يقطع الطالب فادي يومياً مسافة ليست بالقصيرة من منزله إلى مدرسته على كرسي متحرك لمواصلة تعليمه في مدينة المخا.
عندما التقيته بمدرسة السعيد في المخا التي دمرتها الحرب، كان يدفع كرسيه المتحرك بثبات كطالب تدفعه عزيمته على مواصلة التعليم.
فرغم إعاقته التي منعته من المشي على قدميه، إلا أنها لم تمنعه من المثابرة وتكبد عناء دفع كرسي متهالك للوصول إلى مدرسته.
فلا لهيب شمس الصيف يثنيه، ولا رياح المخا المصحوبة بالأتربة والغبار، ولا الخيمة الممزقة التي يدرس بداخلها، ولا كرسيه المتهالك الذي يتوقف بين الحين والآخر على قارعة الطريق؛ لا يثنيه كل ذلك عن تحقيق هدفه.
كان والد فادي يقوم بتوصيله صباح كل يوم إلى المدرسة ويعيده منها، لكن شقيقه محمد يتكفل بالقيام بذلك الآن، لانشغال والده في توفير متطلبات أسرته المعيشية.
داخل الفصل يجتهد فادي البالغ حالياً نحو عشر سنوات، على أن يكون مميزا ومثابرا، وعند عودته يعتمد على نفسه في استذكار دروسه، فاﻹعاقة بالنسبة له هي إعاقة الجسد على الحركة فقط، وليس إعاقة العقل في التفكير.
لم ينس فادي أن يثني على من قدم له ويُقدم من خدمات وتعاون من مدرسته المدمرة، والدور اﻷبوي الحنون من مدير المدرسة عبد تركي الذي قال إن فادي الطالب في الصف الثاني ابتدائي من أفضل الطلاب خلقاً وعلماً، ويتميز بحب التفاني والعمل على تطوير نفسه.
قصة فادي وحاجته لكرسي كهربائي حازت على تعاطف زملائه، حيث طالبوا بتوفير كرسي كهربائي بدلا من ذلك الكرسي المتهالك ليعينه على توصيله لمدرسته وإرجاعه لمنزله، تحفيزاً له لمواصلة مسيرته التعليمية.