تتعرض المرأة اليمنية منذ انقلاب مليشيا التمرد والتمرد الحوثية المدعومة من إيران في العام 2014م لأبشع أنواع الانتهاكات والمعاناة والتنكيل الممنهج من قبل المليشيا التي لم تراع حرمة المرأة دينيا وأخلاقيا وعرفا.
بهذه الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها المرأة ولا زالت تتعرض لها من قبل مليشيا التمرد المفلسة أخلاقياً– كما تشهد تصرفاتها وانتهاكاتها المستمرة بحق النساء – صرن النساء أكثر ضحايا الحرب جسدياً ونفسياً ومعنوياً.
وفي ظل هذا الوضع المأساوي لسنوات الحرب التي أشعلتها مليشيا التمرد الحوثية المدعومة من إيران، فإن المرأة اليمنية لا تزال تدفع ثمن فاتورة الحرب للعام السادس على التوالي، في كافة مناطق سيطرة الانقلاب، التي جندتها واعتدت عليها، واختطفتها من منزلها ومن بين أطفالها.
فإن لم تكن المرأة في أقل الأحيان هي الضحية المباشرة، فإنها في مناطق سيطرة التمرد أصبحت أرملة أو ثكلى فقدت أحد أبنائها، أو زوجها، أو فقدت عملها ومصدر دخلها، وضاقت الحياة المعيشية بها وبأسرتها، ودفعتها الأزمات التي تستغلها قيادات المليشيا الحوثية في الإثراء وجمع الأموال، للخروج والبحث عن مادة الغاز المنزلي والمساعدات الإنسانية.
استنكار
ومع تزايد الانتهاكات المستمرة بحق المرأة اليمنية، عبرت العديد من المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام وتحالف رصد انتهاكات حقوق الإنسان في الـ من29 فبراير المنصرم عن استنكارها لما تتعرض له المرأة من انتهاك، وذلك خلال وقفة تضامنية احتجاجية حول انتهاكات مليشيا الحوثي المتمردة ضد النساء والأطفال، نظمتها في جنيف.
وهدفت الوقفة إلى إيصال صوت النساء وتوضيح الواقع الذي تعيشه تلك النساء وما يتعرضن له من انتهاكات وجرائم وممارسات من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية، بالإضافة إلى حث المجتمع الدولي والفاعلين في مجال حقوق الإنسان للتدخل لإيقاف تلك الانتهاكات.
وتضمنت الوقفة مجموعة من الكلمات ألقتها العديد من النساء والناشطات اليمنيات استعرضت شهادات حية لما تتعرض له النساء في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، إضافة إلى مقارنة وضع النساء في عهد الإمامة وعهد الحوثيين وما عانته وتعانيه وأوجه التطابق في ظل حكم الجهتين.
وأكدت الوقفة عديد توصيات تعلقت بحماية النساء ودعوة إلى تحرك المجتمع الدولي وكسر الصمت، إضافة إلى تشديدها على أهمية توثيق ورصد تلك الجرائم والممارسات وأنها لا تسقط بالتقادم وبالتالي والمطالبة بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
انتهاكات يومية
وتمارس المليشيا الإجرامية المدعومة من إيران جرائم بشعة وانتهاكات يومية بحق آلاف النساء في مناطق سيطرتها، تتنوع بين اعتداء واغتصاب وقتل مئات الفتيات واخفائهن، واختطافهن بصورة تعسفية وإيداعهن معتقلات للمليشيا دون معرفة مصيرهن.
وشملت حالات الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة اليمنية، خلال فترة الحرب الراهنة، من قبل المليشيا المتمردة حالات عنف وتحرش لفظي وجنسي وانتهاكات جسدية وصلت حد الاغتصاب والقتل، وحالات زواج قاصرات، بالإضافة إلى حالات إصابات واحتجاز غير قانونية والحرمان من التظاهر والوقفات الاحتجاجية وإعاقة المرأة من الحصول على حقوقها في التعليم والرعاية الصحية.
