ذهب على متن عربته التقليدية لجمع الحطب من أحد الأودية في مديرية الدريهمي، جنوبي محافظة الحديدة، غربي البلاد، لكنه لم يعد الا جثة هامدة بعد ان انفجر به لغم زرعته مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران التي كثفت من تفخيخ الأرض بألغامها المميتة.
المواطن حمود أحمد عياش الحربي، الذي يبلغ من العمر (32 عاما) خرج من منزله في مديرية الدريهمي صباح الثلاثاء الموافق 10 مارس الجاري، وفقا لما ذكرت مصادر محلية، على متن عربة تقليدية يقودها حمار من أجل جمع الحطب من وادي ردمان، بسوق النخيلة التابع للمديرية، لكن لغما أرضيا من مخلفات مليشيا الموت والدمار الحوثية أختطفه قبل عودته لأسرته الذي تنتظره في البيت بالحطب الذي يستخدمونه للوقود وإعداد الطعام.
الحادثة المؤلمة التي راح ضحيتها المواطن بألغام المليشيا المميتة سبقها قبل أقل من 48 ساعة حادثة مماثلة راح ضحيتها مواطنان انفجر بهما لغم مماثل في قرية الحمراء، بذات المديرية، أثناء ما كانا على متن دراجة نارية ذاهبا إلى السوق لشراء متطلبات لأسرتهما.
وتواصل الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي الإجرامية في الطرقات والمزارع وبالقرب من منازل المواطنين في مختلف المحافظات، حصد أرواح مئات الأبرياء من المواطنين لتجسد فصول من المآسي والمعاناة على أبنائها.
مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، بحسب مصادر متطابقة، تعمدت زرع الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة المختلفة والمتنوعة وبشكل عشوائي في الطرقات والمنازل والمزارع في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لا سيما في الفترة الأخيرة التي تشهد تكثيفاً لزراعتها، محاولة منها لإفشال استكمال عملية تحرير الحديدة، واستغلالا للهدنة الأممية واتفاق ستوكهولم.
ومنذ أكثر من ست سنوات ، هي فترة سيطرة المليشيا الانقلابية المدعومة إيرانيا على البلاد – تعرضت البلاد لأكبر عملية زرع ألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أكدت تقارير حقوقية محلية ودولية زراعة المليشيا المتمردة ما يقارب مليون لغم في مختلف المحافظات اليمنية المحررة، بينها ألغام محرمة دولياً، أودت بحياة المئات من المدنيين وتسببت بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين، ولا زالت أعداد ضحاياها مستمرة.
وكيل وزارة حقوق الإنسان الأستاذ نبيل عبدالحفيظ، أكد في تصريح خاص لـ”سبتمبر نت” إن موضوع زراعة الألغام التي تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران يمثل انتهاكا صارخاً للجانب الإنساني، وجريمة يدينها القانون الدولي، ونقضا للاتفاقية الدولية التي تنص على الحد من زراعة الألغام.
وأكد وكيل وزارة حقوق الإنسان أن المليشيا الحوثية المتمردة مارست زراعة الألغام والعبوات الناسفة بشكل مكثف وغزير ومتعمد في المناطق السكنية والحقول الزراعية، لافتا إلى ان المليشيا وفق تقديرات أولية زرعت أكثر من مليون ونصف المليون لغم أرضي في مختلف المناطق والمحافظات اليمنية.
وأوضح عبدالحفيظ أن زراعة المليشيا الحوثية للألغام ليست جانب عسكري بقدر ما هو جانب تتعطش من خلاله للقتل والدمار وارتكاب المجازر اليومية بحق المدنيين الأبرياء، مشيرا إلى أن اليمن أمام هذا الكم الهائل من الألغام المزروعة يقع أمام اثنين مليون كارثة قادمة، طبقا للإحصائيات العسكرية التي تشير إلى أن المليشيا زرعت أكثر من اثنين مليون لغم أرضي وعبوة ناسفة.
وأوضح أن هذه الألغام التي تعمدت المليشيا الانقلابية المدعومة من إيران زراعتها تمت بأيدي وخبرات إيرانية تكشفها وتؤكدها العديد من الألغام التي تم استخراجها، لافتا إلى ان هذه المليشيا من خلال زراعة الألغام تتعمد تحويل حياة اليمنيين إلى مأساة ومعاناة مستمرة.
في سياق الموضوع، أتلفت الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش كميات كبيرة من ألغام المليشيا الانقلابية الحوثية بينها ألغام بحرية موجه تم نزعها من مناطق حيوية وأهله بالسكان ومن منتجعات سياحية وشواطئ ومراكز إنزال سمكية ومزارع مواطنين وطرقات عامة في مختلف المحافظات.