كان الأولى بزعيم المليشيا أن يبادل الأسرى السعوديين الذين عرض -في كلمته اﻷخيرة -استبدالهم بإطلاق سراح فلسطينيين ادعى أنهم مسجونون لدى المملكة العربية السعودية بأسراه اليمنيين الذين يزج بهم في محارق الموت والأسر، ولأنه لا يعير لليمنيين أي بال لأنهم في نظره كثابت عقيدي زنابيل وأبناء قبائل؛ فإنه يستخدمهم سوى لتنفيذ أهدافه الخبيثة، إذ لا تهمه حياتهم أو موتهم، فتاريخ المليشيا معروف الآن أو سابقا أعني في عهد أجدادهم، ألا تلاحظون أنهم لا يؤمنون إلا بأنفسهم فقط، وأنهم يعتقدون أنهم سادة الأرض ونحن عبيد نتقرب إلى الله بخدمتهم، وأن قتلنا من أجلهم هو عبادة لله، ألا تلفت التعيينات في الوزارات وفي المحافظات وفي المديريات انتباهكم أنهم ينفذون ما يزعمون أنه الحق الإلهي في حكمنا، يا قومي ألا تتعظون؟! ألا تعقلون؟! فلا تجعلوا أنفسكم وأولادكم ضحية لفئة لا تحسب لليمنيين أي ثمن.
من ناحية أخرى أنه وإن استجابت المملكة العربية السعودية لطلبهم في حال ثبوت أسرى فلسطينيين لديهم وهو ما لا نعتقد صحته، فوالله أنهم سيتراجعون ولن ينفذوا ما قالوا؛ لأنهم لا يريدون من ذلك إلا إحراج الشقيقة المملكة العربية السعودية أمام الرأي العربي والمسلم، واظهار أنهم من يدافعون عن الأمة العربية والإسلامية وعن قضية فلسطين، فوالله لا عهد لهم ولا ميثاق، يكذبون كما يتنفسون، بل هم أكذب من الكذب نفسه، وهنا تساءل أين مشايخ القبائل؟ وأين العلماء؟ أين القيادات السياسية والحزبية والفكرية؟ أين وأين وأين؟ هل تسمع لهم صوتاً؟ سوى كلام ذلك الغر، فهو من يوجه، هو من يتكلم، وعلى الجميع في مناطق سيطرته السماع، إنهم يريدون جعل الحكم حصريا على سلالتهم المقيتة، فهم والحكم حسب ثقافتهم الكهنوتية متلازمان لا يمكن الفصل بينهما.
أقول وبكل صراحة: إننا شعب طيب إلى حد كبير، كثيراً ما ننخدع بالكلام، يا أصحاب الستين والسبعين! المحزن المبكي أننا اليوم مازلنا في سبات عميق، يعمينا ما نحمله من إرث صراع الماضي السياسي، ومازلنا في غينا القديم، لم نحس بالخطر بعد رغم كونه يحيط بنا في كل مناطق سيطرة مليشيا الكهنوت والتخلف، وكأن الأمر لا يعنينا، ألم نر ما حصل لمن سبقونا؟! ألا نعقل ونوحد جبهتنا الداخلية لمواجهة ذلك الطوفان المدعوم من دولة إيران؟! ألا نستغل تعاون الأشقاء معنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية! لنشعلها ثورة عارمة للقضاء على هذا الفيروس القاتل، الذي لن يترك بشرا إلا وسيقضي عليه إن نحن تركناه ينتشر ويوظفنا وشبابنا لتسهيل إنجاز مهمته الخبيثة.