كما تعددت جرائم المليشيا الإجرامية بحق المرأة اليمنية بين القتل خارج القانون والاختطاف والاغتصاب والإخفاء القسري في سابقة لم يشهدها التاريخ اليمني على مر التأريخ.
وتعيش النساء في مناطق سيطرة المليشيا المتمردة واقعاً مظلماً تجسده مئات القصص تحاكي حال الظلم والاضطهاد الذي تعيشه المرأة اليمنية في ظل سلطة مليشيا اجرامية تجردت من النخوة والأخلاقيات وتعدت على الشرائع والأعراف بالاعتداء على النساء والتي تزايدت في الآونة الأخيرة، ووصل بها الأمر إلى تجنيد نساء تحت مسمى “الزينبيات” مهمتهن الاعتداء والقمع المتواصل للنساء.
أرقام وإحصائيات
وفي السياق قال التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان “رصد”: أن عدد النساء المختطفات والمختفيات والمعذبات الذي استطاع تحالف رصد الوصول إليهن بلغ (303) نساء في مختلف المحافظات اليمنية، خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى مايو 2019م.
وأوضح “رصد” في تقرير أصدره مؤخراً، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أن فريق الرصد وثق منذ العام 2014 قيام مليشيا الحوثي المتمردة باختطاف العديد من النساء اليمنيات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، وتعرضت العديد من النساء العاملات في المجال الإنساني والإعلامي والحقوقي للاختطاف.
وأشار إلى أن عدد النساء المختطفات التي قام بتوثيقها تحالف رصد لنفس الفترة بلغ (220) امرأة، بينهن (87) ناشطة سياسية، و(30) طالبة، و(10) نساء من أقلية الطائفة البهائية، و(6) ناشطات حقوقيات، وإعلاميتين، وسجلت أعلى نسب الاختطاف في صنعاء؛ إذْ بلغ عدد الضحايا فيها (204) نساء.
ولفت التقرير إلى أن المرأة اليمنية لم تسلم من الانتهاكات الشنيعة التي تعرض لها الرجال في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، حيث قامت المليشيا باختطاف وتعذيب (87) امرأة للفترة من بداية 2018 وحتى مايو 2019، كما قتلت وتسببت بمقتل (199) امرأة، خلال الفترة نفسها.
انتهاكات صارخة
أكد أن أسوأ ما أفرزته الحرب الحوثية على النساء هو إحساسهن بالخوف وعدم شعورهن بالأمان، فالخوف على حياتهن وأطفالهن وأزواجهن وأهاليهن من تداعيات الحرب وتأثيراتها اليومية، والاعتداء على الحياة والسلامة الجسدية عناء يومي ومأساة إنسانية تتجرعها المرأة في اليمن كل يوم.
وليست هذه الأرقام إلا جانباً من الصورة القاتمة والحالة المأساوية التي تعيشها المرأة اليمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا طوال ست سنوات منذ التمرد الحوثي المليشاوي، تزداد معها الانتهاكات الصارخة بحق النساء التي لم يتم توثيقها أو لم يتم الإبلاغ عنها خوفاً من بطش المليشيا الكهنوتية.
وتذكر تقارير حقوقية محلية أن مليشيا الحوثي الإجرامية ارتكبت منذ سبتمبر 2013 حتى مايو 2019م أكثر من 2504 حالة انتهاك بحق النساء في المناطق الخاضعة لسيطرتها تنوعت بين القتل والاختطاف والإخفاء القسري، فيما منظمة “رايتس رادار” لحقوق الإنسان في العالم العربي (غير حكومية مقرها هولندا)، ذكرت في تقرير سابق لها أنها رصدت أكثر من 20 ألف حالة انتهاك ارتكبتها المليشيا المتمردة ضد المرأة اليمنية منذ العام 2015 وحتى نهاية العام 2017م، موزعة بين حالات قتل وإصابة واعتداء جسدي، وحالات عنف وغيرها.
