قالت صحيفة ”تايمز“ إن طبيبا بريطانيا جمع ثروة هائلة في أسبوع، مستغلا هوس البريطانيين من انتشار فيروس ”كورونا“ في أوروبا، التي أصبحت بؤرة الوباء الجديدة، حسب تأكيدات منظمة الصحة العالمية.
وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته، اليوم الاثنين، إن الطبيب جمع 2.5 مليون جنيه إسترليني خلال أسبوع، مستفيدا من تسارع البريطانيين نحو إجراء اختبارات لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بفيروس ”كورونا“ المستجد.
وأضافت ”الطبيب مارك علي، البالغ من العمر 56 عاما، باع أكثر من 6600 جهاز اختبار لفيروس كورونا، إذ يبلغ سعر الجهاز الواحد 375 جنيها إسترلينيا، للمواطنين الخائفين من احتمال إصابتهم بالفيروس.
هذا السعر يبلغ 3 أضعاف القيمة التي حددها مورد الأجهزة لإجراء تلك الاختبارات على المواطنين“.
وقام الطبيب بعرض هذه الأجهزة عبر شركته الخاصة ”Private Harley Street Clinic Limited“ التي تتخذ من مسكنه في شمال لندن مقرا لها، على بُعد أميال من الشارع الطبي الشهير.
وقامت الشركة بتعيين فريق تسويق مؤقت خلال الأيام القليلة الماضية للتواصل مع العملاء عبر الهاتف.
وتابعت: ”أكد تحقيق أجرته الصحيفة أن العيادة الطبية تم استخدامها كواجهة تسويقية لعملية اختبار فيروس ”كورونا“، حيث يتم بيع الأجهزة بأرقام مبالغ فيها.
وتقوم بنقل التفاصيل الخاصة بالعميل إلى وسيط في مدينة بارنسلي. والعمل على العينات يتم بواسطة Randox Laboratories وهي شركة تشخيص سريري كبرى في ”كرملين“ بشمال أيرلندا، وتشتهر بسرعتها الفائقة في إعلان اختبارات الفيروس، وهي الشركة التي استخدمها الطبيب مارك علي في عمله“.
وحسب ”التايمز“، فإن Randox تقدّم نفس نتائج اختبارات فيروس كورونا وتحليلها إلى المواطنين مباشرة مقابل 120 جنيها إسترلينيا، وهو ثلث السعر الذي يقدم به مارك علي، نفس الخدمة. لا تزال فاعلية الاختبار تنتظر موافقة وزارة الصحة البريطانية.
ورغم التكلفة الباهظة، فإن مارك علي، أكد للصحيفة أن تلك التجارة مزدهرة للغاية، ونقلت عنه قوله: ”أعتقد أننا قمنا بعمل جيد“.
وأشارت الصحيفة إلى أن الربح الصافي من العائدات التي بلغت قيمتها 2.5 مليون جنيه إسترليني يقدّر بنحو 1.7 مليون جنيه إسترليني في أسبوع واحد.
إلا أن ما فعله مارك علي لم يمر دون انتقادات، إذ اتهم جوناثان أشوورث، وزير الصحة في حكومة الظل البريطانية، باستغلال مخاوف المواطنين نتيجة نقص أجهزة الاختبار الخاصة بفيروس كورونا في بريطانيا.
وقال أشوورث: ”هذه أزمة صحية عامة غير مسبوقة. الناس يشعرون بالاشمئزاز نتيجة تلك السلوكيات الربحية المماثلة. يجب أن تكون هناك أولوية وطنية للعاملين في هيئة خدمة الصحة العامة البريطانية وأن تعمل الحكومة على وضع حدّ لهذا الاستغلال“.
وبدأت مبيعات أجهزة اختبارات فيروس ”كورونا“ قبل 8 أيام، ولكنها تصاعدت بشكل كبير بعد المقابلة التي أجراها مارك علي مع صحيفة ”تليغراف“ يوم الثلاثاء الماضي، وزعم خلالها أن مشاهير ونبلاء وشركات كبيرة سارعوا لشراء أجهزة اختبار الفيروس التي تبيعها شركته.
ومع حلول، مساء الخميس، لم يتلق أي عميل من عملاء مارك علي الذين يقدرون بالآلاف نتائج التحاليل، رغم المزاعم الأولية على موقع شركته بأن نتائج الاختبارات يتم إعلانها بحد أقصى 3 أيام.
وقرر علي الآن عدم جمع أي أموال مقابل التحاليل، حتى ينتهي من الاختبارات المتراكمة لديه.
وأشارت الصحيفة إلى أن إلى مارك علي برر التكلفة الباهظة للاختبارات التي يجريها بأنه يقدّم لعملائه، الذين أثبتت التحاليل إصابتهم بفيروس كورونا، النصيحة الطبية وطريقة التعامل الصحيح مع المرض.
ورغم ذلك فإن ”Randox“ تؤكد أنها تقوم بالمثل مع المواطنين الذين تثبت إصابتهم بفيروس ”كورونا“، دون أن تحصل على أكثر من 120 جنيها إسترلينيا.
وتشير المعلومات إلى أن اختبارات ”Randox“ هي الوحيدة في العالم التي تستطيع تحديد فيروس كورونا القاتل ”Covid-19“ وتفرّق بينه وبين 9 فيروسات أخرى تملك الأعراض ذاتها.
من جانبها، قالت ”Randox“ إنها لا تملك علاقة تسويقية مباشرة مع مارك علي، وبالتالي فإنها لا تستطيع السيطرة على الأسعار التي يحددها لاختبارات فيروس ”كورونا“ المستجد.
وفي نهاية تقريرها، أشارت ”تايمز“ إلى أن رجلا متهما ببيع أجهزة اختبار مزيفة لفيروس ”كورونا“ مثل أمام محكمة برايتون، أمس الأحد، وقالت إن فرانك لودلو، البالغ من العمر 59 عاما، اتهم بالغش، ولا يزال قيد الاحتجاز.