشف فضائحهم، وتتحدث عما يحدث داخل السجون من انتهاكات وتعذيب.
أمام رفضها هذا، وضعت في زنزانة انفرادية لمدة شهرين ونصف الشهر، حيث تعرضت لشتى أنواع التعذيب.
وكشفت الشاعرة اليمنية أنها تعرضت لوسائل تعذيب قاسية داخل السجن، فقد كانوا يصرفون لها وجبة طعام واحدة يوميا، تختلف من يوم لآخر، قد تقدم صباحاً أو ظهراً أو مساء.
كما أشارت إلى أنه كان يسمح بليتر واحد فقط للسجينات، وكن يلاحظن رائحة كريهة للمياه، قبل أن يكتشفن أنها من الصرف الصحي.
إلى ذلك، كشفت أن “الزينبيات” كن يتولين أمر ضربها وسكب المياه عليها، وصعقها بالكهرباء في كافة أنحاء جسدها، فضلا عن توجيه ضربات قوية وشديدة لها في الساق والفخذ، وكانت في كل مرة تتعرض فيها لتلك الضربات، تظل لأيام تعاني آلاما مبرحة ولا تقوى على الحركة.
وأضافت أنها كانت تتعرض لتحقيقات مستمرة ولساعات طويلة.
كما أضافت أنها تعرضت للإغماء أكثر من مرة، بسبب قلة الطعام، والتعذيب المستمر، ولم تعد تقوى على تحمل ذلك فاضطرت صاغرة إلى تنفيذ طلبهم، وتصوير فيديو باعترافات ملفقة، مضيفة أنهم أطلقوا سراحها في نوفمبر الماضي، ثم فرت على الفور إلى مصر مع زوجها وأولادها هربا من بطش الحوثي وأنصاره.
كما أكدت الناشطة اليمنية أنها حين نقلت أخيراً إلى سجن مشترك، اكتشفت فظائع أخرى، فقد أخبرتها سجينات تتراوح أعمارهن ما بين 13 إلى 35 عاما، أنهن تعرضن للاغتصاب ولانتهاكات جنسية من رجال الحوثي، وأن أحد القيادات الذي شغل لاحقا منصبا وزاريا (بحكومة الحوثيين الانقلابية) اغتصب فتاتين.
واكدت أنها لن تصمت على تجاوزات الحوثي، وستعرض قضية الفتيات السجينات في صنعاء اللواتي يتعرضن لأبشع الانتهاكات الجنسية والجسدية والنفسية على كافة المحافل الدولية.
إلى ذلك، قالت إن عددا من الفتيات حاولن الانتحار نتيجة المضايقات والتعذيب، مؤكدة أن رجال الحوثي أجبروا بعض الفتيات على تصوير فيديوهات جنسية مع بعض أنصارهم والمسؤولين التابعين والموالين لهم، للتخلص منهم فيما بعد من جهة، ومن أجل منع هؤلاء الفتيات من الكشف عن تعرضهن للتعذيب ولانتهاكات جنسية في السجون من جهة أخرى.
ولفتت إلى أن رجال الحوثي لم يسمحوا لأي فتاة بالخروج من السجن أو الإفراج عنها قبل اختفاء آثار التعذيب من جسدها، وهو ما فعلوه معها، كما كانوا يأخذون كل ما في حوزتهن من أوراق ثبوتية، وتهديدهن عند الخروج والإفراج بتلفيق قضايا دعارة لهن.