معاناة وتعذيب
وقامت مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، على مدار السنوات الماضية، بممارسة صنوف من التعذيب والاختطاف والإخفاء القسري للكثير من النساء في مناطق سيطرتها وأودعتهن في عدد من المعتقلات والسجون وبعض المباني التي حولتها إلى سجون وحشية في العاصمة صنعاء، تُمارس فيها أبشع صنوف التعذيب – وصفتها المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر – بأنّها تفوق جرائم التعذيب التي في سجن أبو غريب بالعراق، وسجن جوانتانامو.
اختطافات مستمرة
وتواصل سلطات المليشيا التمرد المتمردة – بحسب ما ذكرت المنظمة – انتهاكاتها المروعة والجسيمة بحق النساء المختطفات والمخفيات قسرا في سجونها ومعتقلاتها مع استمرار هذه الممارسات القمعية لتطال نساء وفتيات جدد تضاف إلى قائمة الضحايا مع استمرار المليشيا الاجرامية بعمليات الاختطاف للنساء والفتيات بمبررات واهية وبأسلوب همجي غير مسبوق يضرب عرض الحائط بكل القوانين المحلية والمواثيق الدولية وعادات وتقاليد وأخلاق المجتمع اليمني التي تحترم المرأة وتحقر وتزدري كل من يحاول المساس بها والاعتداء عليها.
شهادات مروعة
وذكرت المنظمة أنها رصدت الكثير من الشهادات المروعة حول ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين التابعة للمليشيا الحوثية الكهنوتية، حذرت معها من دخول هذه المشكلة فصلا جديدا ولما له من تداعيات ونتائج خطيرة ومركبة ومدمرة تطال النساء الضحايا وأسرهن.
وبحسب المنظمة فإن النساء الضحايا في أقبية السجون السرية التابعة لقيادات معروفة في مليشيا الحوثي المتمردة يعانين ظروفاً سيئة ومأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن، لافتة إلى أن بعض الضحايا التي وثقتها دخلن في حالات نفسية سيئة جراء التعذيب الممنهج والمتعمد لإذلال وامتهان الضحايا من النساء وتدمير نفسياتهن، فضلا أن عددا من محاولات انتحار الضحايا في تلك السجون تم توثيقها، إضافة إلى أن بعض المعتقلات والمخفيات قسرا تعرضن للإصابة بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي الذي مورس عليهن دون رحمة من قبل المليشيا الإجرامية.
ووفقا للمنظمة فإن مليشيا الحوثي المتمردة حولت فلل وبدرومات بعض المباني في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها إلى سجون وحشية للنساء تفوق عملية التعذيب فيها الذي تتعرض له النساء ما حدث في سجن أبو غريب بالعراق وسجن جوانتانامو، مؤكدة انها حصلت على شهادات مروعة ومقززة حول ما تعرضت وتتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين في تلك المباني، و تؤكد أن القائمين على تلك الجرائم البشعة تجردوا من إنسانيتهم وادميتهم، بل ويتلذذون – بحسب ما وصفت – بما يمارسونه من اجرام وايذاء لنساء ضعيفات لاحول لهن ولا قوة سوى الصراخ وتوسل الجلادين الذين نزعت من قلوبهم الرحمة.
ويذكر فريق الخبراء البارزون الدوليون المعنيون في اليمن في أخر تقرير له أنه رصد حالات عنف جنسي في معتقلات مليشيا الحوثي المتمردة بحق المختطفين خلال الفترة من 2016 حتى 2019م، لافتا إلى أن من بين 12 حالة انتهاك جنسي توجد خمس نساء وصبي تعرضوا للانتهاك ذاته.
وتقوم مليشيا الحوثي المتمردة في مناطق سيطرتها عبر فرقتها النسائية المعروفة بمسمى “الزينبيات” بعمليات مداهمة واعتقالات للنساء المعارضات للمليشيا بعد تلفيق التهم الكيدية لهن، لافتا تقرير الخبراء الدوليين إلى أن المليشيا قامت خلال السنوات الماضية بحملة اعتقالات واختطافات واسعة طالت نساء بتهم «الدعارة»، مشيرة إلى أن المليشيا إضافة إلى ذلك شنت حملات تشهير بحق عشرات النسوة في مناطق سيطرتها.