خالد الرويشان :
لم يحدث أن حوثيًا واحدًا رفع إصبعه محتجا على تصرفات الحوثيين!
لا أحد يختلف أو يقول لا!
كُلُهُمْ يامولانا!
وهذا يذكرني بواقعة طريفة حدثت في عهد الإمام يحيى حميد الدين في أربعينيات القرن الماضي
وصل إلى مسامع الإمام يحيى خبرٌ أزعجه مفاده أن بعض الشباب يذهبون إلى بيت يهودي يمني في أطراف مدينة صنعاء ليشربوا الخمر!
وزاد حنق الإمام حين عرف أن بعض أولاده سيوف الإسلام يذهبون لليهودي ويشربون الخمر أيضا!
قرر الإمام أن يستدعي اليهودي ويسأله وجهًا لوجه
وقف اليهودي خائفا مرتعشًا بين يدَي الإمام الذي سأله عن أسماء زبائنه ..فأنكر اليهودي وأقسم بأيمان مغلظة بأن أحداً من المسلمين لا يدخل بيته شاربا أو غير شارب
زمجر الإمام يحيى مهددا بحبس اليهودي قائلا له: حتى أولادي مسختهم يا يهودي!
صاح اليهودي: الأمان يامولانا!
قال الإمام لك الأمان
وانعقد لسان اليهودي خوفا من الإمام وأولاده! فلو أن سيوف الإسلام عرفوا بوشايته فسيعاقبونه شر عقاب
أدرك الإمام يحيى سبب خوف اليهودي فأعطاه ورقة بياض كبيرة وقال له اكتب لي الأسماء كاملة هنا ..ولن يعرف بها أحد!
جلس اليهودي يكتب بينما الإمام ينتظر
وطال انتظار الإمام ..وبعد ساعة نهض اليهودي وتقدم من الإمام منحنيًا ووضع الورقة في يده!
وبمجرد أن وقعت عينا الإمام على الورقة صاح غاضبا : لك بتكتب ساعة يايهودي وتدي لي اسمين اثنين بس!
أجابه اليهودي وهو نصف ميت :
يامولانا .. القايمة كبيييرة قوي! قلت أختصر كتبت لكم الذي مابيشربوش!..اثنين بس!
صرخ الإمام: كيف يايهودي!
قال اليهودي : أنتو أديتوا لي الأمان وانا إديت لكم الصدق!
صاح الإمام : كُلهُمْ يايهودي!
أجابه اليهودي : كُلُهمْ يامولانا!